تشكل مرحلة الطفولة والشباب,المرحلة الأكبر و الأكثر تلقياً للتعليم في المجتمعات بشكل عام, إذ أن مرحلة التفكير, السؤال, التحليل, الاستنتاج, والمناقشة, تصبح مركزة خلال هاتين المرحلتين من العمر بالذات. العلم و التعليم .... منذ الفترة التي يدخل فيها الطالب مراحله الأولى من التعليم وحتى إنهائه شهادته الجامعية يمر بالمراحل التالية : الابتدائية, الإعدادية, الثانوية, الجامعة . لكن السؤال الذي ذلك " لماذا التعليم تحديدًا ؟ ! " قد يجده البعض سؤالاً غريبًا, ذلك لأن إجابته غالباً ما تكون واضحة و معروفة لأغلب الشرائح المجتمعية خصوصًا الدارسة منها, إذ أنه أصبح في أغلب الأمر وضعا دراماتيكيا اعتياديا, خاليًا من سؤال "لماذا" ؟، هكذا منذ أن أدركنا أنفسنا وسؤال لماذا لا يعتبر ذات أهمية كبرى وهو آخر ما يمكن للمرء في مجتمعٍ عربيّ أن يثير فضوله ... الوضع الذي أصبح يشكل خطر للطالب نفسه. في مجتمعاتنا العربية وفي مجتمعنا تحديدًا, كان وما يزال مكبلا بإطار منهجي شبه مقدس من قِبل المؤسسات الحكومية التعليمية, لتفرض على متلقيه صراطًا مستقيمًا يسير عليه فلا يقبل التغيير أو التجديد أو حتى مناقشته,و لنا أن نسأل إن كان ذلك متعمدا أم إن الامر يُمارس بدون دراية ؟ أما عن الأول و الثاني على حدٍ سوا فأنها لا شك كارثة تعليمية نسير عليها و بها دون أن ندرك ذلك، إذ جعل المنهج الدراسي وفق إطارات لا تُخرج الطالب من قوقعة الكتب التعليمية والتي بالتأكيد تخلو من حداثة و شفافية المعلومات،و عدم تمكن الحكومة من اخذ ذاك كله بعين الاعتبار إنما هو دافع و جرّ باقي المجتمع لأن يكون مكبلا فكريًا بل وأخلاقيًا ، هنا يمكننا اسقاط السؤال "لماذا العلم؟" السلاح الوحيد الذي يجعل من الأمة والمجتمع حرًا ألا وهو العلم. يقول هوجو بشأن ذلك: تبدأ الحرية حيث ينتهي الجهل. العلم إنما هو السلاح الذي ترفع به الأمة من شأنها ، فإذا صلحت صلح شأن الامة و اذا فسدت عانت الامة و المجتمع من تهميش و تضليل. من الاسباب التي قد تؤدي في مجتمعنا لأن يكون الطالب – في مختلف مراحله - بعيدا عن العلم :- 1- وجود مناهج و أسس تعليمية تستند على اساس الحشو والمغالطة بل و تكرار المعلومة بطريقة أو بأخرى . 2- خلق طبقة غير مرئية و حواجز شاسعة بين الطالب والمعلّم، خصوصا في المراحل التعليمية الجامعية، تلك الطبقة تحديدًا هي التي تفرض على الأجيال القادمة نفورهم من التعليم و اخضاعهم لمعلومة حشو في قالب منهجي يخلو من ايصال الهدف و الذي بشأنه تغيب سؤال " لماذا ؟ " . 3- خلق تفرقة لا تستند لأي مبرر أو منطق بين تخصص وآخر أو قسم وآخر أو مجال دراسة وآخر، يحدث ذلك في ظل غياب وعي أو ادراك من قِبل المجتمع ذاته بمجالات العمل الذي قد يتيحه لك تخصصك الذي تدرس به -أين كان- . 4- إضافة لزرع هوّة بين الشرائح المثقفة وغير المثقفة مما يجعل الثقافة أو العلم يحوم حول أفراد معينة، ترفعهم عن باقي المجتمع، مما تتشكل على هيئة احزاب سياسية أو افكار دينية أو حتى دراسات موضوعية، تحد من مرونة العلم . كل ذلك لا يعطي للعلم أي أهمية، بل يجعل منه آخر الاهداف في ظل سعينا لإتمام مراحلنا الدراسية وحسب،و لربما محور القضية لا ترتكز على أفراد فقط، بل و أيضاً تعتمد على الأسس التربوية والتعليمية والتي تم تحديدها سلفا بما لا يخدم متلقي العلم نفسه أي -الطالب- ، وخلوه من أفكار أو مبادئ حديثة تخدم تواكب وتوافق دراساتنا ومنهجنا مع التقدم العلمي الذي يحدث في العالم بين كل دقيقة وأخرى.