عمل الحوثيون طوال أشهر على إقناع الأممالمتحدة برغبتهم في الحوار من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة التي اندلعت منذ استيلائهم على العاصمة اليمنيةصنعاء العام الماضي، لكنهم دأبوا على التراجع في آخر لحظة وإفشال مساعي الحل. وترك المتمردون المرتبطون بإيران المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في ورطة بعد أن لمح في تصريحات سابقة إلى أنهم قبلوا بالقرار الأممي 2216 كأرضية للحل، وهو ما جعله يقنع الحكومة الشرعية بالعودة إلى الحوار والاستعداد للمشاركة في جولة جديدة من مفاوضات جنيف. لكن مراقبين قالوا إن سبب تراجع الحوثيين، هو إملاءات من طهران بضرورة وقف الحوار، ردا على التصريحات المتفائلة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي أعلن فيها أن الأزمة اليمنية قاربت على الحل. ولا تريد إيران أن تبدو السعودية، التي لجأت على رأس تحالف عربي موسع إلى القوة لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي، قد نجحت في فرض أجندتها عسكريا ودبلوماسيا، خاصة في ظل تتابع التصريحات الغربية الداعمة لموقفها في اليمن. وألقى القيادي الحوثي صالح الصماد أمس باللائمة على الولاياتالمتحدة والسعودية لاستمرار القتال وهو ما اعتبره مبررا كافيا للانسحاب من المفاوضات. وكان مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد قال قبل أيام إنه “يأمل في انطلاق محادثات تحضيرية مع الحكومة والحوثيين كل على حدة وتوقع عقد محادثات رسمية بين الجانبين في الأسابيع المقبلة”. وقال الصماد، وهو المتحدث باسم الحوثيين، على صفحته على موقع فيسبوك “كل التفاهمات التي قدمت من أجل الوصول إلى حلول سياسية تفضي إلى وقف العدوان قد باءت بالفشل”. وأضاف “كل ما يصدر من تصريحات تروج لها وسائل إعلام العدوان ليست إلا خداعا وتضليلا”، في إشارة إلى تصريحات الجبير. وأعلن الجبير الخميس في مؤتمر صحفي بالرياض مع نظيره البريطاني فيليب هاموند أن حملة القصف ربما تنتهي قريبا مشيرا إلى قبول الحوثيين وجماعات متحالفة معهم قرار مجلس الأمن رقم 2216.