في نفس الزمان قبل عام من اليوم كنا في عسر وعسرا كانت عدن محتلة شبر شبر بيت بيت دار دار زنجه زنجه كانت بيادات الغازي تدوس التراب الطاهر شوهد الغزاة على قنواتهم فرحون مستبشرون وهم يغسلون اوساخهم في حقات وصيره وجولدمور وظهروا يهددون ويتوعدون وسراويلهم الداخلية النتنة ملفوفة على رؤوسهم تقطر وساخة ودنسا على رصيف العروسة وساحل أبين. كان كل شيء مظلم وحالك والنفوس محبطة او قانطة والدماء تسيل والدمار يستفحل لا كهرباء ولا ماء ولا سفر ولا دخول ولا خروج ولا أمل ولا نصر كان النفق مظلما بل ومدمر أيقن الكثيرون من أبناء الجنوب ان قضيتهم قد طمست من على الأجندة بل قد طمست من القلوب كان الليل طويل طويل بطول الحرمان والظلم والقهر وكان النهار قصير قصير قصر العدل والأمل والنصر.
لكن هذا الشعب العظيم لم يكن قد رفع الراية بعد معلنا استسلامه لان جيناته وشفرته الوراثية وتاريخه ومجده وشرفه وكرامته تأبى الذل والهوان.
نهض طائر العنقاء من صيره مجلجلا شمر أبناء الجنوب عن سواعدهم ليخوضوا الملحمة الكبرى ويحققوا النصر العزيز بمساعدة طيور الحزم من مملكة الحزم وإمارات الخير وطرد الغزاة الى غير رجعه وفاضت ارواح الشهداء الى بارئها بعد أن اعادت الأمل وصححت مسار التاريخ واستعادت الحق المغتصب.
ها نحن بعد عام نتذكر ما مضى وقد انزل الله من السماء ماء فسالت اودية بقدرها سالت صيرة والطويلة وشمسان واحتمل السيل زبدا رابيا وطردت فلول الارهاب والقتل من المنصورة والحوطة وتوشك ان تطرد من بقية الجنوب ذهب الزبد جفاء ومكث ما ينفع الناس في الأرض . ها نحن بعد عام ننعم بالأمن النسبي وبدأت تعود خدمة الكهرباء الى مناطق قطعت عنها منذ عام وبقية الخدمات الأخرى اما عادت واما في طريقها للعودة، أبناؤنا يذهبون إلى مدارسهم آمنين مطمئنين واصبحت المحروقات وحاجات الناس متوفرة والفرج قادم ان شاء الله .
حري بنا ان نشكر الله تعالى على نعمه ثم نشكر دول التحالف العربي ونشكر الرئيس هادي والرئيس بحاح والقادة عيدروس وشلال والخبجي والحالمي وعبدالسلام مدير شركة النفط ومحافظ الضالع وبقية من عمل على تطبيع الحياة في الجنوب المحرر.
أما شهداؤنا فشكرهم ليس بالكلام وانما بالفعل، شكرهم يكون بحضور المليونية الكبرى التي ستقام بغضون ساعات مليونية الفرج والنصر الأعظم والفرحة الكبرى، مليونية نكون أو نكون لامجال لأن نستسلم او لا نكون، ليست لدينا خيارات كثيرة بل خيارين هما نكون أو نكون وسوف نكون.
اليس موعدنا الصبح الا ان الصبح قريب وقد بدأت خيوطه البيضاء تزحف في الأفق البعيد