يشكل يوم السادس عشر من ديسمبر من عام 1971م بداية تاريخ جديد في حياة البحرينيين خاصة والمنطقة عموما ، حيث يرمز هذا التاريخ لذكرى التحرر والكرامة والاستقلال للبلد الحبيب – البحرين . في قراءة سياسية وتنموية سريعة لمملكة البحرين يتبين للناظر القفزات الهائلة التي شهدتها ممكلة البحرين في المسارين السياسي والتنموي وفي كل الأصعدة على السواء ، وهو ما يعكس البعد السياسي والنظرة الحكيمة التي تتمتع بها القيادة السياسية هناك في توسيع الفضاء السياسي والتنموي أفقيا وعموديا قبل أحداث الربيع العربي التي كان شعارها الإصلاح – أو التغيير- السياسي بما يزيد عن عقد من الزمن ! منذ الوهلة الأولى لتولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة قيادة دفة الحكم في مملكة البحرين يوم 6 مارس من العام 1999م بدأت البحرين في الولوج إلى مسار سياسي آخر غير المسار التقليدي في المنطقة ،وامتطى القائد الجديد صهوة جواد الإصلاح السياسي في كل اتجاه وعلى المستويين الداخلي والخارجي على السواء . فعمل على تعديل الدستور وإجراء انتخابات حرة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين حتى أضحت مملكة البحرين خالية من أي سجين سياسي ، وتم تحقيق رغبات قوى كانت متذمرة من المسار السياسي السابق وتحقق لها مالم تكن تحلم به ، وتم إصدار عفوا عاما شمل كل المعارضين في الداخل والخارج ، بل تم تعيين عدة قيادات كانت معارضة في الخارج في مراكز قيادية مهمة !! كما تم صياغة عقد اجتماعي بين السلطة والشعب – ميثاق العمل الوطني – وتم التصويت عليه من قبل الشعب في 14 فبراير من العام 2001م وبنسبة 98.4 ودخلت البحرين مرحلة جديدة في الحياة السياسية. ملف البدون هو الآخر تم إغلاقه نهائيا حيث صدر مرسوم من ملك البحرين بتجنيس البدون جميعا وكلهم ينتمون إلى المعارضة، وأجريت انتخابات حرة حصلت المعارضة على رقم لم يكن في حسبانها أو حتى حلمت به ,ونالت في البحرين مالم ينله غيرهم من المعارضين في دول المنطقة !! وفي جانب التعليم شهدت البحرين نقلة نوعية وانتشارا واسعا للجامعات والكليات التعليمية والمعاهد ، أما المرأة البحرينية فهي أيضا نالت حظا واسعا من التغيير السياسي الذي أحدثته القيادة الجديدة حيث تم تمكينها من ممارسة العمل السياسي بشكل واسع وتبوأت مراكز قيادية وسياسية متقدمة . ومع أن ممكلة البحرين تعرضت لمشاكل ومشاكسات سياسية خلال – ما يسمى بالربيع العربي- إلا أن بناها السياسية ظلت راسخة رسوخ تاريخها الطويل ولم تتأثر بحركات المراهقين السياسيين الجدد بل تعدتها باقتدار وبحكمة ولطف كما هو معروف عن البحرينيين بثباتهم وصلابتهم . الحديث عن البحرين كدولة وكشعب يطول ويحتاج إلى متسع من الوقت ، وحسبنا هنا إشارات بسيطة في ذكرى 16 من ديسمبر المجيد الذي نهنئ فيه عبر هذه الأسطر ممكلة البحرين قيادة وشعبا ، امرأة ورجل ، صغير وكبير، وكل عام ومملكة البحرين ترفل بثوب العزة والكرامة والسؤدد.. ودامت أفراح البحرين .. [email protected]