1// اصدر فخامة الرئيس قراره بظم المقاومة الجنوبية الى الجيش والامن وأدار ظهره مكتفياً بنص القرار ، مع ان القرار مثّل بالفعل متنفساً مثاليا للمحاربين المنهكين العائدين من الجبهات ، وخصوصا أولئك الغير مرتبطين بوظيفة ما ، إذ ربما شعر هؤلاء ان ثمة متغيراً ما بعد الحرب ، وهذا المتغيّر بالقطع سيصب في صالحهم ، لما لا وهم من كسر شوكة الحوثعفاشيين التي كانت ستغرسُ في خاصرة البلاد والى اجلٍ غير معروف .. ولكن .. 2// اليوم .. مايجري على الارض يُشي بان ثمة ارباكاتٍ جمة تشوب التنفيذ ، والأبرز والصارخ فيها هو عملية الالحاق وفيما يشبه التشكيلات الميليشياويه إن جاز التعبير ، فالاستيعاب يسري على جموع بعينها وحسب ، وبين هؤلاء من جرت دعوتهم على اساس انهم من اتباع فلان او علان من القيادات ، او من جرى استدعأوهم وخلسة دونا عن سواهم من مناطقهم السكنية ، او من بعض المعارف والمقربين ، ناهيك عن التشكيلات التي تمت في محافظات ومديريات بعينها ، وأسوأُ منه في الاستدعاء وفق توليفة التصنيفات الدينية المتوافرة في ساحتنا ، وهنا الاكثر مثارا للاستغراب !!
3// اللافت أن ثمة كشوفات بالالاف جاهزة ومتكاملة تنتظر في ادراج مكاتب أمن عدن ، وهي خاصة بالمقاومين الراغبين في الانخراط بامن عدن ، وفيها بياناتهم الكاملة وارقامهم العسكرية وبطاقاتهم ..و..الخ ، فهؤلاء المقاومون عبأوا الاستمارات الرسمية المركزية ، وأجروا الفحوصات الطبية الرسمية في معسكر النصر ، بل وقابلوا اللجنة العسكرية المختصة بالقبول ، أي لم يبق الا استدعاؤهم للدورات التدريبية ، ومن ثم الالتحاق النظامي بأمن عدن !! ولكن ذلك لم يحدث حتى اليوم ! وفي الوقت عينه يتتابع إلحاق المقاومة التي أشرنا اليها سلفا وبشكل مستمر ، بل وثمة دعوات تتبادل هنا وهناك للاستدعاء من بين المسجلين في الكشوفات المتواجدة لدى الامن ، والغرض التسجيل في إطارٍ جانبي ، وحتى يتم الحاقهم وبسرعة في وحدات من إياها كما يبدو..
4// هنا أشمٌ رائحة حضور حزب الاصلاح وبقوةٍ من وراء عمل كهذا ، ولاعجب ، فقد اعتدنا من هذا الحزب استعداده الفطري حتى للغوص في المياه الموحلة والقذرة الى ان تلامس شعر لحيتهِ ، ولكنه في الاخير بالضرورة أن يُجيّر كل شيئ لصالحه وحسب ، ومهما كانت المعطيات ، وبربط مايجري بضرورة توافر المخصصات المالية لهؤلاء الملحقين من المقاومة ، وهي من التحالف بالقطع ، فهنا يحضر وبسطوعٍ دور الدراكولا اليمني - علي محسن الاحمر - بتأثيره المعروف والقوي لدى مصدر القرار الرئيسي الاقليمي في هذا التوقيت بالذات .. ولذلك يتعثرُ بدء الدورات النظامية للمقاومين الجنوبيين المسجلين لدى أمن عدن ، وفي الوقت نفسه تستمر التعبئة الى الوحدات الشبه ميليشياوية والشبه نظامية في الجانب الاخر ، ولافتٌ ان هؤلاء يستلمون مخصصات رواتبهم شهريا وبدون انقطاع يذكر ! وهذا مانحب ان نلفت اليه نظر اخوتنا في قيادة محافظة وأمن عدن ، ونظر كل الحريصين على جنوبنا الغالي..
5// لانميل الى التعاطي بتغليب وترجيح كفة سؤ النية مطلقا ، ولكن كل المؤشرات الظاهرة في هذا السياق ترجح هذه الرؤية .. إذ من المستفيد من تأخير تأطير المقاومة الجنوبية في الوحدات النظامية للجيش والامن؟! وفي الوقت نفسه من الذي يُسرّع الاستقطاب والتأطير في الوحدات الشبيهة بالميليشيات وإن كانت ببزاتٍ رسمية ؟! انها الجهة التي تروم دائما وابدا الى استمرار الامساك بالجنوب من خناقه ، وفي الوقت نفسه التي تسعى بدأبٍ الى حرمان الجنوب من كل ممكنات الوقوف وبثبات على قدميه ، أي من يريدون أن تظل القبضة بيدهم وحسب ، وحتى لايشم جنوبنا هواء الحرية مطلقا .. فهل ثمة من يفهم مانرمي اليه ؟! اعتقد ذلك .