قلبي يقطر دما وأنا أكتب عن ما يجري فيك يا عدن يا أجمل ارض خلقها الرحمن وسواها وشكلها كميناء وخليج وممر مائي هام ,وحماها بجبل شمسان الشامخ وما يتفرع منه من جبال تعلوها قلاع شيدها الأجداد كقلعة صيره الشامخة والمطلة على البحر العربي حاضن عدنالمدينة والميناء , كان قلقا ينتابنا وضرورة لتستقيم الدولة وتعود عدن رائده وإشعاع خيرا يعم الوطن , وداعا لزمن الفوضى والعشوائية والسلب والنهب وتقطيع أواصل الوطن كأراضي للمتاجرة , اليوم أشاهد بوادر خير تلوح في الأفق باستعادة عدن لمينائها الرئة التي تتنفس منها وتنفست عدن الصعداء من مخنق الحرس الجمهوري والأمن المركزي قوة الطاغية وزعيمهم عفاش والحوثي ومخنق الفوضى والعشوائية خارج النظام والقانون مدينة كعدن لا يروقها وضعا كهذا يزعجها التسيب والانفلات والفوضى والعشوائية والتمايز وفرض الأمر الواقع , عدن هي مدنية في تركيبها الاجتماعي والسياسي والقانون برنامجها الزمني والنظام ردائها اليومي دونهما تفقد عدن روحها الإنسانية وثغرها الباسم وحضنها الدافئ . اليوم يتحمل قيادتها ابن من أبنائها ,عايشها في مرها وحلوها , يعرف متطلباتها وهي تعرفه جيدا , لا أحب نشم الأفراد لكنني أعجبت بشجاعته في مرحلة تعيشها عدن من أصعب مراحلها في التاريخ المعاصر , بإعلان محاربته للفاسدين واللصوص ومن عبثوا بعدن في زمنهم اللعين والبائس ,وأتمنى من كل قلبي له بالتوفيق والثبات بنفس النفس الثوري والتحرري والنزيه ,لرفض التعصب والعصبية والطائفة والمناطقية والمحسوبية والشللية , لتدير عدن الكفاءات والمؤهلات والتخصصات والمبدعين والقدرات والمتفوقين وعدن ولادة بهم ومهملون وفي بيتهم مغمورون وفي الجبهات كانوا مقاتلون , اليوم بالنظام والقانون ستتاح لهم فرص العمل والبناء والتشييد والنهوض بعدن . لن تزهوا عدن وتنهض دون تحرير مينائها من الاحتكارات ومن استقطعوا أراضيه وامتلكوها , كم عشنا في وهم المنطقة الحرة اليوم الفرصة سانحة لنحقق هذا الحلم ليكون واقع وتكون عدن ذات خصوصية اقتصادية وتجارية وميناء حر , هذا الواقع يتطلب ضمانات للشركات والاستثمارات الخارجية بحقهم وحقوقهم بدولة ضامنة للحريات والعدالة والمساواة دولة النظام والقانون , وأجهزة أمنية وعسكرية تستوعب المتغيرات وتحارب الفساد والانتهازية واستغلال الوظيفة العامة للكسب الغير مشروع وابتزاز رجال الأعمال والشركات , وقبول الأخر والتعايش والتنوع والانفتاح والتحرر , المؤلم ان اليوم السفن تتمون في الهند ودبي (والبيلات ) أي شركة تموين البواخر خارج تحكم السلطة والمؤسسة ينهب مخزونها حسب تصريح رسمي بذلك . الدور المساند للقوة العربية والتحالف العربي لعدن ضرورة , فالتشوه الذي طال عدن كجزء من تشوه الوطن بالطائفية والمناطقية والسلالية والمصلحة الحزبية كان عميق , أي قوة من الداخل ترفض وتصنف , كمليشيات علي محسن او الإصلاح أو عفاش أو القاعدة أو داعش كلا له أجنداته ورفضه لقبول الأخر و الخضوع له بمبررات عدة والقوة العربية اليوم لفك هذا الاشتباه , وتجريد المليشيات المنفلتة التي أنتجتها مرحلة مقاومة الحوثي وعفاش من السلاح الذي أصبح يشكل خطرا على الآخرين والسلم الاجتماعي وبعضها إرهابية تهدد الوطن وتفرض قناعاتها المشوهة على الجميع ولا تخضع لسلطة الدولة, وضم كل هذه الطاقات والعتاد والقوة لجيش وطني حر أبي شامخ ولائه للوطن ولا شي غير الوطن , نضمن تحمله مسئولية حماية الأرض والعرض والمشروع الوطني الذي ضحى الشباب بدمائهم وأرواحهم من اجله , واليوم تهد أوكار الإرهاب والمليشيات المنفلتة وتسقط الأجندات الغير وطنية كبشائر خير لعدن ومستقبل الوطن ومرحبا بالدولة . لازالت معاناتنا ويؤرقنا الراتب والغاز والغلاء وطفح المجاري ونسبيا الكهرباء لكنبإذن الله مستقبل عدن وضاء بجهود الجميع وتعاون الكل , وخضوع الكبير قبل الصغير للنظام والقانون السائر على رقاب الكل ولتكن عدن مدينة خالية من السلاح وإطلاق الرصاص العشوائي من الفاسدين واللصوص والقتلة والإرهابيين والمعتوهين والجهلة والأمية , وتصحيح البناء العشوائي الذي شوه عدن , ولن يكون ذلك دون تضافر الجهود وتكاثف الجميع في صف واحد مع القيادة السياسية والتنفيذية لتكن عدن نموذج الدولة للأرض المحررة .