كعادتها تلك الحسناء ظلت تبتسم وابتسامتها العريضة تبدو واضحة على محياها كما لو كانت سيمفونية تعزف بوتر حبها الذي لاينضب وتنشر ضحكاتها تلك وإبتسامتها في اجواء سمائها الصافي بصفاء قلبها الرقيق ، تتذكر مآسي الماضي والجرح الذي اعتراها وتنظر الى حال واقعها المؤلم الذي حل فيها ليضفي معاناة وآلم.. نال منها التعب وانهكها الزمن الرديء وقساوته الذي لم يعد يرحم لينخر في جسدها البريء ويسعى إلى إطفاء شعلة الحياة من قلبها المفعم بأمل الحياة والتفاؤل ، كلما حاولت إن تمسح دموع الألم وتتناسى الآلام ثمة من يسعى إلى تعميق الجرح ويكثر من طعناته من خلف ظهرها المثقل بهدف تحويله إلى أشلاء متناثرة في تراجيديا مؤلمة ربما يراد لها . بدت تصرخ وتبكي بصمت عن ماحل فيها وبأهلها والدموع تذرف من عينيها والعرق يتصبب من على جبينها في لحظة الم تأسر القلب ويكاد إن يتشقق آلما، لكن الإبتسامة المغلقة بالأمل تظل ترافق بكائها الهادئ ونحيب صوتها الذي يخرج من ثنايا الجسد المنهك ، الحياة بدون معاناة يظل حلمها الاول وبصيص أملها الوحيد . أحتضنت زوارها وفتحت صدرها الواسع لهم كما ظلت وفية مع اهلها وأولادها ليتم معانقتها بشوق ، ضمتهم إلى صدرها في لحظات حب ووفاء دائم في حين كان الشعور بالدفء في حضنها مصدر إلهام لهم ، استأنسوا بوجودها إلى جانبهم ودفعوا ثمن عشقهم لها وباتت تتحمل اعباء الزمن و تصارع الحياة من أجلهم نظير ذلك العشق السرمدي حتى إنها لاتكاد أن تفارقهم لحظة من لحظات حياتها التعيسة المستوحاة من واقعها المؤلم .