عدن مدينة مقرونة بالظلم والقهر والخذلان , منذ أن ناضلت وكافح أبنائها لطرد المستعمر ليعيشون حياة كريمة , هرموا وهرم أبنائهم وهم من ظلما لظلم أجور , يتقاتلون ثم يأتي منتصر يشفي غليله بعدن , وعلى عدن ان ترضخ للأمر الواقع , متى سيعاد الاعتبار لهذه المدينة الحضرية والمدنية والسباقة في كل جديد وراقي , ليعطي مجالا أوسع لشراكة أبنائها في السلطة او إدارة شئون مدينتهم , حقيقة قد يغضب منها البعض لحساسيتهم عندما نشير لعدن , فكلا يعتبرها جزءا من مشروعة وأجنداته أو أنها ملك أفكاره , وتاهت عدن بين صراعاتهم كلا يتجاذبها أليس من حقها وأبنائها التعبير عن مكنوناتهم ومصير مستقبلهم . .ظلم وجور و ماذا يريد الظالمون ؟ هل يريدون ملكا ؟ ولم يملكونا , قد يكونون سرحوا ومرحوا دون رقيب وحسيب , لكن حسابهم اقترب وعقابهم لا مفر منه , كانوا واهمون في البقاء والخلود , وها هم زائلون وهالكون كما زال وهلك قوما ظالمون قبلهم , فلو دامت لأحد لما وصلت إليهم , قد يكونون نهبوا مالا ينفقونه على شهواتهم وملذاتهم ٬ فهل أسعدهم المال حقا ٬ وهل شفاهم من أمراض نفوسهم وجعل الطمأنينة في قلوبهم ؟ لا والله هم اليوم أكثر رعب منا ,أم يريدون أن يتخلى أصحاب المبادئ عن مبادئهم ٬ وأصحاب العقائد عن عقائدهم ٬ فهل تحقق لهم ذلك ؟ أم أن أهل الإيمان ازدادوا تمسكا وصلابة ٬ وعزيمة وإصرار على المضيء ومضوا , وبقت عدن أسطورة تسطر أروع ملاحم النضال والكفاح التحرري للإنسان والأرض ,عدن كبحرها تلفظ كل عفن , فجرفتهم من أرضها وطهرتها من نجاستهم , بل وساهمة في تطهير الجنوب والشمال وأبنائها في كل الجبهات والفصائل , تطهرت عدن من عفنهم وان بقى لهم أذناب وذيول تحيك المؤامرات وتتشبث بالامتيازات , فالنزعة الأخيرة , ومن كان يوم معول هدم لابد أن يطله التطهير ٬ وهم يعلمون أنه في سبيل الوطن ومشروع الأمة ترخص الأرواح والأنفس والدماء , إن الله حرم الظلم على نفسه ٬ وجعله بين عباده محرما ٬ فما أقساه وما أشد مرارته ٬ خصوصا عندما يتسمى الظالم بأسمائنا ٬ويحمل طموحنا وحلمنا زورا وبهتان , ويأكل من أرضنا ٬ ويشرب من مياهنا ! ثم يكون أشد قسوة من أعدى الأعداء ! لقد قاسيت وعانيت وعشت مرارة الحياة ومثلي كل أبناء هذه المدينة والجنوب , زايدوا ونافقوا على حساب مصالحنا واليوم يسعون لإنتاج كيانهم العفن , عدن تعرفهم فردا فرد , أعمالهم تأثيراتها فيناء , شروخا في نفوسنا , ظلما معالمه واضحة في حياتنا , ذهبت أعمارنا ومر علينا الزمن بلحظاته القاسية , أبنائنا تاهوا , ضاعوا , مر من أمامهم قطار المستقبل وتركهم مهملون محرومون ومهمشون , وأبنائهم حصلوا امتيازات مضاعفه , وشهادات و وظائف لا يستحقونها , لا يخجلون اليوم , لأزلوا بشراهتهم البشعة وتمايزهم القذر للمنطقة والقرية والقبيلة والشلة والعصبة , وشبابنا يحارب حتى في لقمة عيشه وحقه وحقوقه , وما يحدث في عدن هو نتاج لممارسات الماضي بأدواته القذرة وفساده العفن . كم تنتظر عدن من اجتياح يتبعه اجتياح ويعدون لاجتياح , أن تضاربوا الأشرار في صنعاء عزموا لعدن ليجتاحوها , وان قلت آه لتعبر عن ألمك استكثروها وقالوا نحن أخوه و وطن , لا حد يدخل بيننا , لهذا نقول شكرا للعرب والتحالف على إنقاذنا من جبروتهم , ولازلنا مهددين ما لم نتوحد ونقف جدارا منيع لنصد كل فاسد وعميل ومتآمر على عدن وما أكثرهم بيننا يحملونا قضيتنا فحذروهم . هل سيجيب المعنيين بمسئولية عن أسئلة هامة تدور في خلد المواطن الطامح للحياة والاستقرار , ما لذي دفع ببعض الشباب للانخراط في منظمات إرهابية ؟ وما دورنا ودور المعنيين في حمايتهم وصيانتهم من هذا التطرف والغلو ؟, ثم لماذا لم يدمج الشباب وفق شروط عادلة ومنصفة في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ؟كلا بحسب قدراته وإمكانياته ومؤهلاته , وبنسب عادله لكل منطق وانتماء , تنفيذا لقرارات رئاسية المعاقة , ولعدن في أمورها نصيب , لماذا لم تؤمن عدن ويفتح مطارها وتطبع فيها الحياة ؟ من المسئول عن ما يحدث في عدن من مواجهات بين شباب كانوا في جبهة واحدة للدفاع عن عدن ؟ وكثيرا من الإسالة التي تحتاج لإجابة شافية واضحة شفافة صادقة ليعرف الجميع من هو مع الدولة والحلم والطموح ومن هو ضد كل ذلك وله مشروعا تخريبيا يخصه لوحدة , نحن ننتظر الإجابة لكشف الستار عن حقائق هامة تهمنا جميعا وتجنبنا مزيدا من الدماء والانهيار وتفتح الأفق لمستقبل عدن لتعيد مجدها وتكون مصدر خير للجنوب والوطن .