كتب / وهيب سالم السعدي مؤسف ما يجري، مؤلم ما يفعله قادة الجنوب، مخزٍ ما نراه منهم ونسمعه. أيها الزعماء يا من تتنازعون الوهم، وتتجاذبون الخرف، وتتسابقون إلى الكذب نقول لكم: شكراً ، لقد نجحتم. نعم، لقد نجحتم. نجحتم حين أوصلتم خلافاتكم إلى كل بيت ونجحتم حين أوصلتم الانقسام إلى كل قرية وحي، كل مدينة ومحافظة. والنتيجة: لن تنجح ثورة أنتم قادتها ولن يتحرر وطن أنتم زعامته. شكراً لكم، لقد نجحتم ... فارحلوا عنّا. ماذا قدمتم غير الفرقة ؟!! وماذا قلتم غير الشتائم ؟!! لم تمسحوا دمعة يتيم، ولم تواسوا أرملة. لم تعالجوا جريحاً، ولم تزوروا أسيراً. القيادة، أيها القادة، ليست استحقاقاً والزعامة، أيها الزعماء، ليس مكافأة و(الرصيد) النضالي لا ينتظر شكراً، ولا يرجو أجراً. وإن قدمتم، سجناً أو تشريداً، فلا يساوي قطرة دم شهيد، ولا يعادل صيحة ألم جريح، ولا يضاهي حزن أمٍّ أو زوجة. فارحلوا عنّا جميعكم الماضي لم يطوَ، لكنّكم تطوون المستقبل، وتحرقون الحاضر والأعصاب. تصنعون ما لم يصنعه ( المحتل )، وتعملون ما عجز عنه. ( المحتل ) وحّدنا على قضية، وأنتم تذبحون أحلامنا وتقتلون قضيتنا. ما تجنون من أساليبكم البليدة؟؟!! إنكم تؤكدون نبؤة (صالح)، وتحققون أمنية (حميد). من سلّطكم على رقابنا ؟؟ ومن غرسكم في خاصرة قضيتنا ؟؟ من أعطاكم الزعامة؟؟ ومن ولاكم القيادة؟؟ صوموا عن بياناتكم، وأعطوا الميكرفون إجازة. أريحوا عيوننا من قراءة وقاحاتكم، وأريحوا آذاننا من خطاباتكم، وقبل هذا.. أريحوا عقولنا من (خلافاتكم). ماذا تريدون؟؟ لماذا تقولون الشيء وتأتون عكسه: تدعون إلى وحدة الصف وأنتم تفرّقون تدعون إلى طي الماضي، وتجعلونه بساطاً نحو المستقبل تدعون إلى بناء جسور الثقة، وتحملون معاول التشكيك ببعضكم تدعون إلى (التحرير)، وتكرسون (الاحتلال) تدعون إلى التصالح، وتبثون الكراهية تدعون إلى لم الشمل، وتوسعون الخصومة. لماذا تضيّقون دائرة الأصدقاء، وتوسعون دائرة الخصوم؟؟ لماذا تزيدون عدد الأعداء، وتنقصون عدد الموالين؟؟ خائن من لم يقبّل أياديكم!! ومتخاذل من لم يجارِ حماقاتكم!! وملعون من لم يدخل في (رحمتكم)!! هذه أفكاركم، وهكذا عقلياتكم، تصنفون (حراككم)، وتوزعون (وطنيتكم)، وقبل هذا وذاك تحْيوْنَ (ماضيكم)، ممارسة وفكراً، وتنسون حاضركم. تأخروا حتى تتقدم قضيتنا، وزولوا حتى تبقى، فإنكم (تسمنون)، وستصاب قضيتنا بالهزال إن بقيتم. توبوا.. اطلبوا المغفرة من ربكم، واطلبوا الصفح من شعبكم. فلن تنجح ثورة أنتم قادتها ولن يتحرر وطن أنتم زعامته. فلا خير فيكم... فارحلوا عنّا.