عند قدوم جحافل الحوثي وصالح ترك المعلم القلم جانباً وحمل الكلاشنكوف مدافعاً عن دينه ومعتقده ووطنه ، فوثب كالقسورة مطارداً حمراً مستنفرة ، فوجد المعلم ما يقوم به تطبيقاً فعلياً لما يلقنه للنشء من دروس في حب الوطن والدفاع عنه ، ووجد في حمله للسلاح سداً لأفواه أولئك المارقين من الدين الذين سبوا صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم . إن المعلم وهو يخوض معركته لم يكن له خبرة بالسلاح ولا بكيفية التموضع في ميدان المعركة ولكنه تشرب هذا كله في أيام قلائل من خلال ما تعلمه في ميدان المعركة ، لقد لعب المعلم دوراً محورياً في معركة النصر ببندقيته في ساحات الوغى ، وبقلمه إن أخذ استراحة محارب . لقد كان المعلم ومايزال وسيظل صاحب رسالة عظيمة في الحياة ، فهو مربي النشء ، وصدق إبراهيم طوقان عندما قال : اقعد فديتك هل يكون مبجلاً ... من كان للنشء الصغار خليلاً !! وهذا البيت كان رداً على قول أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال : قم للمعلم وفه التبجيلاً ...كاد المعلم أن يكون رسولا فالمدرس بيت الهموم ، فالهم يخترم الجسيم نحافة ... والمدرس أكثر الناس هماً في ظل ظروف اقتصادية صعبة ، وفي ظل إعراض الحكومة عنه في الجوانب المالية ، وهاهو اليوم يسمع عن دراهم وريالات توزع هنا وهناك في ظل تجاهل حامل البندقية والقلم ، فالمعلم أسد المعارك ، والمعلم رسول المحبة والسلام للعقول ، فالمعلم هو الشخص الوحيد في العالم الذي يعصر فكره ليسقيه لتلاميذه ، فمتى اختل تفكير المعلم اختل المجتمع عن بكرة أبيه ، لقد كان عنوان المقال : قل للمعلم فاتك التكريم ، وأرجو أن يأتي الرد سريعاً من الرئيس ونائبه وحكومته لينقض هذا العنوان بقولهم : قل للمعلم قادم التكريم ، فالمعلم أهل للتكريم ، ورئيسنا ونائبه والحكومة يقدرون دور المعلم ورسالته في الحياة ، فالمعلم هو المرجح وهو الفيصل فكرموه ، وأرجو ألا يتأخر تكريمه ، والله من وراء القصد ...