شهدت جبهتا القتال في محافظة حجة قصفاً مدفعياً متبادلاً بين قوات الجيش الوطني والتحالف من جهة، وميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح من جهة أخرى، بينما قال مصدر عسكري إن قوة عسكرية تتبع الجيش الوطني تحركت من عدن باتجاه محافظة تعز للمشاركة في تحرير المحافظة وفك حصار الحوثيين عنها، مؤكداً أن تعزيزات أخرى ستنطلق لاحقاً. وتفصيلاً، شنت قوات التحالف العربي والجيش الوطني قصفاً بأسلحة المدفعية والهاون، أمس، على مواقع ميليشيا الحوثيين والموالين لصالح في مديريتي ميدي وحرض بمحافظة حجة. وتتمركز تلك الميليشيات في مدينة ميدي (جنوباً)، بعد أن تمكنت قوات الشرعية من تحرير ميناء ميدي وأجزاء واسعة من المديرية. وفي مديرية حرض تنتشر قوات الحوثيين في مقر «الجمارك اليمني القديم» ومواقع مجاورة له. وأفاد مصدر بأن الحوثيين والموالين لصالح أطلقوا قذائف هاون عدة على مواقع الجيش الوطني، وأسفرت عن سقوط جرحى، دون أن تُعرف نتائج القصف على مواقع الحوثيين. وبدأت الاشتباكات في المنطقتين منذ نهاية العام الماضي، حين هاجمت وحدات من الجيش الوطني دُربت في منطقة «الوديعة» مواقع الحوثيين بعد أن انطلقت من منطقتي الطوال والموسّم السعوديتين، كما أوجدت تلك القوات، بمساندة التحالف، موطئ قدم لها على الأراضي اليمنية. في الأثناء، وصلت تعزيزات عسكرية إلى المقاومة الشعبية في محافظة تعز قادمة من عدن لكسر الحصار المفروض من قبل الحوثيين على المدينة. وقال مصدر عسكري إن هذه التعزيزات تهدف إلى كسر الحصار المفروض من قبل الحوثيين على تعز، مضيفاً أن المقاومة الشعبية أصبحت في مراحل الاستعداد النهائي للنفير العام بهدف فك الحصار عن المدينة، وتحرير المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح. وفي تطور لاحق، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في المقاومة الشعبية، أن قائد المقاومة في تعز، الشيخ حمود المخلافي، تحرك على رأس قوة عسكرية كبيرة من مدينة عدن إلى مدينة تعز «لتحريرها من الحوثيين وقوات صالح». وشدّد الحوثيون وقوات صالح حصارهم على تعز من جميع المنافذ الرئيسة، وقال شهود عيان إن الحوثيين أغلقوا معبر حبيل سلمان غرب المدينة في وجه المشاة بشكل تام، ورفضوا دخول المواد الغذائية والتموينية الخاصة بالسكان. من جهة أخرى، قال مصدر لوسائل إعلام في تعز إن 16 من عناصر ميليشيا الحوثي وحلفائهم قتلوا وأصيب العشرات في مواجهات مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في جبهة الدحي ووادي عيسى وحي الزهراء وجولة المرور. ورداً على خسائرهم، قصف الحوثيون الأحياء السكنية في المدينة موقعين ضحايا بينهم أطفال. وفي وقت سابق قال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز إنهما أحرزا تقدماً جديداً في جبهة المسراخ، وتمكنا من تطهير مناطق عدة من ميليشيا الحوثي التي قصفت أحياء عدة في المدينة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين. وأكد الجيش والمقاومة الشعبية أنهما يفرضان حصاراً من جهات عدة على ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في مركز مديرية المسراخ. وتسعى القوات الموالية للشرعية منذ يومين للتقدم نحو مركز المديرية والسيطرة عليه. وأكدت مصادر عسكرية إحباط قوات الشرعية تسللاً للحوثيين وقوات صالح إلى جبل ضحيح الاستراتيجي المطل على قرى عدة في المنطقة. وأفادت مصادر ميدانية بمقتل تسعة وإصابة عشرات من ميليشيات الحوثي وقوات صالح في المواجهات. في هذه الأثناء، قالت مصادر طبية في مدينة تعز إن 11 مدنياً، بينهم خمسة أطفال، قتلوا وأصيب 66 آخرون خلال الساعات ال24 الماضية في قصف شنته ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح على أحياء المدينة. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر طبية وسكان قولهم إن «الحوثيين صعّدوا خلال اليومين الماضيين من قصف المناطق السكنية الخاضعة لسيطرة المقاومة الموالية للحكومة الشرعية، وسقطت القذائف على غالبية الأحياء السكنية بشكل غير مسبوق». ووفق المصادر، فقد «أسفر القصف الذي تعرضت له أحياء الكوثر والدحي والشماسي ومحيط قلعة القاهرة، عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة 20 آخرين، بينهم أطفال ونساء». وقتل 10 من المسلحين التابعين لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مواجهات بجبل هيلان بمأرب، أمس، في وقت دمرت طائرات التحالف العربي، بقيادة السعودية، مخازن أسلحة للحوثيين في المنطقة، كما دمرت الغارات أهدافاً للمتمردين وقوات صالح في مدينة المخا الساحلية بالمحافظة.