الحرب اللعينة التي فجرتها المليشيات الحوثفاشية الاجرامية – وبتواطؤ المجتمع الدولي الذي لم يقم بمسئولياته ووقف المليشيات عند حدها ولجمها وكبح جماحها الاجرامي وإجبارها على وقف حربها العبثية اللعينة – أدخلت البلد الأكثر فقراً في المنطقة والعالم ايضاً في نفق مظلم لا يعلم أحد منتهاه ولا المألات الكارثية والتراجيدية التي سيؤول إليها البلد ... صحيح أن كافة شرائح المجتمع اليمني بمختلف طبقاتهم الاجتماعية ومشاربهم وانتماءاتهم متضرر من هذه الحرب العبثية اللعينة ، بيد أن معاناة مستفيدي صندوق الرعاية الاجتماعية هم الأكثر تضرراً من غيرهم على الإطلاق ، فلا وظيفة تقيم لهم أودهم ويسدون بها رمق الجوع وشظف العيش ولا عقار أو تجارة أو أرصدة بنكية تخلصهم من بين براثن الفقر والفاقة التي تنهشهم وبلا رحمة ... وحتى المهن والأعمال الحرة التي كانت تدر لهم دخلاً لا بأس به يمكنهم من اعالة اسرهم أصبحت فرصها نادرة في ظل الظروف الراهنة والركود الذي يشهده البلد ...!!!.. فالظروف المعيشية التي يعاني منها مستفيدو صندوق الرعاية صعبة للغاية لاسيما في ظل ارتفاع الاسعار وبصورة جنونية لم يعهدها المواطن من قبل ولم تصل الى هذا المستوى العظيم البتة ، ومع ذلك لم يلتفت إليهم أحد ولم يقدر ظروفهم الصعبة تلك لا الحوثي الذي لا تعرف الرحمة الى قلبه طريقاً ولا الشرعية التي لا يهمها ما يعانيه مواطنوها ، فربما ان رغد العيش والبذخ الذي ينعم به الطرفان أنساهما أن مستفيدي الرعاية - أولئك البشر الغلابى الذين أوصدت الدنيا ابوابها في وجوههم – لم يستلموا اعاناتهم الفصلية لستة ارباع أي لفترة سنة وستة شهور ..!!... وما استجد في هذا الموضوع وما نريد قوله بحسب ما سمعناه من مصادر موثوقة ان الدول المانحة ستقدم دعماً لصندوق الرعاية لمدة اربع سنوات تشمل الستة ارباع التي لم يتم صرفها للمستفيدين نتيجة استحواذ الحوثيين عليها وتحويلها لدعم المجهود الحربي ، وقد كان من المقرر صرف الفترة السابقة دفعة واحدة نهاية شهر ابريل من العام الجاري لكن وبسبب النزاع بين سلطة الانقلاب والشرعية عن احقية اياً منهما في استلامها وصرفها للمستفيدين تم تأجيل الصرف حتى يتم الاتفاق على آلية صرفها لاسيما أن حكومة الشرعية لا تزال لا تملك شيئاً في ظل سيطرة الحوثي على العاصمة والوزارات وأجهزتها ويتصرف فيها كيفما شاء .. لذلك نأمل – بل نطالب – حل هذه المعضلة سريعاً وايجاد آلية تضمن صرفها من قبل حكومة الشرعية وبدون مماطلة او تسويف فمعاناة الناس لا تحتمل أي تأخير وحتى لا يستحوذ عليها الحوثي وتحويلها دعماً لمجهوده الحربي كما حصل سابقاً ...!!.