لنا عودة في كتابة نجوم الزمن الكروي الجميل مع الصور النادرة ... وهي سرد لحكايات نادرة من واجبي ان ارويها للناس والرياضيين وهي صحيحها في السرد والرواية لعظامي أيام زمان . وارجوا ان أكون قد أديت ما عندي من حقائق وتاريخ البداية من حكاية (قصة نجاح وشهرة ما يستروا الكرة الكابتن / علي محسن مريسي وهو يرويها شخصياً).. وبلسانه وكتابته لزميله الاعلامي ... محمد عبد الله فارع... رحمهم الله جميعاً. (حكاية نجاحي كلاعب في مصر )على كاس مصر عام 1959م .. تم السرد عند الكابتن / علي محسن مريسي إلى عدن في مايو 1996م لزميله وصديقة الوفي (محمد عبد فارع) ... يقول المايسترو علي محسن المريسي . (البداية) . نزلت من الطائرة في مطار القاهرة الدولي توجهت بالتاكسي إلى فندق (الكونتنتال) وفي الطريق كنت انظر من النافذة التاكسي إلى شوارع القاهرة الواسعة .. لا ادري ماذا سيكون مصيري وسط هذه المدينة الكبيرة ولا اعرف احداً وليس لي قريب أو معاريف ، وفي الفندق سئلت عن اليمنيين الموجودين بالقاهرة ... وذهبت إلى البعثة اليمنية ولا املك في جيبي سوى (مئة جنيه مصري ) فقط . وبدأت اسأل عن مدرسة .. أي مدرسة ادخلها للدراسة ودخلت مدرسة (قصر النيل الإعدادية) و التحقت بعدها بمدرسة (سبيل الخازندار) وحصلت على الشهادة الإعدادية .. ثم التحقت بمدرسة (الابراهمية الثانوية) . ومرت 3 سنوات لم أفكر فيها لعب الكرة وكان همي الوحيد ان ادرس حتى أحقق رغبة والدي بالحصول على الشهادة الجامعية من القاهرة وفجاءة تسلمت تلغراف مرسل من والدي يخبرني فيه (بوفاة والدتي) وبكيت كثيراً وتساقطت من عيني الدموع الغزيرة ... وأخفيت خبر الوفاة عن زملائي بالمدرسة وحبست نفسي بالسكن فقد كانت والدتي هي كل شيء في حياتي وانقلبت حياتي رأساً على عقب وكرهت الدراسة وأضربت عن الأكل وهذا اثر على صحتي كثيراً / فمرضت بالتيفويد... ورقدت 4 أشهر بالسرير لمعالجة هذا المرض ولم ادخل الامتحان . (فصلي وعودتي للدارسة) لم اخل ورسبت وفصلوني ثم جاء العام الدراسي... وعرف ناظر المدرسة بحالتي وسمح لي بالعودة إلى المدرسة على أساس ان ادرس السنة من بدايتها وعلم أيضا من بعض زملائي إنني كنت العب كرة فشجعني على اللعب مع فريق المدرسة ... ولعبت وكنت موفق جداً ... وأخذت المدرسة ( كأس الجمهورية) وكان كل زملائي يجدوني دائماً حزيناً لان والدتي / الله يرحمها كانت تملك كل مشاعري وكنت العب وأتخيلها وهم يحاولون تسليتي ليخففوا عني الحزن والألم ... وكذلك المدرسين حاولوا ان يشغلوني بالكرة وحاول احد أصدقائي ان يشاركني في فريق النادي الأهلي واتفق مع مدرب أشبال الأهلي للعب وذهبت معه للنادي ولكني رفضت اللعب لست لاعباً ولن انهي حياتي لاعب كرة خاصة بعد خطاب والدي الذي أرسله لي ليطمئن عني وقال فيه (عاوزك تأخذ الشهادة وترفع اسمي لأكبر أبنائي وتكون قدوة لاخوتك) . (الزمالك والنجاح الكبير ) حاول صديقي مرة أخرى معي لالتحق بنادي الزمالك ولم أمانع وقابلت مدرب الأشبال ولعبت مع فريق (سن ستة عشر ) كنجاح أيمن في مباراة بين الزمالك والأهلي وسجلت هدفاً وانتهى الموسم ... كنت العب لا شغل وقتي فقط ولم تكن الكرة بالنسبة لي حينها هدف اسعي له ولم أكن أشاهد مباريات الكبار إلى ان حضر مرة / ايفان... مدرب الفريق الأول للزمالك مباراة بين أشبال الزمالك والترسانة وسجلت فيها 5 أهداف وبعد انتهاء المباراة هنأني وقال لي ( أنت لاعب كويس بس مش غاوي كرة) لازم تحب الكرة علشان تبقى لاعب كويس جداً وتلعب مع الفريق الأول ... وحسيت ان هذه الكلمات ترن في إذني . (مباراة الشهرة) كل هذا وانا لا اعرف أين العب وفي أي مركز كنت أتنقل من جناح أيمن إلى جناح أيسر إلى قلب هجوم أو مساعد هجوم وكان مستواي متوسطاً وفي مباريات أخرى كنت اسوأ اللاعبين... حتى جاءت مباراة (الزمالك x الأهلي) على كاس مصر 1959م جاءني الكابتن / عصام بهيج قبل المباراة بيومين ليقول لي احضر التمرين مع فريق الكبار لكني قلت له : العب انا عارف كويس اني لعبت مع الأشبال تحت سن 16 سنة وكنت اسوأهم... انا عارف أني لن استمر في اللعب وكانت مفاجأة لعصام بهيج ان أقول له هذا الكلام ... لكنه أكد لي إنني سألعب في مباراة الكأس وحضرت التمرين ولكنهم لم يضعوني في قائمة اللاعبين فذهبت للسينما وسهرت بعدها وفي صباح يوم المباراة قابلني الكابتن / عصام بهيج ولامني لأني لم احضر محاضرة الفريق الأول وسكت . (عام 1959م كاس مصر) وأخذني لنلعب طاولة حتى الساعة الثانية قبل المباراة بساعة واحدة وصحبني إلى حجرة خلع الملابس وكان موجود بالحجرة المدرب (ايفان) الذي قال لي / اخلع ملابسك والبس الفانلة وعاوزك تلعب الكرة اللي في دماغك وتصوب على المرمى لكنني قلت له إنني غير متمرن فقال لي بأنني سألعب ربع ساعة فقط.... ولعبت في أول شوط ومرت ربع ساعة ولم يستدعيني / ايفان كما وعد وفي فترة الراحة بين الشوطين جاءني ( نور الدالي) وقال لي أكمل المباراة أنت كويس وقوي ولا زم تجيب جول .... وفكرت في نفسي لازم اثبت وجودي ولعبت وسجلت هدفاً وهزمنا الأهلي 2/1 وأخذنا الكأس واندفعت الجماهير نحوي ليحملوني على الأعناق وكانت هذه بداية شهرتي في الملاعب وبداية حب الجماهير لي..