ترجمة : عبدالمنعم محمد بارويس ,صحيفة الاندبندنت البريطانية الثلاثا 24.10.2012 ذكرت صحيفة الاندبدنت البريطانية في تقرير لها نشرته بالأمس انه في مثل هذا اليوم قبل عشرين عاما اثنا الحرب العالمية الثانية شنت قوات التحالف هجوما خلد باسم معركة العلمين وقد حسم أمر هذه الحرب عندما دحر القائد الألماني اروين روميل الذي يلقب بثعلب الصحراء اخيراً من قبل برنارد رونتغمري قائد الجيش الثامن . ان المحاربون الذين احتفلوا يوم السبت الماضي بهذه المناسبة في مقبرة العلمين التي دفن فيه 7240 قتيلاً من قوات التحالف يرون هذه المناسبة, معركة العلمين هي معركة فخر وذكرى حزينة في الوقت نفسه. بيد ان ألاف العرب البدو الذين يسكنون ويحرثون الصحراء حول العلمين فان المعركة لم تنته عندهم بعد . وأشارت الصحيفة انه على بعد حوالي ثلاث ساعات بالسيارة غرب مدينة القاهرة وجنوب البحر الأبيض المتوسط على الجانب المصري توجد هناك فسحة كبيرة تعرف بحديقة الشيطان والتي تعتبر احد اكبر حقول الألغام في العالم, ذلك هو ارث الحرب العالمية الثاني القاتل عندما خاضت بريطانيا وحلفائها حرب دبابات لمنع مصر وبقية دول الشرق الأوسط من السقوط في يد المعسكر النازي . منذ عام 1942 قتل المئات من البدو وجرح الآلاف منهم جراء القذائف والألغام الأرضية المنتشرة في هذه الصحراء حيث تشير الأرقام الرئيسية ان هناك أكثر من 8000 ضحية مع ان هذا تقدير متحفظ علية نظراً لان السجلات لم تدون الا في عام 1982 فقط . ان عدد الضحايا يزداد سنوياً ففي هذا العام مثلاً أعيق سبعة عشر شخصاً حيث فقد الكثير منهم ذراعيه ورجليه بعد تعثرهم أثناء مرورهم على المتفجرات في حديقة الشيطان . منذ سبعة عقود حينما كانت هناك مقاومة لاجتياح هتلر للصحراء الغربية فان الكثير من المصريين كانوا مستاءين من وجود الاستعمار البريطاني وكانوا يأملون من ان انتصار النازية لربما جلب لهم الاستقلال . لقد انتصرت بريطانيا بيد ان البدو أمثال عبدالله صلاح, الذي يعتبر واحد من بين 725 ناجي من متفجرات الألغام الأرضية, يقول معبراً عن هذه المناسبة "ان ذكرى معركة العلمين هو تذكير صارخ بان التاريخ البعيد مازال يؤثر في التاريخ الحاضر ". يعتقد الكثيرون ان الحرب العالمية الثانية لم تنته بعد واستطرد السيد صلاح , الذي هو أب لثلاثة أولاد يعملون مع منظمات غير حكومية متخصصة بضحايا الألغام الأرضية أثناء حديثة للاندبدنت قائلا " لقد فقدت أحدى عيناي ورجلي اليمنى عند مروري على لغم في عام 2007". فايز إسماعيل وهو أب لستة اطفال فقد رجله جراء مروره بلغم ارضي قال أيضا " ان بريطانيا وألمانيا هم الان أصدقاء لكن نحن الضحايا". تتلقى مصر الكثير من المساعدات في هذا الخصوص حيث ان البرنامج المصري لنزع الألغام والذي انشئ بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للتنمية يتلقى مئات وآلاف الجنيهات كتبرعات من بريطانيا وألمانيا والعديد من الدول التي شاركت في الحرب . تصرف الكثير من هذه المساعدات في شراء المئات من الأطراف الصناعية بينما يصرف الكثير منها ايضا ً في شراء معدات نزع الألغام . ففي نهاية نوفمبر من عام2009 أزيل أكثر من 300,000 قذيفة ولغم ارضي غير متفجرة من الصحراء الغربية , غير ان أكثر من 16 مليون قذيفة ولغم ارضي لازالت مفقودة وقد أشار الأستاذ احمد حسين , مدير البرنامج المصري لنزع الألغام للاندبندنت قائلاً "لقد بدأنا مرحلة جديدة من برنامج إزالة الألغام في ابريل بيد ان التقديرات الرسمية تشير إلى ا ن تكلفة هذه العملية قد تكلف عدة ملايين وقد انتقد الحكومة البريطانية وذلك لأنها لم تقدم الكثير من المساعدات المالية واستطرد قائلاً" إنني منزعج جداً من عدم تجاوب الحكومة البريطانية وقد قارن عدم التجاوب البريطاني هذا مع واحد من الهبات الأمريكية في عام 2007 والتي بلغت 250,000 جنية إسترليني كما أوضح ان هناك تعهدات متعاقبة من الحكومة الألمانية بتقديم أكثر من 2 مليون فرنك واختتم حديثه قائلاً " نتطلع ان تكون بريطانيا سخية في تقديم المساعدات مثل المانيا". وقد علل المسئولين البريطانيين ان عدم تقديم المساعدات ناتجاً عن رفض الحكومة المصرية توقيع معاهدة اوتاوة المتعلقة بحضر الألغام المضادة للأفراد وكان هذا الرفض المصري ناتجاً من الوضع الحساس في شرق صحراء سيناء ذلك المكان الذي خاضت فيه مصر ثلاثة حروب مع جارته الشرقية إسرائيل وهناك أيضا قضايا فساد شائكة . ان هذه المنطقة التي لوثت من متفجرات الحرب العالمية الثانية تأوي احتياطات ضخمة من النفط والغاز كما ان المسؤلين يأملون في تطوير الزراعة والسياحة في هذا المنطقة . لقد تعهد وفد من الاتحاد الأوربي في السنة الماضية ,قبيل انتفاضة الربيع العربي, بتقديم مليون دولار أمريكي للمشروع المصري لإزالة الألغام الا انه جمد هذا المبلغ عندما تعاملت الحكومة المصرية بقسوة مع المتظاهرين لإسقاط نظام حسني مبارك . وقالت الصحيفة أيضا نقلاً عن مصدر دبلوماسي أوربي ان المسؤلين الأوربيين أوقفوا هذا المشروع وذلك لتخوفهم عن احتمال بيع الأراضي التي تم تطهيرها من الألغام لبقايا نظام مبارك . يبدو ان تركة معركة العلمين ستبقى طويلاً حتى بعد غرب الاحتفال بذكراها السبعين