(الماء بجنبي ونأ ساكن بجنب الما -- هالك وعاطش ظمأ وانأ تفرج على الماء ) اهالي مدينة الحوطة المحروسة والتي تقع بين الواديين الكبير والصغير تقع على حوض مائي ضخم يتفرجون على الماء ولكن عطشا .
ازمة المياه ليست وليدة الصدفة بل هي ازمة متراكمة منذ عقود لم توجد لها الحلول الاستراتيجية لإنها هذه المشكلة التي يعاني منها اهالي المدينه التي زادت حدتها خلا هذه الفترة الكل يشكوا . الحلول الترقيعيه التي نفدت خلال العقود الماضية في مجال المياه شابها حالة من الفساد وخاصة عملية ربط ابار حقل مغرس ناجي باتجاه المدينه الذي بدأت عملية التوسع للمباني السكنية فيه تهدد الحوض وهو ما يدعوا الى سرعة حل هذه الاشكالية بالإضافة الى إدعات الملكية وهو ما يستدعى قيام الجهات المختصة بوضع الحلول والمعالجات بما تكفل الحفاظ على الحوض والتعويض العادل للمطالبين بحسب الوثائق في ظل وضع ألا دولة خلال هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد .
الكثير من المواطنين يتحدث ان مشاريع المياه التي شيدت لم يتم الاستفادة الكاملة منها بسبب سوى في التخطيط او الادارة وخير مثال على ذلك مشروع الخط الناقل الممتد من الحقل الى المدينه الذي شابة كثير من المغالطات يدفع ثمنها حتى اليوم المواطنين رغم جهود الخييرين في مؤسسة المياه التي تعاني هي الاخرى قلة الامكانيات وتأخر المرتبات على الموظفين .
احد نشطا المجتمع المدني بالمدينة قدم دراسة متواضعة حول المياه وازمتها وهو مجهود يشكر علية قال فيها ان ازمة المياه في مدينة الحوطة ليست وليدة الصدفة بل هي معاناة مستمرة ومستفحلة منذ سنوات عده لم تجد لها حلول جذرية رغم العديد من المشاريع التي تم تنفيذه ومنها حقل مياه مغرس ناجي في تبن والخط الناقل وغيرها من المنشئات التي لم تجد نفعا في حل هذه الازمة والتي وصلت الى حد لا يطاق دفعت بالعديد من الاهالي في المدينه الى شراء المياه .
ونظيف الدراسه ان مؤسسة المياه تجد نفسها عاجزة عن حل هذه المشكلة معللة بحسب بعض المختصين بانعدام الامكانيات لديها وعجزها عن حل هذه الازمة حيث تعتمد المؤسسة في عملها على بعض المنظمات المانحة التي عملت في السابق على تنفيذ بعض تلك الاعمال مشيرا الى ان وضع المؤسسة صفر وتحتاج الى اعادة تقييم لعملها وأسباب ضعف ادائها خلال هذه الفترة والتي تحتاج الى تدخل عاجل لانتشال اوضاعها وتوفير البيئة المناسبة للعاملين وحل ازمة الناس وتوفير المياه النقية لهم في الحوطة حيث كشفت الدراسة الاهالي يدفعون شهريا ما يقارب ثلاثون مليون ريال في شراء المياه من السيارات المتنقلة .
وكشفت الدراسة ان مشروع مغرس ناجي تم اعتماده وتنفيذه باسم مشروع مياه الحوطة والذي اشتمل على عشر ابار مياه قابلة للزيادة ومنظومة نقل للمياه وخزانات برجيه وأعمال تاهيليه اخرى لبعض المنشئات وفق مواصفات هندسية وفنية لتامين المياة للمواطنين لأكثر من عشرين سنة قادمة .
وأشارت الدراسة الى ان ايادي الفساد امتدت للعبث بهذا المشروع الهام من خلال قلة الابار المنتجة ورداءة الخط الناقل واختفاء بعض المكونات للمشروع .
وبينت الدراسة الصعوبات التي ادت الى ضعف وعدم وصول المياه للمدينة منها الاعطال الكهربائية الميكانيكية للآبار , المواصفات الفنية الرديئة للخط الناقل , قلة انتاجية بعض الآبار عدم وجود الفرامل الهوائية لمنع حدوت المطرقة المائية , عدم كفاءة البوستر الدافع , وجود بعض المحابس في الخط الناقل يتحكم بعض الافراد بإغلاقها وفتحها بصورة عشوائية , عملية التوصيل لبعض المناطق من الخط الناقل والخاص بالمدينة , عدم عدالة التوزيع للمياه من الحقل للسكان حيث تستأثر مناطق بكميات تفوق احتياجاتها وتصل الى حد الاسراف والتبذير وري الاشجارحيث بينت الدراسة الحلول المقترحة لحل المشكلة والمتمثل في انشاء خط اضافي جوار الخط الناقل مخصص للمدينة العمل على تنفيذ اعمال اضافية وتاهيليه للخط الناقل الحالي والحقل لحل المشكله مع العمل على مشروع استراتيجي ينهي هذه المشكلة ومعاناة الاهالي في عملية شراء المياه .
اعتقد ان احد الاسباب الرئيسيه لمعاناة الاهالي قد تكون في بعض ابنائها لماذا؟ المشروع الاستراتيجي للمياه والصرف الصحي مشروع ضخم تقدر تكلفته بما يزيد عن المليار ريال كان سوف يحل مشكلة المدينه في مجال المياه والصرف الصحي لعقود قادمة لكن مشاكل وتعقيدات عانى منها هذا المشروع رغم جهود المشرفين علية سنوات عديدة وأعمال المشروع تتحرك ببطى في المدينه بسبب الاعتراضات والتوقيف والتهديد وهو ما ادى الى توقف المشروع الذي لو استمر دون مشاكل بعد التوقيع علية وترك المقاول يعمل لأنتها المشروع وحلينا المشكلة وانتهت الازمة .
مأساة الاهالي والمرمطه في الاحياء والحارات للنساء والأطفال وكبار السن للبحث عن المياه دفع بالعديد من المنظمات الى عمل خزانات في كل حارة في المدينه تقوم بتوفير المياه لهم لحل بسيط للازمة فكمية الطلب على المياه تفوق ما يتم توفير في الخزانات من قبل تلك المنظمات والتي تقدر بحوالي 25 الف لتر يوميا موزعه على احياء الحوطه لتجد العشرات ينتظرون وصول كمية المياه ليتم استهلاكها في اقل من نصف ساعة فيما اخرين لم يتحصلو على كمية المياه المطلوبة .
ازمة المياه استفزت بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية فعملت على اعداد دراسة لمشروع مياه قد يظهر خلال الفترة القادمة لحل ازمة المدينه المنكوبة .
المياه عنصر مهم لا يمكن الاستغناء عنه للعيش فلابد من العمل على توفير المياه لاهالي المدينه الذين يشكون باستمرار ولكن دون فائدة تذكر الحوطة المحروسة لاتحتاج الى هذا العبث بل تحتاج الى التكاتف والتلاحم فيما بين ابنائها للمساعدة والمساهمة في حل ازمتها التي قد يكون بعضها بسببنا نحن مسئولين ومواطنين والله المستعان .