ان شعب الجنوب اليوم يستقبل الذكرى العاشرة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي وهو سائرا في طريق النجاح والانتصار بإذن الله نحو استعادة هويته ودولته الحرة المستقلة. التصالح والتسامح الجنوبي يشكل اهم مرحلة من مراحل الثورة الجنوبية وهو ضمير الثورة ومن اهم أسباب استمراريتها وثباتها وقد أدرك الجنوبيون ذلك في وقت مبكر فرصوا صفوفهم حول هذا المنجز العظيم وجسدوه على ارض الواقع قبل أن ينطلقوا سياسيا وشعبيا بحراكهم السلمي فكان الثالث عشر من يناير 2006م يوم اللحمة الوطنية الجنوبية يوما تاريخيا أفشل كل مخططات الاحتلال التي راهن عليها لعدة سنوات مضت. فطوبى لرواد التصالح والتسامح الجنوبي أولائك الاحرار الذين استشعروا خطر دسائس الاحتلال وأبو إلا أن يعيدوا للمجتمع الجنوبي وحدته الوطنية والنسيج الوطني الجنوبي المدني المتحضر الراقي، نسيجا اجتماعيا يعبر عن هوية مشتركة لكل الجنوبيين. والفخر والعز لشباب الجنوب الذين كرسوا وجسدوا هذا المبدأ العظيم وجعلوه جزء لا يتجزاء من حياتهم ونضالهم. واليوم فإننا جميعا أبناء الجنوب مسؤولين امام الله وامام أنفسنا بالحفاظ والدفاع عن هذا المنجز الوطني العظيم والوقوف يدا واحدة ضد كل من تسول له نفسه بالتأمر وإثارة النعرات المناطقية أو الترويج لها. كما إننا مسؤلين عن أمن واستقرار مناطقنا المحررة والحفاظ عليها والتصدي بحسم وقوة لكل الاختلالات الأمنية من اغتيالات وتطرف سياسي بإسم الدين. والعمل على حماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ عليها. وبما أن(( الإسلام يجب ما قبله))، فإن 13 يناير 2006 قد جب ما قبله وعفى الله عما سلف وعفى الجنوبيين عن بعضهم البعض بما سلف . وهذا لا يعني أن التصالح والتسامح يشمل الذين مازالو يقفون إلى اليوم ضد إرادة شعب الجنوب متناسيين التضحيات الجسيمة والدماء التي سفكت والارواح التي زهقت من أجل الشرف والكرامة والحرية والاستقلال. تحية لشعب الجنوب العظيم تحية للمقاومة الجنوبية الباسلة ورجالها وشبابها الأحرار تحية لرواد التصالح والتسامح الجنوبي وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله.