نتائج مباحثات الكويت قد تكون مخيبة لامال حكومة الشرعية وصفعة للتحالف في حالة الاستمرار فيها ولاسيما وأن الاممالمتحدة تبذل جل جهودها في انجاحها. ولكن العائق الذي يقف امامهم هو كيف سيتم اخراج الرئيس/ عبدربه منصور هادي وابعاده عن المشهد السياسي لكون الحوثي وعفاش يرفضان بقوة عودته كرئيس، والبحث عن شخصية جنوبية اخرى مؤتمرية تتولى الرئاسة لفترة قصيرة ومزمنة. بعد تلك الفترة يتم الاعلان عن عملية الانتخابات الرئاسية التي سيكون مرشحها الاساسي هو أحمد علي عبدالله صالح. فالمشكلة التي ستواجها الاممالمتحدة في فرض هذا القرار هي صعوبة اقناع السعودية بذلك لان اخراج الرئيس/عبدربه منصور هادي من المشهد هو فشل للتحالف من ناحية ومن ناحية اخرى ستعتبر الحرب التي قامت بها التحالف عدوانية و سترصد بعد فترة من الزمن كعدوان وفي هذه الحالة ستكلف السعودية والتحالف تعويضات للاضرار التي لحقت بها اليمن بسبب تلك الحرب بل وتعويض كل الاسر المتضررة و ادارج السعودية وحلفائها في القائمة السوداء. السعودية تدرك كل ذلك وتسعى جاهدة في احتواء نتائج الكويت بفرض على حكومة الشرعية تقديم بعض التنازلات لعفاش لكي يتم خلخله تحالف الحوثي وعفاش. فتصريح وزير الزراعة في حكومة الشرعية يوم الاحد 2016/6/25م للسياسية الكويتية هي بداية المغازلة لعفاش لانهاء تحالفه مع الحوثي والتوجه إلى مؤتمر الرياض الذي سيتم التفاوض فيه بشكل مباشر إلى ما قبل 2011م. بعبارة اخرى، ستكون مصالحة سياسية بين عفاش والاصلاح وعلي محسن من جانب ومن جانب اخر سيتم الاتفاق على استمرار الرئيس/ عبدربه منصور هادي كرئيس حتى بدء عملية الانتخابات التي سيتم تحديدها في فترة لا تقل عن سنتين. فكلتا المباحثات سواء التي في الكويت أو التي تسعى الرياض إلى تبنيها لا تخلف في نتائجها عن الكويت، ولكن فقط الاختلاف في أن الاولى تسعى إلى اخراج الرئيس/ عبدربه منصور هادي من الحكم بشكل مباشر وتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة حتى تتم الترتيبات لعملية الانتخابات الرئاسية، والتي سيكون مرشحها الاساسي هو احمد علي عبدالله صالح، هذا ما يسعى اليه عفاش. بالاضافة إلى انه قد يستمر حلف الحوثي وعفاش لفترة ما بعد الانتخابات وبعدها سيضع اوزاره بشكل تدريجي. فتلك هي الحلول التي يطرحها علي عبدالله صالح لتشملها مباحثات الكويت وتكون خاتمة حلول تلك المباحثات، فهو دائماً يتطرق اليها في خطاباته الاخيرة حول تلك الحرب وعملية السلام التي يجنح لها. فدائماً عندما تشتد المعارك حول صنعاء تبدأ عمليات الاغتيالات والتفجيرات المفخخة في الجنوب، ففي المكلا بحضرموت تم استهداف أحد النقاط العسكرية بواسطة مفخخ اودى بحياة 19 جندياً فيما جرح 17 اخرين وعملية اغتيال في المنصورة بعدن لاحد قادات الحراك وكذلك اغتيال مواطن في جعار أبين. ولكن القاعدة التي زرعها عفاش في الجنوب لم تكن بتلك القوة التي كانت عليها من قبل فبعد تحرير الجنوب من مليشيات الحوثي وقوات عفاش، قرارات الرئيس/ عبدربه منصور هادي في تعيين محافظين لعدن ولحج وحضرموت وكذلك مدراء الامن كانت ناجحة فقد سيطروا على الامن وتمت محاربة تلك الجماعات واخراجها من المدن وأن لاتزال بعضها في مدينتي زنجبار وجعار في ابين، ولكنها ليست مخيفة. فيما يتعلق بتلك المباحثات فالورقة الاخيرة التي ستلعب بها السعودية والشرعية في حالة استهدافها بتلك الحلول هي القضية الجنوبية. فتلك القضية التي اذا رفعتها السعودية في وجه الاممالمتحدة والحوثي وعفاش ستجعل الحوثي وعفاش يتنازلون عن كثير من مطالبهم التي يعرقلون بها عملية السلام ويؤخرونها. فلا سلام في اليمن بدون حوار جنوبي شمالي، ولا حلول سلمية شاملة بدون حل القضية الجنوبية.