رفعت السلطات الحكومية اليمنية يوم الاثنين علم دولة الجنوب السابقة أعلى واجهة مبنى الحكومة بمديرية المعلا بعدن وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها منذ العام 1994 . تعكس هذه الخطوة الرسمية تأكيدا من قبل السلطات المحلية التي يرأسها محافظ المدينة المحسوب على الحراك الجنوبي توجها صوب دعم جهود استقلال الجنوب وهذه الجهود لايمكن لها ان تمضي قدما إلا بقبول من قبل دول التحالف والمحيط العربي الفاعل في الشئون اليمنية بخطوة كهذه . جاءت هذه الخطوة عقب ساعات فقط من إعلان فشل مباحثات جنيف التي عقدت بسويسرا طوال خمسة أيام ولم تتمكن في ختامها من التوصل إلى أي اتفاق بخصوص أيا من القضايا الخلافية . ترى أطراف سياسية كثيرة ان لجوء محافظ عدن واتخاذه قرار برفع علم الجنوب فوق واجهة مبنى الحكومة لايمكن له ان يتخذ إلا بموافقة من جهات عليا وبينها جهات فاعلة في الملف اليمني من دول التحالف العربية . مثلت مفاوضات جنيف خيبة أمل إضافية بخصوص التوصل إلى تسوية سياسية قريبة في الملف اليمني ومع تصاعد حدة المخاوف من حسم ملف الصراع في شمال اليمن يبدو التوجه جنوبا خيار مقبول لدى دول التحالف العربية . يمثل الحسم خيار صعب في شمال اليمن لذا فان التوجه جنوبا ودعم جهود الاستقلال هناك وترك الشمال الفقير الشحيح في موارده الاقتصادية في مواجهة جماعة الحوثي هو الخيار الأنسب لإفشال تجربة الحكم الحوثية . عقب عام من سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة اليمنيةصنعاء ودعم قطاع واسع من المجتمع في مناطق أقصى الشمال لهذه الحركة يمثل اللجوء إلى الخيار الاقتصادي واظهار نموذج اقتصادي وسياسي مشجع في الجنوب هو الخيار الأمثل الذي يمكن لدول التحالف الضغط من خلاله على واقع الأرض في الشمال حتى اسقاط جماعة الحوثي من الداخل . تحتل مناطق جنوباليمن موقعا استراتيجيا هاما يطل على احد ابرز ممرات الملاحة الدولية لذلك فان توجه دول الخليج صوب تأمين هذه المنطقة وايجاد حالة من الاستقرار السياسية تبدو احد ابرز المطالب السياسية المطروحة على طاولة دولة الخليج . خلال السنوات الماضية ابدت دول الخليج اهتماما متصاعدا بالوضع اليمني ومع سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنيةصنعاء بات من الضروري على هذا الدول التدخل لحماية مصالحها في اليمن . عقب 9 أشهر من الحرب تمكنت المقاومة الجنوبية مدعومة بقوات التحالف العربي من تحرير مناطق الجنوب لكن حتى اللحظة لاتزال غالبية مناطق الشمال تحت سيطرة القوات الموالية للحوثيين وصالح . في مناطق الجنوب المحررة اتخذت دول التحالف سياسة منفتحة على الحراك الجنوبي ومطالب الجنوبيين في الاستقلال. تمنح حالة التقارب بين الجنوبيين ودول الخليج امكانية مراهنة الخليج على وجود دولة مستقلة في الشمال الأمر الذي يمكن له ان يؤدي إلى اندلاع انتفاضة شعبية ضد الحوثي لاحقا .