كما عودتنا الايام والشهور السابقة سوف امسح دموعي بيدي التي امتلأت دما من اجسام أخوتي الذين سقطوا يوم أمس على رصيف الموت المفخخ ذلك الموت الذي لم يميز بيني وبين ابني وبين أخي الأكبر وأخي الأصغر وبين جدي وابي. الموت الذي كنا ننتظره من الله والآن أصبحنا ننتظره من احد الذين مسح على وجوههم الشيطان ليقوموا الآن يحيوا دين الانتقام السياسي العفن.
يقال أن الإرهاب لا دين له وأنا أقول الإرهاب له رب يعبده من هم لا دين لهم ليدمغوا به أجساد تتطاير اشلائها في كل مكان بالسابق كانت المنصورة وبعدها التواهي وعقبها كريتر وبالأمس في منطقة مصعبين ولا نعلم من هم المستهدفين في يومنا هذا او غدا.
من هم الذين ذهبوا الى ربهم شهداء بإذن الله ؟ أنهم ابطال الجنوب الذي تكفلوا بحماية مدن العاصمة عدن من الذين املهم زرع البسمة على شفاه نسائها واطفالها .
أتي الموت ليخطفهم منا في منظر إرهابي يتفطر القلب لرؤية الحدث وبعدها يعود له النبض مره أخرى وكان شيء لم يكن ويبدأ العقل بالنسيان وتهدأ النفوس لتعود الحياة لمن بقي على قيد الحياة .
وبعدا يتناسوا ونتناسى الأمر ونبدأ من جديد نمسح بأيدينا دموع حزن الامس ليكون لليوم او للغد ولادة جديدة للهموم ويتكرر المنظر الانفجاري الدموي في كل مره نفس الشيء ولا تغيير في الأمر شيء سوى استنكارات سخيفة ممن يحسبون انفسهم الولاة الامرين الناهين وترحم أسخف من الاستنكار على من ذهب شهيدا مرددين عبارة( ان يلهم اهلهم ذويهم الصبر والسلوان )
هل دعاء تلك القيادات المحنطة سيعيد لمن مضى منهم أم تعود أيدي قد تقطعت أو أرجل قد بترت ام تصلح وجوها قد تشوهت.
ليكون اليوم صفحة قد انطوت ويليها صفحة جديدة نتصور بأنها سوف تملأ بالورد ولكننا خاطئون في تفكيرنا فإننا سوف نقولها مجددا اشفي الجرحى وارحم الشهداء فدوما في صفحاتنا المخضرة بالدم الجنوبي الشريف كلمات تشبه الرعب موت وإرهاب ويد من حديد ومرضى وجرحى وفقراء وأيتام وأرامل وشهداء وقتل ودم نازف ولوحات سوداء كتب عليها أنا لله وإنا إليه راجعون.
هل تاريخنا أصبح إرهابي بالفعل أم نحن من ارهب أنفسنا بخوف جميل لنجلس نطلق الحسرات في وجوه أصدقائنا وأهلنا ونقول ألمنا المنظر الفلاني وأتعبنا المشهد اليوم .
التاريخ لا يرحم ومن يجلس ينعى نفسه بما يحدث فهو من يريد أن يسجل له تاريخه بأنه جبان من الدرجة الأولى وسخيف بدرجة امتياز لأننا يجب أن نكتب تاريخ بطولي مشرف نكون نحن أسياده ونحن إبطاله بدون منازع فهل يوجد احد يكتب هكذا تاريخ ...