مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج لازالت تئن من غياب السلطات المحلية وانعدام الخدمات وتكدس القمامة في مختلف حارات المدينة العتيقة التي كانت من انظف المدن الجنوبية لتتحول اليوم الى مكب كبير للنفايات فيما الاطفال يتجولون بحثا عن المياه . كل تلك العوامل جعلت العديد من الشخصيات الاجتماعية في احد حارات المدينة تفكر في كيفية العمل على حل هذه المشاكل التي تراكمت لشهور او سنوات عديدة دون ان تحل بشكل جذري .
تجربة فريدة اقدم عليها الاهالي في حارة وحيدة وهي من حارات المدينة او ما كان يعرف بالحي الاول لتشكيل مجلس اهلي هدفه خدمة اهالي المنطقة في مختلف الجوانب بعد ان غابت السلطة المحلية وتدهورت الخدمات .
وكانت باكورة عمل المجلس هي رفع مخلفات القمامة التي تراكمت لما يقارب السنة بدعم من اهالي الحارة الذين دفعوا المبالغ وقاموا باستئجار الاليات وتوفير مادة الديزل .
يقول المهندس عيدروس الصعو الرئيس المنتخب للمجلس ان تشكيل المجلس جاء كناتج لضعف اداء السلطة المحلية والإهمال الموجود في الجانب الخدماتي حيث تشكلت عدة لجان لها عملها واختصاصها في الحارة و اول عمل للمجلس هو رفع المخلفات المتراكمة والتي تقدر بعشرات الاطنان. ويؤكد ان هناك الية سوف تساعد على تجميع القمامة بانتظام في الحارة حتى لا تتراكم ويطالب الصعو في حديثة بتقديم الدعم لهذه التجربة من قبل المنظمات والجمعيات الخيرية العاملة في البلاد للمساعدة في توفير ابسط الامكانيات في جانب النظافة وخاصة الاكياس البلاستيكية اواليات نقل القمامة قليلة التكلفة وابداء الصعو سعادته بأول عمل يقوم به المجلس مشيرا الى تعاون الجميع لما فيه الصالح العام حيث قام الاهالي بالمساعدة في اعمال التنظيف للحارة . عضو المجلس سامح حسن علي يقول ان هناك تجاوب واسع من قبل المواطنين مع تشكيل المجلس مشيرا الى ان الاهالي قاموا طوعية بدفع مبالغ مالية للمساعدة في اول عمل يقوم به المجلس وهو رفع المخلفات المتراكمة حيث تم استئجار شيول وسيارات خاصة لنقل المخلفات وأشار ان للمجلس صندوق مالي سوف يدعمه اهالي الحارة بمبالغ بسيطة مع نهاية كل شهر لتساعد في تنفيذ العديد الاعمال التي يحتاجها المواطنين وخاصة النظافة وهي جزاء من ثقافة المجتمع . تجربة المجلس قابلة للتوسع لحارات اخرى في المنطقة كما يحدثنا فكرام القطيبي الذي اكد ان المجلس المشكل يسعى خلال الفترة القادمة الى ادخال الاجزاء المتبقية من الحارة في اطار خطة معدة لذلك لتشمل كل مناطق ما يسمى قديما بالحي الاول .
وفي المجلس ايضا وجدنا اهتماما بالجانب الامني حيث يوضح لنا العقيد محمد سعيد كوبا ان حفظ الامن جزى لا يتجزءا من عمل المجلس في ظل الاوضاع الامنية التي تشهدها المنطقة وهو عامل مساعد على الاستقرار مبين ان المجلس يعمل على تشكيل الحراسات اليلية في الحارة لمنع أي اعمال سرقة او مشاكل لو سمح الله او دخول اغرباء للمنطقة مؤكد ان هناك تعاون وثيق مع ادارة امن الحوطة والقائد عواد احمد محسن للتنسيق في مثل هذه الاعمال. الاخ وسيم الدميس دعا الى تعاون الجميع لإنجاح هذه التجربة التي اعتبرها فريدة في مثل هذه الاوضاع التي تعيشها البلاد عامة ومدينة الحوطة خاصة مؤكد على اهمية انشاء المجلس والذي تشكل من العديد من الشخصيات الاجتماعية والعسكرية التي تحضا بقبول واسع لدى الاهالي مشيرا ان نجاح تجربة المجلس وعملة قد يساعد على تعميم التجربة في مختلف احياء المدينه مؤكد ان الحوطة تحتاج لكل ابنائها من اجل الصالح العام وتحسين مستوى الخدمات فيها في ظل غياب واسع لدور مختلف السلطات المحلية وهي الغائبة الابرز عن المشهد في المحروسة . تجربة المجلس الاهالي لحارة وحيدة يذكرنا بمجالس الدفاع الشعبي قبل الوحدة التي كانت تجربة ناجحة رغم ما عليها من ملاحظات فالعمل الجماعي يساعد على النجاح ولكن هناك تساولات عديدة يطرحها تشكيل هذا المجلس من ان تجربة العقال والمشايخ في المدينة والتي تم تطبيقها بعد الوحدة لم تكن تجربة ناجحة مع احترامنا لبعض العقال والمشايخ الذين كانوا يقدمون خدمات جليلة للمجتمع اللحجي بصمت ودون ضجيج وفي مجالات عدة .
نحن مجتمع نحتاج الى عمل جماعي للمساهمة في تحسين صورة المدينة التي تم تشويهها من قبل بعض ممن لا يريدون للمحروسة ان تنعم بالأمن والاستقرار .