الحكومة اليمنية تعلن العودة إلى محادثات السلام الجارية في الكويت، بعد خمسة أيام من تعليق مشاركتها في الاجتماعات المشتركة مع الحوثيين وحلفائهم، احتجاجا على عدم اعتراف حلفاء صنعاء بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته. وقال مصدر حكومي، إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ابلغ أمير الكويت صباح الأحمد الصباح هاتفيا، موافقته على عودة وفد الحكومة إلى المحادثات و"منح جهود السلام فرصة جديدة". وقال رئيس وفد الحكومة المفاوض، وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي ان حكومته تلقت ضمانات إقليمية ودولية للالتزام بمرجعيات مشاورات الكويت، مؤكدا انها محل اجماع دولي . وأضاف المخلافي" ثبتنا كل المرجعيات، وهي خطوة أولى في طريق سلام حقيقي يؤدي الى تنفيذ القرار 2216 بدءا من الانسحابات وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة" . وجاء الانفراج الجديد في مسار المحادثات المحفوفة بتطورات ميدانية كبيرة، في اعقاب لقاء ثلاثي، جمع الليلة الماضية، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وامير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، وامين عام الاممالمتحدة بان كي مون،على هامش منتدى الدوحة في دورته السادسة عشر. وعلى مدار الايام الاخيرة، جرت اتصالات دبلوماسية مكثفة، قادها أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح، وسفراء الدول 18 الراعية للعملية السياسية في اليمن، في محاولة لانقاذ محادثات السلام التي يعول عليها صياغة خارطة طريق لايقاف الحرب واعادة البلاد الى المسار الانتقالي. وقال المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد ان الرئيس هادي اكد عودة الوفد الحكومي لطاولة المشاورات في الكويت. ولد الشيخ الذي شارك ايضا في اجتماع الدوحة أكد ان "المجتمع الدولي متحد من حيث الموقف والتوجهات، ومصر على مساعدة اليمنيين لتخطي هذه المرحلة الصعبة والتوصل الى مسار سلمي شامل".ودعا الاطراف المتحاورة الى الاستفادة من "هذه الفرصة التاريخية". ومن المنتظر استئناف جلسات مشاورات السلام بين الطرفين في وقت لاحق اليوم الأحد، لكن الحوثيين وحلفاءهم قالوا انهم ليسوا معنيين بالاستجابة الى اشتراطات الطرف الاخر من اجل العودة الى المحادثات. وقال ناطق الحوثيين، رئيس الوفد المفاوض لحلفاء صنعاء، محمد عبد السلام للصحفيين الليلة الماضية "أمامنا طاولة الحوار"، وأضاف ان وفده "ليس ملزما بأي اشتراطات تطرح من أي طرف"، ما يبقي فرص التئام المحادثات، رهينة للمواقف المعلنة بشأن القضايا الخلافية. وكان وفد الحكومة اليمنية اعلن الثلاثاء، تعليق مشاركته في المفاوضات، مشترطا موافقة من وصفهم ب"الانقلابيين" على ست نقاط رئيسة، بينها المرجعيات الثلاث للمحادثات، فضلا عن تجنب الخوض في اي نقاش حول الشرعية القائمة المعترف بها دوليا. على الصعيد الميداني، هزت سلسلة انفجارات عنيفة، العاصمة اليمنيةصنعاء، في أعقاب غارات جوية، استهدفت مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة جنوب وشرقي العاصمة. وكالة الانباء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قالت ان الانفجارات ناجمة عن القاء قنابل صوتية، في محيط ميدان السبعين جنوبي العاصمة، بينما كانت حشود جماهيرية هناك تحتفل بذكرى الوحدة اليمنية، بدعوة من الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي. كما ضربت غارات جوية، مستودعات للاسلحة في جبل نقم، شرقي صنعاء، ومواقع مفترضة للحوثيين غربي وشمالي المدينة. وهذه هي المرة الاولى التي يشن فيها الطيران الحربي غارات جوية على العاصمة اليمنية منذ دخول اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من ابريل/نيسان الماضي. وكان الطيران الحربي شن ايضا سلسلة غارات جوية على مديريتي نهم وبني حشيش شرقي صنعاء، ومديريات المصلوب والغيل والمتون غربي محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، بعد يوم من ضربات جوية على مديريتي المخا وموزع جنوبي غرب محافظة تعز. المعارك العنيفة وتبادل القصف المدفعي بين الطرفين، استمرت اكثر ضراوة في محافظاتتعز ومأرب، وريف العاصمة، والجوف، وشبوة، تزامنا مع تحليق مكثف للطيران الحربي وطيران الاستطلاع في اجواء تلك المحافظات . وقالت مصادر اعلامية موالية للحكومة ان 4 اشخاص قتلوا على الاقل واصيب 11 اخرين بمعارك عنيفة وقصف عشوائي على احياء سكنية خاضعة لسيطرة حلفاء الحكومة في تعز. حضرموت: *محافظ حضرموت أحمد بن بريك، يعلن مقتل 13 عنصرا من تنظيم القاعدة بعملية اقتحام ودهم نفذتها قوات حكومية مدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية لاوكار التنظيم الجهادي في مدينة المكلا، عاصمة المحافظة الشرقية الغنية بالنفظ. بن بريك قال، ان جنديين من القوات المعروفة ب"النخبة الحضرمية" قتلا واصيب 9 اخرين خلال العملية العسكرية التي وصفها ب" الاستباقية". وسقط عشرات القتلى والجرحى بسلسلة تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت الاسبوع الماضي مقرات عسكرية في المدينة التي استعادتها قوات حكومية وإماراتية، الشهر الماضي من عناصر تنظيم القاعدة، ضمن عملية عسكرية واسعة مدعومة من قوات التحالف والولايات المتحدةالامريكية، لتامين المحافظاتالجنوبية. عدن: *مقتل متظاهر برصاص قوات الشرطة في مدينة عدنجنوباليمن، اثر محاولة فض تظاهرة لعشرات المواطنين احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي امس السبت. وقالت مصادر محلية، ان شابا في الثلاثين من عمره قتل امس برصاص جندي من قوات الأمن، اثناء محاولة تفريق عشرات المحتجين على انقطاع التيار الكهربائي في مديرية المنصورة وسط مدينة عدن. وفي وقت لاحق، اعلن مدير عام مؤسسة الكهرباء في عدن مجيب الشعبي تقديم استقالته الى محافظ عدن، وقال في مؤتمر صحفي ان اشكالية الكهرباء، تكمن في ارتباطها المالي حتى اللحظة بالعاصمة صنعاء، وكذا عجز المؤسسة عن توفير الموارد التشغيلية. الى ذلك نجا مسؤول محلي رفيع في محافظة عدن من محاولة اغتيال امس السبت . وقالت مصادر محلية ان وكيل محافظة عدن سلطان الشعيبي، أصيب بجروح متوسطة في قدميه، بانفجار عبوة ناسفة زرعت بالقرب من منزله، في مديرية البريقة، غربي المدينةالجنوبية على الْبَحْر العربي. ومنذ استعادتها من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق منتصف العام الماضي، شهدت مدينة عدن موجة شبه يومية من الاغتيالات والهجمات الارهابية المروعة التي طالت قيادات عسكرية ومدنية رفيعة.