أثنى مجلس الوزراء اليمني على الدعم الأخوي الصادق الذي قدمته وتقدمه دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لإسناد الجهود الحكومية المبذولة في الإغاثة وإعادة الإعمار وتحرير بقية أجزاء الوطن من سيطرة مليشيات الانقلاب. جاء ذلك في الاجتماع الاستثنائي الذي عقده المجلس مساء اليوم بالعاصمة المؤقتة عدن برئاسة نائب الرئيس رئيس المجلس خالد بحاح ووقف خلاله أمام العمل الإرهابي والإجرامي الجبان الذي استهدف مقر إقامة الحكومة ومواقع أخرى في محاولة يائسة وعبثية لوقف عجلة استعادة الدولة المخطوفة من المليشيات الانقلابية بعد الانتصارات المتوالية التي حققتها المقاومة الشعبية والجيش الوطني بدعم من الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية . واستهل المجلس اجتماعه الاستثنائي بالوقوف دقيقة حداد قرأ خلالها الفاتحة على أرواح الشهداء الأبراء من قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية الذين ارتقوا جراء هذه الأعمال الإرهابية .. معربا عن تعازيه الحارة لعائلات الشهداء الذين ستبقى دماؤهم منارة ساطعة تنير درب الوطن ومنقذة له من ويلات السقوط والفوضى التي يريدها أعداؤه ومن يعملون لحسابهم من قوى إقليمية.. سائلا الله العلي القدير أن يسكن الشهداء فسيح جنانه مع الأنبياء والصديقين وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمصابين.
وأكد فشل الأهداف التي يرمي إليها من يقف وراء تنفيذ هذه الأعمال الإرهابية .. كما أكد أن الحكومة عازمة على مواصلة دورها الوطني والتاريخي في هذه المرحلة الاستثنائية من العاصمة المؤقتة عدن حتى استكمال تحرير جميع مناطق البلاد وإعادة الشرعية الدستورية ودولة المؤسسات وإنهاء جميع مظاهر الانقلاب لمليشيات الحوثي صالح .. وأشار إلى ما تقوم به مليشيا الانقلاب من عدوان داخلي في حروبها العبثية والهمجية وما تمارسه من اعمال قتل وتنكيل ضد اليمنيين وتدمير الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي وتهديد لدول الجوار وتحويل البلاد الى دولة مليشيات تديرها عصابات القتل والاجرام خارج الاطر المؤسسية في محاكاة سخيفة لتجربة اقليمية ثبت فشلها وبؤسها . وحمل مجلس الوزراء مليشيا الحوثي صالح الانقلابية المسئولية الكاملة في تغذية حركات التطرف والارهاب والعنف المدمر ضمن حربها الشعواء على المواطنين اليمنيين الذين لم يقبلوا بانقلابها على الشرعية الدستورية واتخاذها من مثل هذه الاعمال الاجرامية والارهابية اداة لترويعهم ومحاولة ضرب عزيمتهم بعد أن انتفضوا وتوحدوا ضد ممارساتها وعدوانها وانتقامها الحاقد على الوطن والمواطنين. وأكد أن توقيت هذه الأعمال الإرهابية التخريبية ليس صدفة لكنها لن تنال من عزم وتصميم اليمنيين على استعادة دولتهم المخطوفة والتمسك بالشرعية الدستورية ودولة المؤسسات ودافعا اضافيا لهم للمساندة الفاعلة في بناء الدولة المدنية التي ينشدها الجميع والمنصوص عليها في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وشدد على ان اليمن تخوض معركة ضد الإرهاب ومليشيات الانقلاب التي لن تتورع عن المحاولة ربما مرة بعد أخرى لتحقيق أهدافها الدنيئة وهي معركة من أجل الدولة والشرعية الدستورية وامن وسلامة ورخاء اليمنيين على امتداد الوطن ..مشيدا بكل ابناء الوطن الذين يشاركون جنبا الى جنب مع دولتهم وحكومتهم بصبرهم وصمودهم وتضحياتهم في التصدي لهذا العدو من أجل تحقيق هدف التغلب عليه والذي ليس لديها إزاءه إلا الإصرار على الانتصار عليه . واستمع المجلس الى نتائج التحقيقات الاولية التي اجريت من الاجهزة الحكومية المختصة بالتنسيق مع قوات التحالف العربي حول هذه الاعمال الاجرامية والتي تشير الى استهداف مقر اقامة الحكومة المؤقت بفندق القصر في وقت مبكر من صباح اليوم بسيارتين مفخختين اضافة الى انفجار سيارتين مفخختين في مواقع اخرى . وأكد المجلس بهذا الخصوص على استكمال عملية التحقيق ورفع تقرير نهائي بذلك في اقرب وقت ممكن واقتراح المعالجات والاجراءات المطلوبة لمنع تكرار مثل هذه الاعمال بما تمثله من تهديد للجهود المبذولة لتطبيع الاوضاع في المناطق المحررة من سيطرة مليشيا الحوثي صالح الانقلابية والتصدي لها قبل وقوعها. وتداول الاجتماع في نقاش مستفيض المقترحات والاليات الكفيلة بالتنسيق الفاعل للجهود المبذولة لحفظ الامن والاستقرار في المناطق المحررة خاصة العاصمة عدن بما في ذلك التسريع في استيعاب المقاومة الشعبية في اجهزة الامن والجيش الوطني بموجب القرار الرئاسي الصادر بهذا الشان .. واتخذ في هذا الاطار جملة من القرارات والتوجيهات التي سيتم تنفيذها بشكل عاجل بما في ذلك تقوية عمل واداء اجهزة الدولة والمؤسسات الحكومية وعلى رأسها المؤسسة الدفاعية والامنية التي كان اضعافها الموروث من المرحلة الطويلة الماضية مقصودا . وأكد أن الدولة والحكومة ستتحمل كل مسؤولياتها في الإغاثة وإعادة الإعمار بمعاونة الاخوة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول التحالف وبقية الاشقاء والاصدقاء في الدول والمنظمات المانحة وانها لن تدخر جهدا في عمل كل ما يلزم لاعادة تطبيع الاوضاع وحفظ الامن والاستقرار بالتنسيق والشراكة مع المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي .