صعقت لأباطيل زفتها الينا (إحدى الصحف) وهالني منها على الأرجح مطلع العنوان الصادم ((استنكار واسع)) فتذكرت على الفور حركة(يونيتا) المطالبة بالانفصال عن انجولا واستنكارها الواسع لقرارات مجلس الأمن ولما تعرضت له من تأنيب وتقريع تذكرت أيضا الاستنكار الواسع ل(حركة الثمان الساعات العملية) وعلى رأسهم زعيم الحركة (بيتر ماكجويرا) ،لإطلاق شرطة شيكاغو النار على عدد من العمال المضربين . وظننت إنني بمجرد ان استشرف الشارع حينها ساجد الاستنكار الواسع يعم الشوارع في تظاهرة أدبية واسعة النطاق ،تشجب وتندد بإسقاط كل أشكال الممارسات المغلوطة في التعامل مع نتاجهم الأدبي ويستنكرون تعطيل الحركة الأدبية وضياع مجهود الأدباء وإنتاجهم في الصفحة الثقافية لصحيفة 14أكتوبر أو أجده أي استنكار موضوعا ساخنا في حافلة ما أو حتما سأجده يسود المنتديات الثقافية في محافظة عدن ويغطي مجمل عاشيا الأدب والثقافة فيها أو سيستحوذ على جزء كبير من يوميات المتأدبين والعامة من الناس وبالطبع لم أجد فأيقنت حقا ان زعيم الأدباء المستنكرين فاقد المصداقية في سطور لم يسع فيها لمنطقة اتهامه الظالم وادعاءه الكاذب فبدأ ما أتى به من افتراء يعم الصحيفة ككل بالتشهير والتشنيع والسباب.
واندهشت لقوله((وجه مجموعة من الأدباء في محافظة عدن موجة استنكار واسعة إزاء ما يتعرضون له من( إذلال ومهانة) وأنكرت هذا الافتراء من شيخ الفراء جملة وتفصيلا لأنه هذر يجرم كاتبه ثم من هم هؤلاء الأدباء الذين هاجوا وماجوا يعلنون استنكارهم وينبئون عنه دون ان يعلم ولو كان ما تفضل به (مبطل الرشد) حديث حق لعلمه القاصي قبل الداني من الأدباء ولاستنكره أدباء آخرون من باقي المحافظات إلا إذا كان المتطاول يعتقد ان الصفحة الثقافية حكر على أدباء عدن وحدهم .ثم أي جهة قصدوا في استنكارهم الواسع وأي جهة حملت مطالبهم المزعومة وأي جهة توجهوا إليها بموجتهم الاستنكارية أم أنهم لايزالون يستنكرون ولم يهتدوا بعد لجهة معلومة ولا يعوزني ذكر بعض المنضمات والاتحادات والنقابات غير الواردة في ادعاءه التي ستحمل شكواهم وترفعها لذوي الاختصاص للمناقشة . (اما مهانة وإذلال) تنمان عن نزق في استخدام المفردات كذلك واج كاتبهما يسترجع الزمن الخائب حينما كان بالأمس القريب احد الناشئين المساهمين في الصفحة الثقافية والتي بدورها زينت نصوصه بمزايين شتى ونقتها من بعض المفردات البائدة حتى بطلت وماعادت تستخدم في دأبنا اليوم على سبيل المثال (القافة-دنف- فند) دون ان يهان أو يذل إلا في تصوره وبصرف النظر عن بعض الأخطاء اللغوية التي جاء صاحبها ليكشف على حد وهمه عن جرح له نكى اغلاه فأوغل في نبش ذكرياته الخائبة فبدأ ادعاءه ممهورا بالثأر لنفسه على حساب النبل والرشاد. حسبك أيها الناشئ واعتذر لمن ربتك فيها وليدا حتى لا تستحيل أيامك كافة لسلسلة من الخيبات فتقعد ترتق للحق منطوقا زائفا تريد لنا به ان تقر ان الأكاذيب صدق خالص .ولا تتعمد التشنيع باطلا بمحضن ثقافي رفيع ومنشئة أدبية عريقة وجبل شامخ الأركان لا يتزحزح اسمه الصفحة الثقافية .. القافة: الذين يقتفون الأثر دنف: عشق فند: زور أو زيف