يبدوا ان هناك تطور وتقارب بين الرئيس البيض والأستاذ عبدالرحمن الجفري في الفترة الاخيرة وهذا شيء جيد ومطلوب فنلاحظ ان الرئيس البيض بدأ يقرب نحو الجنوب العربي ولم يعد متعصب ومتمسك بالرئيس الشرعي لجمهورية اليمن الديمقراطية التي أعلنها في حرب 94م ونائبه الجفري بل ولم يعد يذيل بياناته برئيس جمهورية اليمن الديمقراطية . كما يبدوا كذلك ان الأستاذ عبدالرحمن الجفري بدأ يقرب هو الآخر نحو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويرفع علمها خلفه في لقاءه الأخير مع الرئيس البيض عند توقيع البيان الذي اصدراه .
كنا نفضل أن لا ينفرد الرئيس البيض والأستاذ عبدالرحمن الجفري في إصدار مثل هذا البيان لوحدهما وان يعرفا ان هناك مكونات سياسية أخرى ترفع نفس شعارهما شعار الحرية والاستقلال كان ينبغي التنسيق معهم لإصدار بيان موحد لكل المكونات السياسية المؤمنة بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية بل ان وحدة هذه المكونات اهم وأولى بكثير من إصدار مثل هذه البيانات .
الاشكالية التي تعانيها الثورة الجنوبية ليس مشكله البيانات والشعارات الثورية بل في تعدد مكوناتها وعدم وجود حامل سياسي موحد للقضية الجنوبية وقيادة موحده وطالما كلا يغرد لحاله سوف تظل معاناة الجنوبيين وسوف تظل القضية الجنوبية محل تجاذبات ليس فقط على صعيد مكوناتها بل وعلى الصعيد الإقليمي والدولي وسوف يظل هذا التعدد وتشرذم المكونات السياسية الجنوبية عائقا حقيقي أمام مسيرة الثورة وتقدمها .
كنت اتمنى من الرئيس البيض والأستاذ عبدالرحمن الجفري دعوة كل قيادات المكونات السياسية التي تؤمن بالحرية الاستقلال لتشكيل جبهة وقيادة موحدة لقوى الاستقلال .
كما كنت اتمنى من الرئيس العطاس دعوة القوى السياسية التي تتبنى الفدرالية المزمنة لتوحيدها وتشكيل لها قيادة موحدة.
لن يستطيع اي مكون سياسي مهما كأن تأثيره وإخلاصه ان يسير بالثورة الجنوبية إلى بر الأمان منفردا ولن ترسوا السفينة الجنوبية بسلام في ميناء الحرية والخلاص إلى بوحدة قوى الثورة الجنوبية المخلصة والمؤمنة وعلينا ان نتعلم من تجارب الماضي وإن لا نسمح لتكرار أخطاء الجبهة القومية في التفرد والوصاية وإقصاء الآخرين .
الجنوبيين يحتاجون اليوم إلى قيادة موحدة تمثل وتتبني القضية الجنوبية أمام العالم وليس الا مكونات وقيادات متعددة ومختلفة .
في اعتقادي ان هناك اليوم في الجنوب على صعيد الساحة السياسية مسارين ومشروعين ينبغي العمل والسير بهما..
.. مشروع الحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب الحرة المستقلة يتطلب أن تتوحد كل القوى المؤمنة فيه في جبهة موحدة وقيادة موحدة وبرنامج سياسي موحد .
... مشروع الفدرالية المزمنة وهو الآخر يتطلب توحيد كل القوى السياسية التي تتبنى الفدرالية في جبهة موحدة وقيادة موحدة بحيث يشتعل الجميع كما اشرنا في مسارين بعيدا عن التخوين والتعطيل طالما وكل الطرق تؤدي إلى غاية وهدف واحد مع الحفاظ على زخم ومعنويات الشارع الجنوبي المطالب بحريته واستعادة دولته ...
لقد ان الأوان للجنوبيين لعمل سياسي مؤسسي منظم وتوزيع الأدوار والمهام التي تخدم أحلام وتطلعات الجنوبيين في استعادة دولته الحرة المستقلة وعلينا ان نعي جيدا ان الوقت ليس لصالح الجنوبيين ان ظلوا بهذا التمزق والتشرذم وان لم يسارعون لتوحيد وتنظيم صفوفهم وامكانياتهم في عمل سياسي موحد وفي فرض واقع على الأراضي المحررة والسيطرة عليها .