عشرون عام منذ ان وطأه جيوش وجحافل وقتله ومرتزقه نظام صنعاء تراب الضالع عشرون عام من القهر والبطش والقتل والتعذيب عاشها ابناء الضالع عشرون عام منذ ان اطلق نظام صنعاء العنان للقتله والمرتزقه واللصوص والنهابين وقاطعين الطريق ان يعيثوا في الارض فساد لقد تكبروا ... وتجبروا .... وعلوا في الارض قتلوا كل من يقول لهم لا قتلوا الاطفال والنساء اعتقلوا الاحرار دمروا البيوت طردوا الشرفاء اغتالوا كل معارض شردوا المناضلين حاصروا الضالع ومنعوا عنها الدواء والغذاء قصفوا الضالع عدة مرات وكرات .
استخدموا كل الاساليب مارسوا كل انواع الارهاب كل هذا من اجل اخضاع الضالع وقبولها بالواقع الجديد الذي فرض على الجنوب بالقوه ولكنهم فشلوا ، وعجزوا ، ويأسوا ، من ان يغيروا شي من ارادة ابناء الضالع وعزيمتهم بل زاد من حماس الناس ورفضهم وعدم قبولهم بذلك الواقع الجديد الذي يحاول نظام صنعاء اقناع الناس القبول فيه . لقد كان الرفض واضحا وتجلى ذلك الرفض من خلال تشكيل عدة حركات تبنت العمل المسلح والفدائي ضد اي تواجد لنظام صنعاء في الضالع وكان لتلك الحركات وعملياتها دور بارز في ارباك نظام صنعاء منذ اليوم الاول لسقوط الجنوب في 7/7 الاسود .. الضالع لم تهدا او تستكين ظلت عشرين عام تناضل وتضحي وتحمل مشروع وراية استعادة الدوله الجنوبيه عاليا وتكسرت على جدران الضالع كل محاولات نظام صنعاء طمس تاريخ وهوية وحضارة الجنوب وكانت الضالع لهم بالمرصاد واستمرت الثوره وازداد جبروت وبطش صنعاء واشتدت المعاناه وازداد الحماس لدى ابناء الضالع والجنوب الى ان برزت ثورة الحراك .
كانت الضالع وكل احرار الجنوب صاحبة الريادة وقلعة الانطلاق نحو ثورة شعبيه عارمه بكل قرى ومدن الجنوب التى ابهرت العالم وعلمت الشعوب فنون التحرر ورفض الطغاه والانظمه الدكتاتورية وخرجت المليونيات وتزاحفت الجماهير وتصدت بصدورها العارية لرصاصات البطش والعنجهيه وقاتلي الشعوب وتساقط الشهداء هنا وهناك ولكن كل تلك الجرائم لم تشبع غريزة وشهوة ورغبة نظام صنعاء بل قرروا ابادة شعب الجنوب عبر اجتياح جديد وتدمير ممنهج في حرب اباده جماعيه تحت ذريعة محاربة الدواعش .
وكان عام 2015 موعدهم واعدوا العده لاجتياح الجنوب .....وكانت الضالع تنتظر تلك اللحظه بفارغ الصبر وتتلهف لتلك اللحظات التاريخية بكل شوق وتنتظر ساعة الصفر معلنه للعالم والغزاه ومتوعده بالقصاص والانتقام لكل الجرائم التي ارتكبت في الضالع والجنوب على مدى عشرون عام .
ودقت طبول الحرب، واعلن النفير العام ، واذن المؤذن حيى على الجهاد... والتقى الجمعان ...وحمى الوطيس .. وعلت التكبيرات.واشتدت الحرب في كل جبهات القتال ولم تسمع غير ازيز الرصاص واصوات المدافع ..وتسابق الفرسان الى ميدان المعركه بائعين انفسهم لله والوطن. وتساقط الغزاه كأوراق الخريف تحت اقدام رجال الضالع. وصمدت الضالع شهرين متتاليين في معركه غير متكافئه من حيث العده والعتاد حيث ان العدو يملك اكبر ترسانه عسكريه ضخمه حولت الضالع الى ثكنه عسكريه في الوقت الذي لم يمتلك رجال الضالع الا سلاحهم الشخصي الكلاشنكوف وتم مواجهة كل تلك الترسانه بهذا السلاح ولكن شجاعة وارادة الضالع كانت اقوئ من مجنزراتهم وقاذفاتهم وجيوشهم..
وهنا تكمن حنكة ،وشجاعة. وبساله. واراده وقناعه ..وقدرة ابناء الضالع على التعامل والتصدي واحتلال كل تلك المعسكرات والمواقع وسحق كل من بداخلها . في اقوى واشجع واكبر معركه خاضتها الضالع منذ تاريخها. معركه اسطوريه وصمود اسطوري وشجاعه نادره اذهلت الجميع. قدمت الضالع مئات الشهداء الابطال من خيرة وانبل واشجع رجالها.
وفي صبيحة يوم الاثنين 25 مايو 2015 كانت الضالع على موعد فجر جديد واشراقه شمس جديدة وتفاجى العالم وتعلن انها دكت وسحقت وابادة كل معسكرات الغزاه ومن بداخلها واستعادة كل شبر من تراب الضالع الحبيبه وتعلن عن مصرع اكثر من خمسه الف من قوات الحوثي وصالح سقطوا في معارك الضالع على مدى شهرين من المعارك ، وتطالب الصليب الاحمر بسرعة نقل ودفن الجثث التى تملئ شوارع وأزقة وحارات الضالع وتعلن استعدادها ومشاركتها في معركة تحرير لحج وعدن وكل الجنوب مع كل اخوانهم الجنوبيون الصامدون في كل جبهات القتال..
الضالع كسرت واذلت واهانة وفضحت وأعرت حجم الغزاه الحقيقي ... انتصار تاريخي بعد عشرين عام من الكفاح وهزيمة ولعنه وانكسار لكل قوى ومراكز الهيمنه والغطرسه والاستبداد ..انتصار لكل القيم النبيله والانسانية انتصار للحرية والكرامة والارض .