تفاءل الناس بتعيينكم رئيسا للحكومة ثم نائبا للرئيس ومنحت لكم صلاحية اختيار معظم أعضاء حكومتك وحدث لكم ما حدث وقدرنا الظروف التي مررتم بها من لحظة التعيين مروراً بحصاركم في صنعاء حتى اللحظة الراهنة ومع كل هذا فلا يمكن السكوت عن بطئ عمل حكومتكم وبالذات في عدن ومدن الجنوب التي تخلصت من جحافل الجيش العائلي في صنعاء . كنت قبل كل ذلك وزيرا للنفط والمعادن ولا أعتقد أنك لم تكتسب خبرة في بيع وشراء المشتقات النفطية ومع ذلك فشلتم في توفير هذه المشتقات للسوق المحلي وبالذات في المدن التي تملكون فيها حرية الحركة والفعل وفشلتم في تنظيم توزيع مواد الإغاثة من الأشقاء وإعادة الأعمار وتحقيق الأمن وغيرها وعندما نقول فشلتم فلا يعني شخصكم فقط دون النظر للأوضاع التي من الطبيعي أن تظهر هنا وهناك ولكنكم تتحملون مع فخامة الرئيس كل المسؤولية عن الفشل والبطء في الأداء والمعالجات واستمريتم تعملون وللأسف مع آليات النظام القديم الساقط عمليا أن لم نقل الغايب عن الواقع وأيضاً مع شخوص ذلك النظام وكان البلد تفتقر للكوادر المخلصة والمؤهلة والنظيفة وهذا بكل صراحة نقطة سلبية في مسبرتكم.
اليوم وبعد أن تم تحرير عدن والجنوب لم يرتقي اداءكم إلى المستوى المطلوب وعليك أن تتقبل ذلك بقلب مفتوح وعقل منفتح كما سمعنا عنكم ممن يعرفوكم أو تعاملوا معكم وهنا لا يمكن أن نصدق إنكم مختلفون كقيادة على أمور لا تستحق وليس وقتها الآن فعدن ومدن الجنوب تعاني من أزمات مركبة ومتفاقمة وكأنكم غير مبالين بها وبالشعب وكلما تأخرت الحلول العملية والواقعية لأي أزمة فإن علاجها يصعب مكلفاً ومتعبا كما تعلمنا في علوم الإدارة والاقتصاد فكيف يكون الحال بأكثر من أزمة ... أمامكم أزمة المشتقات النفطية والكهرباء والصحة والتعليم والأمن والإدارة وغيرها فعليكم أن تدركوا أن الحلول لها ستكون مكلفة ومتعبا لكم وللشعب وللسلطة. .. لقد انتهت الحرب العسكرية على الجنوب فماذا فعلتم تجاه تلك الأزمات ونتائج الحرب ... وكيف سيكون حالكم مع أزمات 22 محافظة أن كنتم عجزتم عنها في الجنوب وعدد سبع محافظات .
لقد تم وصم حكومتكم بحكومة التكنوقراط ولكني أرفض هذا الوصف بالنظر إلى معظم أعضاء حكومتكم بل هي توليفة غير متناغمة ومتخصصة وكنا نعلق امالا كبيرة عليكم برغم التوليفة العجيبة ولكن تلك الآمال تبخرت ومع ذلك لازلنا نحافظ 7 لى بعضا من الآمال.
نجاحكم يبدأ من إعادة تغيير أساليب عملكم ومن تجاوز آليات وشخوص النظام القديم الذي كنت تشتكي وتعاني منه ودفعك إلى تقديم استقالتك من وزارة النفط فكيف بكم آلان وبعد سقوط ذلك النظام تعيدون إنتاجه وتنميته كما أن نجاحكم مرتبط في الأساس إلى التفاعل مع الواقع الجديد وبالذات مع الجنوب وشعبه الذي يتطلع إلى استعادة دولته المغضوب عليها وكان يجدر بكم كقيادة إن تنطلقوا برؤية جديدة تنطلق من الواقع الجديد حتى جانب تطمين الشعب من خلال توفير متطلبات الحياة العادية وإننا نستغرب توجهاتكم في جانب التعليم مثلاً لإنه الأساس في تنمية أي مجتمع هذا مثلاً وكيف يكون التعليم متوفر وبقية الأمور تعاني الكثير من الأزمات التي يعتقد غالبية الناس إنها مفتعلة ويقف خلفها رموز وقوى تسعى لافشالكم وإحراقكم أمام شعبكم وبالذات في الجنوب المحرر ولا نعتقد إنكم تجهلون ذلك أو ترغبون باحراق تاريخكم.
دولة المهندس بحاح إن الفرص لم تنتهي فيما إذا اسرعتم في حركتكم وتجاوزتم التباينات الشخصية والتعامل مع الأحداث بردود الأفعال غير المدروسة التي تنتج الفشل والأزمات ... علم الإدارة وعلم الاقتصاد يقول إن الإدارة الناجحة هي تلك التي تعمل على معالجة أي أزمة بأقل التكاليف وبأسلوب عقلاني وواقعي ... ولكننا نعرف وربما انتم تعرفون إنه لا إدارة حقيقية وعملية موجودة في اليمن وبالذات في شمال اليمن ومن هنا كان ينبغي عليكم إن تكثفوا جهودكم في معالجة هذه المسألة الحساسة كونها مرتبطة بحياة الناس وكونها عنوان أي مجتمع كما إنها أساس أي تنمية لأي مجتمع ... 3 أشهر من تحرير الجنوب ولازالت الإدارة تعمل بالنظام القديم والفاشل والفاسدين ولم يرى الناس أي فعل منكم تجاه ذلك وهذا للأسف يكرس ممارسات النظام القديم ولا نعرف فيما إذا كنتم تعانون من أزمة الغاز أو الكهرباء أو سمعتم عن سعر دبة البترول الذي وصل إلى سعر برميل نفط في السوق العالمية وهنا السؤال لماذا لا تقدمون على استيراده من الأسواق العالمية وهي متوفرة ربما بأقل من ذلك في السوق الموازي ؟.
ولا يعقل في هذه الحالة إن نتمنع عن دعوة الشركات النفطية العالمية أو الإقليمية من بيع منتجاتها هنا وبأسعار معقولة وواقعية وبذلك تخفف عنكم المسؤولية الرسمية من جهة ومن جهة أخرى توفر مشتقات النفط للمواطن بكل يسر وهذا أيضاً ينطبق على الكهرباء وأي مجال ترون أنفسكم غير قادرين على القيام بها.