يوم صادم ومفجع وحزين ، عاشته عدن أمس ، لأنه حمل لها الأوجاع في رحيل الكبيران النجمان الاسطورتان " عبدالله هرر وعوضين".. ثلاث ساعات وأكثر بقليل ، زفت للجميع خبرين متلاحقين ، بوفاة القيصر عبدالله هرر ليواري الثرى في صباح أمس ، ثم خبر آخر بوفاة المايسترو عوض سالم عوض "عوضين" ليواري الثرى ظهرا .. صدمة وفاجعة للجميع في إرجاء عدن والوطن .. ففي رحيلهما أشياء كثيرة اسقط لها الكثيرين الدموع وبكى وتشتت وتاه بعدما توقف الكلام وحبست الأنفاس في هذا اليوم الحزين . مات النجمين الكبيرين وفارقانا وترك خلفهما سيرة طيبة وذكريات ومواقف وصحبه وأهل وأبناء وحزن سيبقى برفقتنا طويلا .. لكن يبقى أن في أمر من ترحل عنى أيضا أمور يجب أن نشير إليها ومن سكة قد لا تعجب الكثيرين .. فويلات الحياة ومزاجية الصحبة وتلون الأخلاق عند الكثيرين باتجاه " الهرر وعوضين" محطة لابد أن نمر لنقراءها جميعا ونقف أمامها لعلنا نعيد للحياة وسلوكياتها التي عرفناها في زمن الراحلين وجيلهما ، مبدءا عام لا يساوم عليه ولا يقبل بان تسقط قيمته في إي زمان ومكان . مهم وللغاية أن نسترجع ما مر به عوضين والهرر في آخر السنوات بصفتهما وقيمتهما التي مروا بها عبر الرياضة وكرة القدم ، قبل أن تعصف بهم منعطفات الحياة ويجلسا في البيوت في انتظار المحتوم الذي كان أمس واقعا في يوم لم يختاره إلا الخالق سبحانه وتعالى .. لنردك مجددا أن الحياة رحلة عابرة تتوقف غصبا عنك وليس بارادتك .. فذلك شيء رباني في علم الغيب نسير إليه ونتناسى ما نحتاج إليه. من منى لم يقترب من معاناة "عوضين" المثقف والتربوي والإعلامي والانسان والرياضة النجم .. حين حكم على بان يبقى في البيت وهو الذي يستطيع أن يقدم الكثير في مجالات عدة ..ومن منى لم يتابع أحوال الهرر وهو يستغيث ويبكي أعباء الحياة ومرضه الذي لازمه لسنوات ..واستعصى عليه أن يذهب إلى المستشفيات ، قبل أن يكرمه الله ببعض الطيبين ..في تلك الجزئيتين فقط .. علينا أن نستشعر من جديد إننا قد تخلينا عن الكثير من القيم والأخلاق التي تربطنا ببعض تحت سقف الحياة الاجتماعية بشكل عام .. والله أني علي يقين إن هناك الكثيرين في هذه اللحظة يشعرون بالندم لأنهم قصروا واداروا ظهورهم لمن ترحل أمس ومن سبقهم .. لان لديه أمل أن مازال هناك خير عند البعض ولن أقول أن الكل غادر المقبرة وتناسى الحبيبين الذي هم ألان في ذمة الخالق وبين يديه. ياسادة .. في عدن يُقهر النجوم أصحاب القدرات التي سارت برفقة أوطانها من سكة الإبداع في كل المجالات وليست الرياضة وحدها .. وفي فحوى سطوري هذه خير دليل .. بحت الأصوات وجفت الأحبار ولا احد يسمع .. مات الهرر بعد معاناة مع المرض والظرف الصعب الذي أبكاه وابكي أسرته لسنوات .. ومات عوضين بعد ما ظل حبيس الإحباط لعقدين من الزمن وهو الذي حباه الله بالقدرات .. غابت عنهم الدولة ولم تمنحهم حقهم في الحياة الكريمة وتناساهم كثير من الأصدقاء .. وهنا علينا إن نقف ونجعل في رحيلهما سكة للعودة والدفاع عن الحقوق التي ذهبت عن هؤلاء النجوم الذي مازلنا نمتلك منهم الكثير ومنهم من يعاني بين جدران أربعة ينتظر أن يطرق بابه صديق وزميل للسوآل وربما تقديم ما يتنفس به في وجه معوقات وظروف الحياة التي رمته على فراش المرض . رسالة في آخر السطور..دعون انترحم على من فقدناهما صباح أمس ووريا الثرى . الاسطورتين عوضين والهرر .. لكن ما أتمناه في هذا الظرف العصيب إن نتعافى في اخلاقياتنا ونتذكر أن الحياة لا تدوم لأحد وان قدر الله يلاحق الجميع مهما امتلك ومهما أعطته الدنيا .. اخلاقنا بحاجة إلى شيء جديد نصحح فيها مسار الارتباط بالآخرين .. ففي عدن وحدها نجوم وأسماء تعاني وتفرض عليها الحياة إن لا تغادر جدران المنزل لأنها تفتقد كل شيء .. تحتاج أن نواسيه وان نلتمس ظرفها وان نذهب إليها عبر الزملاء والأصحاب والأصدقاء ..دعونا نخاطب أرواحنا وضمائرنا وان نرجع إلى الماضي بأخلاقه .. فنحن في حاجة ماسة إلى ذلك .. فقدنا الكثير وفي هذا قدر الله سبحانه وتعالى .. لكن العبرة في إننا فقدناهم وكنى مقصرين في حقهم .. وبإمكاننا اليوم أن نعيد ترتيب العلاقة المفقودة التي تأثرت بأخلاق فقدناها في معنى الصداقة والزمالة والإخوة فأثرت في قيمة التواصل والسوآل وتقديم الواجب وما أمكن. ليرحم الله الفقيدين عبدالله صالح الهرر وعوض سالم عوض "عوضين"ويسكنهما الجنة وإنا لله وإنا إليه راجعون .