ازدادت ساعات انطفاء الكهرباء في مدينة عدن جنوبي البلاد ، وقبل دخول الصيف ، بلا شك اثار مخاوف السكان من استمرار هذه الانقطاعات المتكررة خلال فصل الصيف المعروف بارتفاع درجة الحرارة فيه ولحد لا يطاق . وقال سكان محليون إن الانقطاعات وصلت هذه الايام الى نصف يوم انطفاء ومثله انارة ، كاشفين عن ان هذه الانطفاءات زادت في الأونة الاخيرة وبشكل مقلق ينذر بصيف حار ومضني للأطفال والشيوخ والمرضى خاصة ، مطالبين الرئاسة والحكومة والمنظمات الانسانية برفع عنهم هذه المعاناة المؤرقة والمستديمة والناتجة في الاصل عن عجز دائم في الطاقة . وقال نائب وزير الكهرباء والطاقة ، م . مبارك التميمي ، ان اجمالي الطاقة المنتجة من محطات عدن جنوبي البلاد ، تقدر بنحو 170 - 190 ميجا وات ، فيما العجز الحالي قدره 140 ميجا وات ، متوقعا ان يزيد هذا العجز عند دخول فصل الصيف الذي يرتفع فيه الطلب على الطاقة نظرا للحرارة الشديدة . وكشف نائب الوزير انه وقبل حوالي ثلاثة أسابيع زارهم وفداً من هيئة كهرباء ابوظبي والهلال الأحمر الإماراتي ، متوقعا ان تكون هذه الزيارة وملامسة الوفد لمعاناة الكهرباء في عدن من شأنها مساعدة مؤسسة الكهرباء في تغطية ذلك العجز من خلال دعم الكهرباء بتمديد بعض عقود شراء الطاقة الموجودة حاليا في عدن ، وكذا فيما يتعلق بتوريد مواد شبكة وقطع غيار لصيانة محطات التوليد في " خور مكسر والمنصورة والحسوة " ، واوضح التميمي انه يأمل خيرا بعد ملامسة وضعهم الحرج ، خاصة بعد ان انتهت فرق الصيانة التابعة لإدارة النقل في عدن الأسبوع الماضي من صيانة الخط الناقل 132 كيلو فولت الواصلة بين الحسوه/ نوبة دكيم / الحبيلين /الضالع شمال عدن ، وهذه المناطق كانت محرومة من خدمة الكهرباء منذ قرابة العام . كما أنهت فرق الصيانة ذاتها في وقت سابق من صيانة خط النقل 132 كيلو فولت الممتد من الحسوه الى جعار في ابين شرق عدن ، لافتا الى ان كل تلك المناطق بحاجه ماسه الى طاقة إضافية تتعدى 100 ميجا وات اخرى . واشار الى ان صيانة خطوط النقل المذكورة آنفا و الممتدة الى كل من ابين و الحبيلين/ الضالع تمت بدعم من قبل الهلال الأحمر الإماراتي . وأسف لعدم قدرة مؤسسة الكهرباء لإرسال كامل الطاقة المطلوبة الى محافظة الضالع نظرا للعجز الحاد في الطاقة المنتجة . بدوره ، قال مدير عام منطقة عدن ، المهندس مجيب الشعبي ان أزمة الكهرباء باتت معروفة الجميع وسببها التوليد القائم الذي لا يغطي الطلب المتزايد خاصة في فصل الصيف . واكد ان مشكلة العجز قائمة منذ سنوات وليست وليدة اليوم ، موضحا بمتابعته ولكل الجهات في الدولة خلال الثمانية الأشهر التالية لتحرير عدن من المليشيات المسلحة منتصف يوليو ، ولكن ، دون فائدة مرجوة في الواقع . وعن سؤال الصحيفة لماهية الحل لهذه الانطفاءات المتكررة وكذا العجز المتزايد أجاب الشعبي " طبعا لتغطية العجز مطلوب مأتي ميجا وات لمواجهة الطلب للطاقة خلال فصل الصيف الذي دخل دونما يتوافر لدى الكهرباء شيئا لمعالجة حالة العجز . واشار الى ان خططهم تتمثل بإيجاد طاقة توليد وتوفير مواد شبكة وتوفير قطع غيار للمحطات وعاد التيار الكهربائي الى مدينة الضالع جنوبي البلاد ، بعد انقطاع دام سنة كاملة وبضعة ايام . وقال مدير عام منطقة الكهرباء بمحافظة الضالع ،عبدالله احمد مثنى ، إن فترة الانقطاع تجاوزت العام اذ انقطع التيار الكهربائي عن محافظة الضالع يوم 23 مارس 2015م ، موضحا ان حجم الأضرار كبيرة جداً ، منوها الى ان منطقة الكهرباء بدأت اعمال الصيانة والاصلاح منذ شهر يونيو وعقب تحرير مدينة الضالع مباشرة يوم 25 مايو ، وهو ما يعني ثمانية أشهر كاملة استغرقت في عملية الإصلاحات للشبكة والابراج والمولدات . واضاف إنه وبعد اطلاق التيار مساء الاثنين فوجئ الفنيين بأضرار كبيرة خاصة في شبكة الضغط المنخفض ، مشيرا الى انه اضرار الحرب رافقها ايضا اسباب تتعلق في قدم الشبكة التي تم إنشائها في ثمانينات القرن الماضي .
