إذا أردت أن تقرأ مسيرة أعوام طويلة من الصبر الثقيل وتفضيل الصمت فلتطالع مسيرة السعودية مع النمر الورقي «إيران»، ولن يعجز عاقل نقي عن سرد جملة المهازل والخيانات والأكاذيب والتهديدات التي اعتادت عليها السوق الإيرانية الرخيصة. تقرأ من سوق طهران الكلامية أن خياراتها رديئة وهابطة وضعيفة للحد الذي عجزت فيه عن ترميم جسدها وإصلاح فمها لتذهب وتتلصص على مساحات الجيران وتتدخل في ما لا يعنيها البتة. غضبت إيران من عقوبة الإعدام لأنها تغضب من أي إعدام بذريعة الإرهاب، فلن ترضى أن يقطع أحد رأساً ينتمي لها، وكيف يرحل جسد رسمت معه يوماً ما ومن تحت الكراسي مشاريع التفتيت والتفكيك وزرع الألغام والفتن، كيف ينفذ الإعدام للإرهاب وهي والإرهاب على وفاق ظاهر ومستتر.
كانت طهران لاعباً ثابتاً في أدوار محددة ليس منها ولو دور واحد نستطيع أن نعبر فيه عن دولة إسلامية ولو بسطرين من الأفعال والأقوال، استخدمت فقط مصطلح الجمهورية الإسلامية لتجييش العامة ونفخ الطائفية وتعزيز الشعارات المذهبية وجلب القطيع واعتبار دول الجوار مشروع محافظات مستقبلية وهذا المشروع ليس في حاجة إلا لشيء من الطبخ والخبث. تودع السعودية اليوم من مساحاتها الصداع الإيراني وتقطع كل مسبباته الدبلوماسية، تودع ممثلي الصداع بأدب على رغم أن الملالي لا يعرفون إلا ما هو عكس الأدب، ولو فتشت في أرجاء الوطن العربي لوجدت في كل جزء مخطط قبيح إيراني وعرفت أن عواصم عدة من عواصم العالم العربي تذوقت سم طهران عبر طبق شهي من الرز، وليت أنها من وراء هذه المخططات تمكنت من إصلاح داخلها وترميم أورامها والمرارات الطاعنة في جسد الإنسان الإيراني اليائس من سلطة لا تراه ومراجع دينية لا تقبل إلا بالتقديس والعيش في حياة طاحنة بالبؤس.
غرور الجغرافيا الإسلامية - بالمسمى فقط – تركها تصفح النظر عن اتساخها وتنشغل في سر نظافة الآخرين وكيف يمكن لها أن تلصق بهم من الأوساخ ما يحقق رضاها، فمنذ نمت عضلات السياسية الإيرانية على حبوب الفتن والهلوسة الكلامية وتغذت بمكملات غذائية طائفية ومذهبية بحتة وهي تُنَظّر وتقفز وتصرخ بمصطلحات الإدراك واليقين، فيما هي النموذج الحي والمتقن والمقزز للشك والإرباك، تستحق الأفعى الإيرانية على صنيع فكيها وذيلها أن تكون في عزلة عن المحيطين، فقد تتفرغ لتكتيك محلي أصلح من أجل شعبها المغلوب على أمره، السعودية وللحق لا تعاقب شخصاً بذنب غيره، ولن تسمح ليد خبيثة أن تتناول شرعيتها أو شأنها الداخلي بسوء، لكنها باتت مجبرة على التعامل مع عصابة مريضة لا تعرف ماذا تعني حلول؟ ولا تفهم حتى ما هي أنصاف الحلول؟ عصابة تغريك بالسجاد لكنها تريق الدم على السجادة، عصابة حان موعد قص مخالبها المتسخة لتتفرغ لبيتها الهَش.