تحية المجد والاجلال لكم يا أبطال المقاومة الجنوبية ، ويافرسانها الشجعان ، أيها المرابطون في كل ساحة من ساحات المواجهة ، وفي كل جبهة من جبهات القتال في مدن وقرى وجبال عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة ، وفي كل بقعه من بقاع أرض جنوبكم الجريح . نحيي صمودكم الأسطوري العظيم .. ونحيي فيكم روح المعنوية القتالية العالية ، وانتم تكبدون مليشيات الغزو اليمني المح افدح الخسائر، وتلقنوهم أقسى دروس الهزائم اللتان لا يعرفها زمنهم الإجرامي الوحشي، ولا تاريخهم الإرهابي الاسود . لكم أيها البواسل تنحني رؤوسنا ، وبكم ستظل هاماتنا شامخه مرفوعة ، وكبرياء يعانق السماء .. لكم تدين للهيبة بحجم قيمة تضحياتكم البطولية ، وبكم أعطتنا قوة عزائمكم ملامح النصر ، كما أعطت قراصنة الحوثي والمخلوع نبضة اليأس وخيبة الأمل . أن صمودكم أيها الأبطال قد أذهل العالم ، وارتعدت له فرائض ما تبقى من عروش البطش والطغيان في اوكارها .. نعم لأنكم تسطرون أروع الأمثلة البطولية النادرة ، والذي لم يأتي بها تاريخ بطولات الأمم والشعوب . فشهداء المقاومة الجنوبية الميامين وجرحاها البواسل الذين طالتهم نيران قناصة وقذائف عصابات القتل ، أنما كانوا امام واجب مقدس يدفعون فيه الثمن اللازم من أجل حرية وكرامة شعبهم ، ولابد لنا هنا أن نجدد العهد والوفاء لآسرهم وذويهم وأننا على دربهم سائرون . أيها الصامدون الأفذاذ ، لقد انطلقتم إلى معركة الكرامة ، وكأنكم الغرس النابت الصاعد المشرئب إلى الفضاء ، حاملين أرواحكم على أكفكم .. تتسابقون إلى الموت وكأنكم ذاهبون إلى حفل زواج . تتوشحون بصلابة الإرادة وقوة الصبر .. تزرعون روح الثقة ببشائر النصر ، وقدوم الفجر .. تخوضون غمار حرب قذرة، فيها تمتزج الأرواح وتتعانق القلوب ، وفيها تتشابك السواعد والزناد ، ونداءات الجهاد ترتفع المآذن .. والاسناد العسكري والقتالي لعاصفة الحزم تشد من أزر المقاتلين . وفي كل هذه الظروف والأخطار المحدقة بالجنوب نقلت الجنوبيين إلى مرحلة تاريخية مهمة جديدة غير مسبوقة من التكامل والاندماج ، والتحام الجسد الجنوبي الواحد ، بل أنها ظاهرة موحدة ، بعمق الهوية ، وبنبل الهدف ، وعظمة القضية . تلك صور جميعها لا تقل دلالة على ذلك أنها بكل تجلياتها ، صيحة كرامة ، وزفرة غضب تستعر هائجة في وجه صلف وعنجهية آلة الحرب العدوانية اليمنية على الجنوب .. ملاحم استبسالية ، قربت المسافات ، وفتحت ابواب مغلقة ، وتحولت شيئاً فشيئاً إلى عقيدة كفاح استشهادية مجيدة ، تستعيد للجنوب هويته ومجدة وكرامته . إن مقاومتكم الجنوبية الباسلة أيها الشجعان ستظل علامة ورمزاً لكفاح شعب الجنوب .. ستظل تقاوم ببسالة جحافل الغزو وما وسعته المقاومة ، وستصمد ما استطاعت إلى الصمود سبيلا ، فهنا يشتد اليقين بأن انتصاركم وشجاعتكم في قبول تحدي الموت والشهادة ، يقينا هي نفسها البطولة والشجاعة المطلوبة في قبول تحدي الحياة والبقاء . ياشباب جنوبنا العظيم الحر الأبي المقاوم .. مهما بلغت أمامكم تعقيدات الأحداث ومآسيها ، وطبيعة التحديات والمخاطر ذروتها ، ومهما ناوأتكم الظروف وأربكتكم غموض وضبابية المشهد على الساحة الجنوبية ، الآ انها لا يمكن أن تشتت قواكم ، وتنهك عزائمكم ولا أن تعيق مسار قضيتكم .. فقضيتكم الجنوبية قضية ضاربة جذورها في أعماق الارض ، وثورتكم التحررية ثورة حية باقية لا تموت . لذا على ركائز الاحتلال وجيوبه المتهالكة أن يدركوا جيداً أنه لم يعد هناك أي وسيلة امامكم أن يتذرعوا بها بشرعية الدولة والوحدة اللتان لا شرعية ولا وجود لهما على ارض الجنوب ، بل لم يعد امامهم بعد الآن وقتاً إضافياً بإمكانهم أن يعيدوا مرة أخرى أنتاج فيلم الوحدة أو الموت .. يقول (أنشتان ) إن الحماقة هي ان تقوم بتكرار نفس التجارب وبنفس الشروط ، وأن تتوقع الحصول على نتائج مختلفة في كل مرة . المخاض هنا عسير وصعب جدا ، ومستقبل الجنوب الجديد المستقبل يلازمه دفع الثمن .. وبقوة الحق وبإرادة شعب الجنوب المناضل الصامد ، وثوابته الوطنية والتاريخية التي ينطلق منها ، وسيظل متمسكاً بهويته ، وبحقه الوطني الجنوبي الشرعي المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة دولته الجنوبية على كامل ترابها الوطني .. وتباً لأولئك الأقزام المرتزقة الذين يعتقدون أن الجنوب بمجرد من الكعك يسهل ابتلاعه .. فليدركوا بكل يقين ان شعب الجنوب شعب جبار ، اصبح اليوم صخرة واحدة قوية تتحطم عليها الدسائس والمراهنات التآمرية الدنيئة .. فمن يواجه هذه الصخرة فهو مهزوم لا محالة . وما انتم يا أعداء الدين والانسانية إلا قططاً مذعورة ، سيلاحقهم عار الهزيمة ورياحكم النتنه على كهوف مران وإلى جحور سنحان ولكل شيء حد وللصبر غايته ينتهي إليها .