تحل يوم الأحد ال 20 من ديسمبر 2015 الذكرى الثانية لاندلاع مابات يعرف بالهبة الشعبية الحضرمية التي اندلعت بمحافظة حضرموت عقب مقتل شيخ قبلي بارز برصاص جنود من الجيش اليمني . في ال 2 من ديسمبر 2013 اعترض جنود من الجيش اليمني طريق شيخ قبلي بارز هو سعد بن حبريش وتبادلوا اطلاقا للنار مع حراسته وهو ما أسفر عن مقتله يومها إلى جانب عدد من افراد حراسته. تسببت هذه الحادثة بحالة من الغضب العارمة التي اجتاحت مدن حضرموت ومناطق الجنوب الأخرى .وعقب أيام من مقتل بن حبريش تحولت واقعة مقتله إلى قضية رأي عام حيث دعا نشطاء وشخصيات اجتماعية إلى تنظيم فعاليات احتجاجية غاضبة . وخلال أيام تبلورت فكرة الاحتجاجات إلى مشروع سياسي ضخم عرف بالهبة الشعبية التي انبرى لها مابات يعرف بحلف قبائل حضرموت . ويومه تفاعلت الكثير من محافظاتالجنوب الأخرى إلى جانب حضرموت لكن قيادات قبلية في حلف قبائل حضرموت أكدت عدم صلتها باي احتجاجات يمكن ان تقام باي محافظات أخرى واصرت على ان تكون احتجاجات "الهبة الشعبية" خاصة بحضرموت فقط . يرى كثيرون ان الاحتجاجات يومها ان نسق لها بشكل جيد فانه يمكن لها ان تغير الواقع السياسي في الجنوب بشكل عام. ومنذ العام 1990 كانت الحكومة اليمنية في مواجهة فعلية مع حركة تغير سياسية كاملة على ارض حضرموتومحافظاتالجنوب الأخرى . ورغم حالة الحماس التي اجتاحت محافظاتالجنوب الأخرى إلا ان إصرار قيادات من حلف قبائل حضرموت على النأي بنفسها عن حركات الاحتجاجات في المحافظات الأخرى اضعف حركة الاحتجاجات هذه . ومع حلول موعد ذكرى الهبة الشعبية في ال 20 من ديسمبر 2013 بدت الكثير من القطاعات الاحتجاجية في جنوباليمن منفصلة عن بعضها البعض . ورغم أهمية المطالب السياسية والحقوقية التي طرحها القائمون على الهبة الشعبية يومها إلا انه وبعد عامين من انطلاقها لايبدو ان أيا منها تحقق حتى اليوم . تبدو حضرموت أكثر الخاسرين عقب عامين من اندلاع حركة احتجاجات الهبة الشعبية فمناطق الساحل الحضرمي باتت بيد تنظيم القاعدة في حين لايزال الجيش اليمني يسيطر على مناطق الوادي فيها . ورغم الفرصة الذهبية التي كانت سانحة لحلف قبائل حضرموت في ان يتحول إلى اكبر قوة سياسية يمكن لها ان تقود محافظاتالجنوب قاطبة إلا ان القائمين عليه تجاهلوا أي حركة احتجاجات أخرى في أي محافظاتجنوبية أخرى الأمر الذي تسبب باضعاف حركة الاحتجاجات نفسها في حضرموت . بعد عامين من حركة الاحتجاجات (الهبة الشعبية) لايبدو ان حلف قبائل حضرموت حقق أيا من الاهداف السياسية التي طرحها مع انطلاق الهبة الشعبية . تحول "حلف قبائل حضرموت" إلى كيان سياسي يظهر بين الفينة والأخرى ببعض الفعاليات الصغيرة . يرى كثيرون ان الهبة الشعبية كانت تملك قدرة تغيير الخارطة السياسية لمناطق الجنوب باكملها لكن حالة النفي والتنصل عن حركات الاحتجاجات في مناطق الجنوب الأخرى مكن الحكومة من الاستفراد بحلف قبائل حضرموت وجره إلى عملية تحكيم قبلية انتهت لاحقا بتحول القضية من سياسية إلى مطالب شخصية . *من صالح بامرحول