إن الصراع في اليمن اليوم يضم زيودًا وشوافع في طرفي الصراع .لهذا كله يجعلنا نتكهن بإن تحويل الحرب في اليمن إلى صراع طائفي ،الهدف منه إستهلاك الفكر الجهادي في صراع سني شيعي ، ويتضح ذلك من عدم ظهور إرادة دوليه قويه لوضع حد للحرب في اليمن حتى الآن ، هذا ما تقوله الوقائع على الارض ، وهذه هي الصيغة المفضلة على ما يبدو لقوى إقليمية ودولية وللأمم المتحدة نفسها الراعية لمفاوضات الكويتاليمنية ، بعد الفوضى الخلاقة والحروب والاضطرابات التي شهدتها المنطقة عامه واليمن خاصة .. لكي يكون توجه الأمور بعد ذلك في اليمن نحو تسويه سياسيه يعدل الميزان اليمني والعربي والإقليمي من جديد ،بحيث تتمكن الأطراف السياسية كافة ،بمن فيها الإسلام السياسي الشيعي ( الحوثيون ) والإسلام السياسي السني ( الاصلاح ) ،من إيجاد مكان لهم في الساحة السياسية اليمنية الكبرى .. ان امريكا والحكومات الغربية تدعم تحالف الحوثي وصالح من تحت الطاولة رغم أنها في العلن تدعم الشرعية في اليمن. وذلك لانها ترى ان خصمها اللدود جماعة الاخوان المسلمين التي تتهمها بالإرهاب مازالت قوية ومتحكمة بالأمور في اغلب مناطق اليمن ،حيث تتخفى وراء الشرعية التي يقودها الرئيس هادي .لهذا ترى ان القوى الشريرة في اليمن لا تشكل خطراً كبيراً على مصالحها عندما تتقاتل فيما بينها . كما أنها تدرك إن الاقتتال بين تحالف الحوثي وصالح وهذه الجماعات الأخرى سيمنع الحسم العسكري وانتصار فريق على آخر . ولو انتصر أحد الفريقين، فإنه سيشكل خطراً أكبر علي مصالحها في المنطقة . لهذا فان على هذه القوى الغربية وحلفائها في المنطقة أن تقود الأطراف المتقاتلة في اليمن إلى حالة من الجمود، بحيث تقوم بدعم الطرف الخاسر كي يستمر في القتال وذلك من أجل إطالة أمد الصراع واستنزاف كل الأطراف لصالح أمريكا والغرب .مما يعني أن الحرب المشتعله في اليمن وسوريا بعد ما سمي " بالربيع العربي " هي ضمن الحرب على الإرهاب ،تهدف إلى استنزاف الفكر الجهادي في صراع سني شيعي طويل الامد ،مما يعني ان بقاء جماعة الحوثي قوة مؤثره في الساحه اليمنيه يجب ان يؤخذ في الاعتبار في أي مفاوضات يمنيه قادمة .. حيث برزت عدة دلائل أخيراً، تدل على وجود ترابط بين اليمن وسورية . فبشكلٍ متزامن، سرت هدنة بين الأطراف المتحاربة في الدولتين . كما تم إطلاق مفاوضات بين أطراف النزاع في كلا البلدين . وبالنسبة لليمن، يمثل انتقال المفاوضات من عمان إلى الكويت تعبيراً عميقاً عن تحول الميزان اليمني في صالح الرياض . وتتوازى هذه المؤشرات مع التصريحات المواكبة أي محادثات سعودية أميركية تتناول الأوضاع في الشرق الأوسط، توضح أنها تطرّقت إلى "أزمتي سورية واليمن ." وربما تهدف السعودية، من وضع اليمن على سكة المسار السياسي، إلى التفرّغ لدور يبدو أنه سيتوسع في سورية، وعلى الأرجح، أن يكون بموافقة روسية وأميركية .