ما زلنا في بريق الفن وما زالت ألأغنية اللحجية تطرب أشجان الأدباء والفنانون والمثقفين وعشاق ألفن والطرب، ما زالت ألأغنية اللحجية تراودنا يوميا وفي كل مكان بالريف والبندر.منذ وأن جاء فيها رميز الشعر والطرب القمندان بكل أدبه المتداول في ارجاء المعموره، وأزداد مدا ذلك الفن برائد الأغنية اللحجية وأشهرها الفنان الفقيد /فيصل علوي، برغم وفاته لكنه ما زال بفنه وطربه حاضر الحياه في حياة المعجبين ومحبي ألفن.
لحج الوفاء لحج ألإباء، نتذكر ماضيها عندما كنا نمر منها ،كانت تستقبلنا بأغانيها التي كانت حاضره في شوارعها وذلك من مسجلات وسماعات يصدر نفير صوتها ،منها الأستيريوهات ومنها الدراجات الناريه، وكذلك بريح الفل والكادي، حين تذهب لحج وعاصمتها الحوطه وذلك قبل سنوات ماضيه ،بدخولها تبتسم وتضحك وتحس بروحك المفقوده تعيش لحظات فيها وتتمنئ إن لا رحيل منها كي تظل بداخلها، بفنها أهلها طيبون ،وفي اسواقها يرقصون على صوت الطرب والفنون روح إبتسامه يضحكون،في سلم دائم عايشون،غير السعاده والوفاء والطيب والكرم ما يعرفون.
لحج التي اتحفت المحافل الثقافية منذ زمن ،منها الأديب والشاعر، منها الملحن والمطرب، منها الفنان والمغني ،منها سفير الفن الذي أوصل الأغنية اللحجيه على سائر بلاد الفن في ألجزيره العربية، ومنها ربان الأغنية الثورية الجنوبية الذي شاع الشارع الجنوبي بطربه الثائر والمساند إنه الفنان رائد الأغنيه الثائره/عبود زين الخواجه. لحج مدرسة الفن ،لحج قبلة الطرب لحج، منبع الأدباء،لحج ارض المدنية والنظام والرقي، لحج وفنها الذي اصبح الطفل في الريف والمدينة وهو يردد أغانيها وخصوصا أطفال ألريف ومنهم الشباب وكبار السن و النساء ما زالوا يستمعون ذلك الفن اللحجي الأصيل، هكذا نطق اللسان وقول القلب. لكن فلم تعد لحج ، اصبحت حين تمر لحج وأنت مكتسي الخوف والترغب. فأصبح أدب لحج وثقافتها جديد الصنع ،ودخيل عليها، تنظر إلى مبنى مكتب الثقافة فتذرف الدمعات الحزينه المليئه بالقهر والتحسر ،حين تشاهده وهو منحط تحت ركام التدمير ولم يسلم من التخريب ذلك الرمز التعريفي للحج وهو ،ألعود المنحوت ،الذي يشاهده الماره من الشارع العام. تستقبلك شوارعها بالنقاط والمطبات والبراميل والمتارس ، الفل لم يعد حاضر الارض والأماكن المتعود عليها مسبقا فقد تبدلوا أماكنهم وفرشاتهم اشخاص يفاجأونك بتوزيع ألمنشورات بدلا من الفل، استيريوهاتها ودراجاتها الناريه أصبحت تتنغم وتتغنى وتتنشد وتزعجر الشوارع بأناشيد غريبه وبثقافه جديدة الظهور، أسواقها لم تعد حاضنة الرقص والطرب بل قد تشاهد الصمت والخوف والإنصياع لجهات الترقب والحذر. عن أهلها تتسائل أينهم الطيبون ؟فقد تلاحظ الجوأب مخطوط على الجدران، تشاهد المدينة ومنازل أزقتها ،فقد تكتفي ولم تحصي النظرات بحجم الدمار، تزور منشأتها الحكومية وهي المباني فتجدها مدمره وخاليه وما تبقى منها فهو خالي تماما، رائحتها لم يعد الفل والكادي ،بل هي مجاري ومخلفات القمامه ورائحه كريهه ناتجه عن ما انتجته الحرب ومآثرها الخبيثه، حينها يملئك الخوف والشجن المجهول فتقول ليت ولم آتي فتخرج منها بسرعة ألرياح. فتتسائل ،هل تعود لحج لتفرحنا وتتحفنا بفنها وأدبها وطربها وبأهلها الطيبون؟