مما لا شك فيه أن مهمة تثبيت الأمن في العاصمة عدن مهمة صعبة للغاية، لعدة أسبابٍ مثل ضعف المؤسسات الأمنية بسبب قيام نظام المخلوع علي عبدالله صالح بنخرها منذُ العام 1994 وحتى الآن. وضعف الإمكانيات المادية من أموال وتكنولوجيا وكوادر بشرية مؤهلة، وذلك بدوره يعود للظروف الإقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد حالياً. كذلك خروج عدن ومحافظات الجنوب من حرب عسكرية، تسببت بوجود حالة فراغ أمني وظهور جماعات إرهابية، قامت مؤخراً بإستهداف قيادات المقاومة الجنوبية والشخصيات السياسية والعسكرية والاجتماعية المؤثرة، يشك الكثيرين في أن تموليها ودعمها يأتي من جماعات سياسية، تسعى لإفشال محافظ عدن ومدير أمنه، خصوصاً أن أعداء القضية الجنوبية كُثر ، وليس من مصلحتهم نجاح جنوبيون في إدارة عاصمتهم والمحافظات الجنوبية، ومما لاشك فيه أن لا المؤتمر ولا الإصلاح ولا الحوثي من مصلحته إستقرار عدن والمحافظات الجنوبية و نجاح القيادات الجنوبية في فرض الأمن والآمان في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب .
إلا أن هناك بديهيات يجب توفيرها أرى أنها قد تساهم في تثبيت الأمن في العاصمة عدن وهي :-
* تنظيم المقاومة الجنوبية والأمن: عن طريق وضع هيكل تنظيمي مدروس و موحد يُنظم المهام ويُحدد المسؤوليات، ويبين هرم الإدارة الأمنية. ويوضح دور كل كتيبة وفصيل أو جماعة مسلحة بالمقاومة الجنوبية ومن هو قائدها ومن تتبع ومن هم أفرادها.
* توفير الدعم المالي واللوجستي: خصوصاً الأسلحة المتطورة المخصصة لمكافحة الإرهاب، وأجهزة كشف المتفجرات وغيرها ، وايضاً وضع ميزانية مالية مخصصة ( من رواتب ومخصصات لجلب التكنولوجيا العسكرية ، ، وأموال لتأهيل وتدريب قوى الامن والجيش والمقاومة )، لتساعد في سد الثغرة الأمنية.
* توفير دورات تدريبية مكثفة: أغلب المقاومين الجنوبيين أعمارهم صغيرة نسبياً، لهذا فخبراتهم الأمنية ضئيلة وليست كاملة، ويحتاجون لدورات أمنية مكثفة وسريعة في طرق التعامل مع الإرهابيين وكيفية ملاحقتهم وأساليبهم في التخفي. ويمكن هُنا الإستعانة بمدربين من دول الخليج والتحالف ، والاستعانة ايضاً بكوادر الجيش والأمن وجهاز المخابرات في دولة الجنوب " جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية " سابقاً.
* تفعيل جهاز رقابة وجمع معلومات: فأهم عنصر في الحروب و إدارة الكوارث والأزمات هو عنصر البيانات والمعلومات ودقتها و التي تساعد صناع القرار في رسم سياساتهم وإتخاذ قراراتهم. لهذا يجب تفعيل جهاز أشبه بجهاز إستخبارت مهمته جمع المعلومات عن أي شيء يتعلق بالجماعات الإرهابية من قريب أو بعيد مثل ( عددهم وتعدادهم وقادتهم وتحركاتهم ) ، وكذلك تفعيل الرقابة سواء كانت عن طريق كاميرات مراقبة أو رجال أمن بزي مدني ويقومون برفع المعلومات بإستمرار للجهات العليا المختصة، ومحاولة القيام بإجراءات إحترازية ووقائية قبل وقوع حوادث إرهابية.
* العمل التوعوي: وهذا الجانب يشترك به المجتمع المدني مع السلطات المحلية في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية ، والمجتمع المدني بكافة أطيافه يجب أن يعمل على توعية المجتمع والمبادرة في إعادة السكينة والهدوء للعاصمة عدن ، ويجب أن يسعى المجتمع المدني لتحقيق هدفين الأول هو منع الجماعات الإرهابية من استقطاب الافراد وخاصة من فئة الشباب، وثانياً تعريف المجتمع في عدن والجنوب بطرق وآليات التعامل مع الحوادث - لاقدر الله - وكيفية التصرف في حالات الكوارث والعمليات الارهابية. مثل كيفية التصرف في حال شك مواطن بوجود تحركات مريبة ، أو كيفية التصرف بعد وقوع الحادث لاقدر الله أو دورات مجتمعية حول الاسعافات الاولية ، وطبعاً تكون هذه الحملات التوعوية عبر القنوات الاعلامية من صحف وقنوات تلفزيونية ومواقع تواصل اجتماعي ، وندوات في المدارس والجامعات والجوامع ، ويجب أن تستهدف - قدر الامكان - كل الطبقات المجتمعية، وكل الفئات العمرية.
وأخيراً المقاومة الجنوبية مقاومة شجاعة و فدائية لإبعد الحدود، والكل شاهدها وهي تنقض على الحوثي وتهزمه شر هزيمة ولكن ينقصها فقط بعض التأهيل والتدريب والتنظيم للتعامل مع الملف الأمني . لهذا فأن المهمة صعبة، والثمن غالي نحو الحرية ولكن بصمود شعب الجنوب ، الجنوب سوف ينتصر لأنه يحمل الحق. وهم - الأعداء - لا يحملون الإ الباطل والشر والظلم، وهيهات أن ينتصر الباطل على الحق.