لا ينكر عاقل ان الاجتماع على الخير وللخير واجب شرعا وعقلا، وان العمل المنظم غير العمل الذي يخضع للفوضى والار تجال.... تلك مسلمة بسيطة لا يقول بغيرها عاقل وذلك ليس موضوع حديثنا هنا. لنبدأ من نموذج اي شكل للعمل المنظم فهوا يبدأ من فكرة يتم تصميمها او ايديلوجيا يتم نحتها وغالبا ما يتم نحتها عن طريق المنظر العام للإخوان اواحد وكلاءه وتحمل معها وعدا للجماهير بانها لوناصرتهم فستقدم اليها شيئا تراه افضل وانضج من الوضع القائم يكون غالبا محملا بكثير من الطموحات والأحلام، فمثلا في نهاية المطاف للشعوب العربية والإسلامية ، ستقدم دولة الإسلام"حسب منظورهم" العدل والحرية والوحدة الاسلامية وسيجد كل عاطل عملا، وكل راغب بالزواج بغيته وغيرها. انها يوتيوبيا كاملة فيها كل ما يتمناه اي شعب له ذاكرة امبراطورية من نوع ما وتراودة امنية ان يحكم ويسود.وحال ما تصل هذه الجماعات للحكم فتفشل في ايجاد تعاقد يصون وحدة الوطن، وتفشل في التنمية، ولا يرى الناس نظما بل يرون تخبطا يحال الى نقص الخبرة لا على خطأ الفكرة تماما كما حصل في السوادن فالحكومة الاسلامية المحسوبة على الاخوان لم تقدم شي وظل السودان في مصافي الدول المتخلفة وليس هذا فقط بل وخسر جزا كبير منه بعد انفصال الجنوب، والمجزرة التي اعقبت فوز الاسلاميين بانتخابات الجزائر ، ومناصفتهم لحكم اليمن بعد العام 94، ووصولهم لحكم مصر وسياستهم التي ادت بهم لخسارت هذا المكسب بشكل او بآخر. فيأتي غيرهم ويقيم الدعوى نفسها ليقول للجماهير:هؤلاء لم يطبقوا الفكرة بطريقة صحيحة "نحن مختلفون" وتصدق الجماهير ثم تعاد الكرة بالمنوال ذاته.