صديقي الغالي كنت ولا زلت لك مكانه كبيره في قلبي لكن أخي لك ان تعرف بأن التسامح مفهوم عظيم وكلمه كريمه لا تكمن جمالياتها في التعبير الكلامي بل تكمن جمالياتها في قدرة الانسان على استخدامها في واقع حياته فالجنوبيين استطاعوا بتلك الثقافة الكبيرة تكريس مبدأ التصالح والتسامح مع بعضهم البعض. وطالما تغنينا بتلك المبادرة (التصالح والتسامح) بين الإخوة وطالما كانوا نموذجاً يحتذى به عند سائر المدن فسكان عدن والجنوب كرسوا ثقافة التسامح مع بعضهم البعض وطالما شهد على ذلك القريب والبعيد ولكن للأسف تطل علينا في هذه الأيام فتنة عمياء فتنة جاءت لتمزيق الصف الواحد من أبناء اليمن مصدرها وممولها مطابخ تعرفها ونعرفها تماما ولنشر ثقافة الكراهية والبغضاء فتنة جاءت لتفرقنا وتضعفنا لكي يسهل عليهم احتلالكم وإذلالنا في هذا البلد الحبيب وحقيقة فان كل شريف ونظيف يحزن فؤاده وتدمع عينه امام ما حدث من أعمال و أفعال تسيء لنا جميعا.
أمن عدن ليست حكرا على فئة أو جماعة بل هي مسؤولية الحفاظ على أمنها علينا جميعا وكل خلل وقلق وخوف يصيبها تداعى سائر الجسد والجميع بالسهر والخوف ولحق الأذى بالجميع ولذلك لا يكفي ان يحزن القلب وان تدمع العين بل ان واجباً عميقاً علينا ان نستشعره وان نبادر إلى تنفيذه في ان لا تطول كبوة الجواد هذا بل ننهض جميعاً ويتحمل كل منا مسؤولياته وأمانته تجاه بلده وان ترتفع أصوات الشرفاء والمصلحين والحريصين على هذا البلد كفى لثقافة الحقد والكراهية نعم لثقافة الحب والإخوة والمودة .
نعم لثقافة التسامح والتصافح ونسيان الماضي والأحقاد لأن عدن أمانة في أعناقنا ولا تكون عدن المستقبل إلا إذا نشأ أبناءها على مفهوم التسامح والتصافح والتعاون ونحن بدورنا نهيب بكل أصحاب الضمائر الحية ان يأخذوا دورهم في هذه الفترة وان يستشعروا حجم ألمهم في هذه المرحلة لوقف كل ما يكدر ويفرق بين الأهل والإخوة في هذا البلد الحبيب وأننا نسأل الله ان يعود أهلنا جميعهم إلى صوابهم ورشدهم وان يوقفوا هذه الفتنة. وحسبنا الله ونعم الوكيل