عندما نحتكم للواقع ، ونشاهد الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان اليمني من قبل الميليشيات الحوثية وتحالفها الانقلابي ، ونرى الدور السلبي للمفوضية السامية لحقوق الانسان في اليمن تجاه تلك الانتهاكات التي يتعرض لها الانسان اليمني ، سنحكم ان تلك المفوضية التي تدعي انها تدافع عن الانسان وعن حقوقه ليست إلا مجرد متاجرة بدماء ابناء الشعب اليمني وليس لديها اي انسانية ولا تمتلك ضمير وهي مجردة من الاخلاق والقيم والمبادئ . كنت من قبل احترم المفوضية السامية لحقوق الانسان على المستوى العالمي وكان اعتقادي انها تعمل بشكل واقعي وموضوعي وليس انحيازي يميل لطرف ، بينما كنت اظن انها ستنتصر لأي انسان في العالم انتهكت حقوقه ، ولكنني لما تفاجأت بدورها السلبي في اليمن ووقوفها ضد حقوق الانسان اليمني تغيرت النظرة للمفوضية والأمم المتحدة ، وصرت اتسائل هل الخلل في المفوضية بشكل عام ام في فرعها في اليمن ؟ فالمفوضية في اليمن لم تقدم للانسان أي شي ولم تدافع عن حقوقه ولم تنتصر له ، بل الجريمة الكبرى انها اصبحت تقف في صف القاتل وليس في صف المقتول ، وتدعم موقف المجرم الفوضوي الذي يفجر المنازل ويتاجر بقوت الشعب ويصادر حريته وينتهك كرامته وانسانيته وكل مقومات حياته الكريمة ، ولم تقف في صف المظلوم المشرد من مسكنه والمفصول من عمله والمحجوب عن كلمته ورأيه والمغلوب على أمره . إذا وجهنا اسئلتنا للامم المتحدة ومفوضيتها السامية لحقوق الانسان وقلنا لها ماذا قدمت المفوضية في اليمن ؟ ماذا قدمت للمحاصرين في تعز ؟ ماذا قدمت للإعلاميين والصحفيين الذين يعانون اشد التعذيب في سجون الاعتقالات الحوثية ؟ ماذا قدمت لمن فجرت الميليشيات منزله وشردته من وطنه ؟ ماذا قدمت للاطفال والنساء الذين منع عنهم الغذاء والدواء والأمن والأمان والتعليم وغيرها ؟ ماذا قدمت للإنسان اليمني الذي انتهكت الجماعة الحوثية ومن تحالف معها جميع حقوقه على كافة المستويات ؟ أكيد سيكون الجواب لاشئ والدليل هو الواقع ، فهل الاممالمتحدة ومفوضيتها السامية راضية عن دور واداء وموقف فرع المفوضية في اليمن ، ام ان فرع المفوضية في اليمن يسئ إليها ؟ وإذا كان يسئ إليها فالواجب والمفترض ان تقوم بتغيير رئيس المفوضية في اليمن ، وان لم تقم بتغييره فأن الامر سيدلل على تواطئها ومحاربتها لحقوق الانسان اليمني ، بل ان موقف ودور المفوضية في اليمن سيؤكد ويثبت على تورط المفوضية السامية لحقوق الانسان على مستوى العالم ويدلل على محاربتها لحقوق الانسان ويلصق تهمة ويثير التشكيك في اهدافها ومبادئها وتوجهها الانساني . الجريمة الكبرى عندما يصبح رئيس مفوضية حقوق الانسان في اليمن جورج ابو الزلف مشاركاً في الانتهاكات بحق الانسان اليمني ، فوقوفه مع الجماعات الانقلابية الحوثية وانتهاج سياسة تتغاضى عن جرائمها خير دليل على المشاركة في جرائمها الانسانية التي لا يستطيع احد ان ينكرها او يدافع عنها ، بينما تدل تقاريره التي يرفعها بناءً على منظمات تابعة للتحالف الانقلابي على غيابه عن الواقع ومغالطته للحقيقة وتبريره لأبشع الجرائم التي تمارس ضد الانسان اليمني ، وكأن رئيس المفوضية في اليمن قد نسى الدور الذي جاء من اجله وتحول إلى تاجر بدماء ابناء اليمن في سوق سوداء شبيهة بالتي يستخدمها الحوثي في بيع ثروات اليمن وشعبه ، بل ان ابو الزلف قد انقلب على حقوق الانسان في اليمن كما انقلب الحوثي على الدولة اليمنية ونظامها وقوانينه . تقارير ابوالزلف التي تخالف الواقع ولاتتطابق معه وتخدم الجماعة الحوثية والرئيس السابق هي فضيحة مدوية لرئيس المفوضية في اليمن ووصمة عار في جبين الاممالمتحدة والمفوضية على مستوى العالم ، فالجرائم الحوثية بحق الانسان اليمني واضحة للعيان ويعرفها العالم اجمع الذي سيقارن بين واقع اليمن وتقارير وموقف ودور المفوضية ورئيسها ممايجعله يكتشف الحقيقة ويفضح الزور والخداع والكذب . المفترض ان ينتفض العالم للاستنكار عن موقف مفوضية حقوق الانسان في اليمن والمطالبة بتغيير رئيسها ومحاكمته ، فالامر يتطلب ان تقوم عدة دول وعدة منظمات دولية للمطالبة بتغير ابو الزلف وليس الامر مقصور على ابناء اليمن فقط ، وايضاً يتطلب ان تقام عدة وقفات احتجاجية واستنكارية في اغلب دول العالم لادانة موقف المفوضية ورئيسها في اليمن .