ليس عليكم جناح ان تنظفوا عدن من النفايات المادية والنفايات البشرية، فهذه المدينة تستحق كثير من الإخلاص مهما كانت المتاعب، وثقل الأعباء الجسام على عاتقكم ولعدن كل شيء يهون. منذ انطلاق تاريخها المدني وهي موطن للإنسانية من جميع جنسيات العالم لم تستنكر أحد على ارضيها جنوبيين او شماليين عرباً او عجما وحتى يهودا. وعندما نشير الى عدن اسماً فان الإشارة القصد منها الجنوب لأنها الرأس وما يحتويه من ارتباط الحواس الخمس، فعندما يصاب بمكروه ما تتداعى له أعضاء الجسم بالسهر والحمى، وعليه يجب ان يفهم القاصي والداني بدلالة المقصد بكلمة عدن التي تجمع مكونات الهوية الجنوبية، سواء ذكرنها في حمله امنية او مقاومة وطنية للاحتلال، لا يقصد من ذلك محافظة عدن او مدينة عدن لصفتها المجردة، حتى لا يختلط الامر عند البسطاء من المجتمع سواء كانوا جنوبيين او شماليين. الا هل انجلت الحقيقة ام لازال من في قلبه مرضاً لم يستوعب وحيث ان هذه البلد قد ابتلاها الله بحكام لم يستحقوا حكمها ولم يعرفوا قدرها، لانهم في الحقيقة وفي اغلبهم هامشيين من تتبع تاريخها يكتشف أن من اكرمهم الله بالتربع على عرشها كانوا في الغالب محض صدفة واختيار الضرورة وهذا قدر عدن، ثغر الجنوب التي اصيبت في مقتل مما انجبت وزاد الطين بله بتسليمها بذهبها وعطرها وارضها وسماها وبحرها وهوها الى الجهل والتخلف والكهنوتية المتأصلة من بقايا كهوف الامامية الغير مؤمنه بالحداثة و المدنية وهكذا سلمت عدن في ساعه فرح بين حاكمين لا رجعه من قضاء امرهما المالك الأول في أمرها يهديها هارب من ان تطاله رياح التغيير في المنظومة الشرقية يومها، وكان يخشى ان يمسه ما اصاب تشاشيسكو الروماني فأرتدى ثوب الوحدة للهروب من استحقاقات كان لابد ان يدفعها. والثاني انتهازي غدار استغل نقطه الضعف عند الأول لكي يلتهم البلد وزبانيته بما احتوت دون مراعاة لأبسط قواعد الإنسانية، فتولا علينا حاكما بأمره غزاها بقواته واحضر كل وحوشه يتربعون في كل مفاصلها واحضر عصابات المافيا ليبتعلوا كل اراضيها، واحضر كل قتلته ليقتلوا أبنائها وطرد كل كوادرها خارج أراضيها، لاحق ما تبقى منهم قتلاً وسجون وتعذيب همش اهلها من ضباط ودكاترة ومهندسين وطيارين، بل حتى جنود وعمال بسطاء. لا ولم يكتفي بذاك بل شكل كتائب الاعدام للكوادر والشخصيات الاعتبارية لتصفيتهم جسدياً حتى أصبحت خاوية على عروشها. وكانت كل هذه البلطجة العفاشية في التوغل في ظلم شعب الجنوب هي الفجوة القاتلة التي شرعت للتحالف العربي والقرارات الدولية وترحيب أهل الجنوب بذلك. وكلها كانت محقه سوى كانت متعاطفة مع ظلم الجنوب او لم تكن، لكن ما حصده صالح اليوم كان مما زرعه بتعجرف في نشوة قوه لم يدرك عواقبها، جعلت من الجنوب المجروح أن يستنجد بجيرانه في الإقليم، فهبوا لنجدته ب(عاصفة الحزم). والعجيب العجب ان الاخ الزعيم وجوقته الثقافية والإعلامية لم يجتمعوا في لحظة صدق مع أنفسهم ورجالاتهم من اهل الحل والعقد واهل الحكمة اليمانية إن كانت هناك حكمة، ليكونوا عند مستوى الحدث في الاعتذار لما لحق بالجنوب واهلها ولو ثقل وزنه وتعلقم طعمه. بصدور بيان من باب الحكمة اعترافاً بأن الجنوب قد عانت من ظلم في ظل حكمهم لهذه الوحدة، لكنهم لم يصلو الى مستوى ما ينبغي ان يكون اعترافاً بأخطائهم، بل تمادوا في غيهم ومن يتابع اعلامهم وأقلامهم والسنتهم على الفضائيات تجدهم يتسألون، لماذا الجنوبيين يرحبون بالتحالف؟ ويمقتون تواجدنا الخلاصة مما سردنا من وقائع ما عانت منه عدن وتعاني حتى يومنا هذا هو تبرير مشروعية ما يقوم به الاخوين الشايع والزبيدي في تأمين محافظة عدن وضواحيها. عمل جبار يستحقون عليه الاحترام والتبجيل إكراما لهول ما يتعرضون له من مخاطر جمة، ولذا ليسوا بحاجة إلى الاستماع من أي منظر من بلكونات فنادق الرياض او مصر او قطر او حتى من بعض من ينظرون من خرم الباب في عدن، لإرسال الدروس عن الصح والخطأ من يريدنا نقبل بنقده وتنظيره ودروسه عليه بالتواجد خلفهما في المربعات الساخنة، حتى نصدق انه يتكلم على ارض الواقع وماعدا ذلك يجب ان تخرس كل الافواه، ومن لديهم معرفة في دروس القانون والمواعظ الدينية عليه ان يحتفظ بها حتى وصوله الى الميدان لينهلوا شباب الامن والمقاومة من دروسه ومواعظة. اما تتعرض له عدن من احداث مؤلمه يستوجب على شلال والزبيدي والمقاومة ان لا يثقوا بعد اليوم في أقرب المقربين، وليس علهم حرج في ذلك فالسواد الأعظم من الجنوبيين يشد على أيديهم في إجراءاتهم الامنية على أي كائن كان، بحيث لا ضرر ولا ضرار ولا تميز بين شمالي او جنوبي، عليكم بكل الخفافيش في العتمة بإخراجهم إلى مناطقهم واجعلوا الله دليلكم حتى لا تصيبوا قوم بجهالة، فالشعب معكم ومؤيدكم فحماية عدن فوق كل اعتبار ولا تعيرون اهتمام لكل هذه الزوبعة الإعلامية فالنار لا تحرق الا رجل واطيها.