بداية اختفاء الأرقام السرية: بدأ الخلل الخطير في الامتحانات المتمثل في اختفاء الأرقام السرية رغم وجود المستطيل الأسود الذي يوحي كذباً بوجودها في جامعة صنعاء منذ تولي د. عبد العزيز المقالح إدارتها عام 1983م، ثم انتقل هذا الخلل إلى كافة الجامعات اليمنية التي غضت الطرف عن الأرقام السرية بما في ذلك الجامعات والمعاهد الخاصة. إن هذه الفضيحة في الجامعات اليمنية لا تقل خطورة عن فضيحة "سفاح الجامعة"، التي حدثت عام 2000م ودوى ضجيجها في كل أنحاء العالم، حيث إن أحد الأوباش، وكان حفار قبور في "السودان" ثم صار، لأسباب غير مشروعة، موظفاً فنياً في كلية الطب، جامعة صنعاء، قتل عدداً من طالبات الكلية وأخفى جثثهن ولم يتم كشفه إلا بالصدفة، وقد استمر في ارتكاب جرائمه وقتاً طويلاً نتيجة إهمال أمن الجامعة وإدارتها وتركيزهما على محاربة الخصوم السياسيين في الجامعة"[]".
وقد أدى استمرار تزييف الوعي طيلة الفترة الماضية إلى نسيان الأرقام السرية على كراسات الامتحان في الجامعات اليمنية فلم يعد أحد من الطلبة، أو الطالبات، أو أولياء أمورهم، يعلمون شيئاً عن ذلك، بل إن معظم خريجي الجامعات لا زال يعتقد بحسن نية استمرار العمل بنظام الأرقام السرية وذلك بسبب وجود "المستطيل الأسود" على جميع دفاتر الامتحانات، ولا يدري أن ذلك إنما هو من باب التضليل والخداع وتزييف الوعي! ولا ريب أن هذا التضليل الخطير هو ذروة الخداع والكذب فيما يخص الامتحانات في الجامعات اليمنية. بينما الحقيقة هي أن دفاتر الامتحان تطبع منذ تسع وعشرين عاماً وفي الزاوية اليسرى من أعلى الغلاف المستطيل الأسود الخاص بالرقم السري، بينما لا يعمل به في الحقيقة، إذ تسلم لنا نحن دكاترة جامعة صنعاء، على سبيل المثال، منذ تسع وعشرين عاماً، دفاتر الإجابات على أسئلة الامتحانات مكشوفة حيث نعرف من صفحتها الأولى اسم الطالب أو الطالبة ورقم جلوسه أو جلوسها وكافة البيانات عنه أو عنها لأن تلك البيانات مدونة على وجه دفتر الامتحان كما يتضح من صورة غلاف دفتر الإجابة المنشورة في هذه الصفحة.
الشمس السوداء: لقد ترتب على تواطؤ بعض رؤساء الجامعات، ليس فقط على إلغاء الأرقام السرية، بل والتعاون مع بعض "دكاترة التكفير"، و"مشائخ التخلف" في الجامعة وخارجها، لفرض هيمنتهم المطلقة على الطلاب والطالبات، بواسطة إلغاء الأرقام السرية، كذا تقرير منهج متخلف فيها، سرى بعد ذلك إلى غيرها من الجامعات، الأمر الذي ترتب عليه أن غادر كافة أساتذة القانون المصريين المستنيرين اليمن وصارت جامعة صنعاء شمساً سوداء ساحة للفكر المتخلف والصراعات السياسية، والمعارك "الحزبية" العقيمة المدمرة، والفساد والإفساد الشامل إلا من رحم ربي! بدلاً من أن تكون شمساً شديدة الضياء تبدو ظلام التخلف الفكري والمادي وتطهر حرارتها المجتمع من الطفيليات التي تعوق تقدم المجتمع وحريته، وكان ممن غادر "جامعة صنعاء" بسبب ذلك التواطؤ الرجيم أكبر عالم عربي ومصري في القانون المدني، ورئيس "جامعة المنصورة"، وهو الأستاذ الدكتور "عبد المنعم البدراوي" وذلك بعد تقديم استقالته من عمادة "كلية الشريعة والقانون" بجامعة صنعاء لأسباب عديدة منها خنوع رئاسة الجامعة لقوى التخلف والاستبداد والعمل على فرض منهج دراسي متخلف وتكفيري كذا محاولة إقناعه بقبول إلغاء الأرقام السرية في امتحانات الكلية وهو ما رفضه رفضاً قاطعاً، وهذه هي الاستقالة الوحيدة في تاريخ الجامعات اليمنية منذ إنشاء أول جامعة يمنية عام 1970م هي "جامعة صنعاء". وقد ورد في الاستقالة: الأخ الفاضل الدكتور/ مدير ج