لقد كان لاجتياح الشمال للجنوب أو الغزو الأول للجنوب في العام 1994م أثر بالغ على الجنوبيين كافة في الداخل والخارج من كل مناطق وبقاع الجنوب وهذا ما جعلهم يعلنون التصالح والتسامح فيما بينهم من جمعية أبناء ردفانبعدن في 13/1/2006م. وفي العام الذي يليه 2007م تم إعلان الحراك الجنوبي السلمي والذي ظل يناضل سنوات عدة ضد جبروت وأباطرة الشر والموت من الشمال لسنوات عدة لتتمخض منه المقاومة الجنوبية الشعبية في الحرب الأخيرة أو في الغزو الأخير الشمال على الجنوب والذي تمكنت فيه المقاومة من تحقيق النصر والحرية في عدن وفي العديد من مدن الجنوب الحبيب. إن ما يهمنا هنا هو أن مسميات التصالح والتسامح لم تأتي جزافاً أو لتستهلك بشكل ملفت مثيراً للسخرية نتيجة الاستهلاك المروع لتلك المعاني السامية التي هي في الواقع والأصل صفات قدوتنا ورسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. فالمتابع للشأن الجنوبي يقول ما أحوجك أيها الجنوب اليوم بأن يتسامح ويتصالح أبنائك في كافة بقاع الجنوب الحبيب وتغاضوا عن خلافاتهم وعداواتهم مقدمين مصلحة الجنوب قبل أي مصالح شخصية أو حزبية أو مناطقية ،، نعم أعزائي ما أحوجنا نحن أبناء الجنوب لأن نطوي صفحات من العداء والخلاف لنبدأ من جديد بتسامح وتصالح نابع من القلب وتخلص فيه النوايا وتزول معه الأحقاد والفتن ما ظهر منها وما بطن.. فما نراه اليوم بعد أن دارت بالأمس رُحى تلك الحرب الطاحنة وخلفت اليوم دوائر متسعة من الفساد والفوضى وما زالت سيوف تلك الحرب تبطش وتهدد رقاب كل العباد ولن تتوقف سواقي الموت إلا إذا صدقت النوايا بتوحيد الصف الجنوبي والتعامل مع التصالح والتسامح والمحبة بنوايا حقيقية وصادقة لا كشعارات وهتافات تردد وتنتهي كفقاعات في الهواء إن ما نراه ونلمسه اليوم في واقع الشارع الجنوبي من دخول ثقافات دخيلة على شبابنا مثل ثقافة الفيد والاستحواذ والتمكين بقوة السلاح يزيد المخاوف على مستقبل الجنوب عموماً فالكل يريد أن يحكم ويسيطر والكل يريد أن يمارس دور القائد والكل يريد أن يشار إليه بالبنان وترنوا له الأنظار لبلطجته ولبطشه وسلاطة لسانه ضاناً أنه الأقوى بذلك.. فهنا يجب التذكير بالمقولة ((إنما أمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا)). ويجب على الجميع أن لا ينسى أنه كما وجدت قوانين حرب أيضاً هناك أخلاقيات حرب وإن الذي نراه ونسمع عنه من استهتار واستهداف لأرواح البشر لا يدل إلا على ضعف في الوازع الديني والإيماني والأخلاقي لأصحاب تلك الجرائم ومن هذا المنطلق سيكون التسامح والتصالح وصدق النوايا بالمحبة الخالصة للجنوب والجنوبيين لبعضهم على أن يكونوا لحمةً واحدة وكقلب رجلٍ واحد ضد أي عدوا غاشم على أي رقعةٍ من بقاع الجنوب أن يضعوا الماضي نصب أعينهم ليعتبروا دائماً ويتعظوا. فيا معشر الجنوبيين: إن كنا حقاً نبحث عن دولتنا والتي بعون الله استرجعناها علينا أن نؤمن بأننا بحاجة لدولة تدير المرحلة فكفانا ما قدمنا من شهداء وجرحى وكفى ما حل بجنوبنا الحبيب من خراب ودمار لنضع خلافاتنا ونزاعاتنا ونتوقف عن تخوين الآخرين لنوحد صفوفنا ونحب جنوبنا لنرتقي به بصدق وأمانه ولن يكون ذلك إلا بصدق النوايا وتوحيد الكلمة والهدف وتذكروا يا معشر الجنوبيين بأن قوتنا تكمن في وحدة صفوفنا بكل مناطقنا وهذا وحده ما ينقصنا..!! والله من وراء القصد