وأشار الى ان سبب اناره بعض الأحياء والبعض الاخر غير منارة مرده وجود أعطاب لم تكن في حساب عمال الاصلاح مثل وجود أشجار تلامس خطوط الضغط العالي مما ادى الى فصل التيار ولأربع مرات متتالية عن هذه الاحياء والقرى المحيطة بمركز المحافظة .
واوضح ان استهلاك المدينة والقرى المجاورة لها تتراوح ما بين 5 الى6 ميجا فقط ، كاشفا عن حجم العجز البالغ خمسة اضعاف الطاقة المتوفرة حاليا وهي 5 ميجا وات فقط وبنسبة 20 % من الطاقة المفترض توفرها ، منوها الى ان احتياج المحافظة للطاقة قي الوقت الراهن يتراوح ما بين 30 - 33 ميجا وات ، لافتا الى ان تأخر اطلاق التيار ناتج عن وجود عجز في الطاقة المنتجة في عدن والتي تعاني من عجز يصل الى 90 ميجا وات .
وكشف مدير الكهرباء ان لديهم خطة لصيانة الشبكة على مستوى مديريات المحافظة إلا ان الامكانيات المادية والمالية لا تسمح في هذه الظروف التي بالكاد يتقاضون مرتباتهم الشهرية ومنذ سنة كاملة على انقطاع التيار ، مؤكدا انه ولولا دعم محافظ المحافظة لما استطاعوا انجاز عملية الاصلاح للشبكة ، مثمنا للمحافظ دعمه الكبير لمنطقة الكهرباء بالضالع .
واكد ان متابعة استخراج ال20 ميجا وات التي وجه بها الرئيس هادي اثناء لقائه محافظ المحافظة جارية من قبل نائب وزير الكهرباء الذي تواصل مع الهلال الاحمر الاماراتي وحصل على وعود من هيئة الهلال الاماراتي .
وتمنى من المواطنين بضرورة تسديد الفواتير المستحقة للكهرباء حتى تستطيع مواصلة تقديم هذه الخدمة وكذلك مناشدتهم بالإبلاغ عن وجود اي اسلاك مقطوع ورفعها من الارض حتى لا يتعرضون للخطر ، مطالبا بقية المناطق التي مازالت خارج التغطية الانتظار والصبر ريثما تتمكن المنطقة من استعادة وضعها قليلا ، واعدا بإيصال التيار الى كل المناطق التي تغطيها الشبكة العمومية .
الى ذلك ، بحث وزير الكهرباء والطاقة في اليمن ، المهندس عبدالله الاكوع ، مع نائب المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية هشام ابراهيم الرقيان مجالات التعاون التي يسهم بها الصندوق في الجمهورية اليمنية. وأشار الوزير الاكوع الى احتياجات اليمن لمزيد من المساعدات في ظل الظرف التي تمر بها اثر عمليات الانقلاب التي نفذتها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية . متطلعاً الى مزيد من اسهامات الصندوق وبالذات مع قرب فصل الصيف الذي يتطلب توفير طاقة كهربائية عاجلة بالإضافة الى صيانة محطات الكهرباء في محافظتي مأربوعدن. وبحسب ما اوردته وكالة سبأ الحكومية ، فان الوزير استعرض خلال لقائه مدير الصندوق الكويتي ، الاربعاء ، تطورات الاحداث الجارية في اليمن واحتياجات هذه المرحلة . معرباً عن خالص الشكر والعرفان لدولة الكويت الشقيقة لمواقفها الداعمة للشرعية ودعم التنمية في اليمن في مختلف المجالات. من جانبه اكد نائب المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية استعداد بلاده ممثلة بالصندوق الكويتي المشاركة في التنمية باليمن بكافة جوانبها . مشيراً الى ان الكويت تعهدت اثناء مؤتمر نيويورك لأصدقاء اليمن بتقديم 500 مليون دولار منها 50 مليون هبة و 450 مليون قروض ويمكن استخدامها في مجال الطاقة.