جميعنا نعرف المعادلة الثورية الوحيدة في قاموس الثورة والسياسة ((مادام هناك احتلال لابد من مقاومته ولن تنتهي المقاومة إلا بزواله))فما تمارسه بعض القوى الثورية اليوم في الجنوب من مهادنة الأحتلال والتسويف وتجاوز ثوابت الثورة الجنوبية ،والقبول بالمناصب والمشاركة في السلطة والقرار،أمر غريب وجديد وبراعة اختراع جديدة ليست موجودة في كل كتب تاريخ الثورات. فلا اعلم سر تلك الممارسات الخاطئة التي تمارسها قيادة بعض الأذرع العسكرية التابعة للمقاومة الجنوبية قد تكون بغير فهم ودراية وقد تكون هدفها التكسب والثراء. فمن المفارقات والتناقض انه مقابل كل تلك الدماء والجرائم التي ارتكبها الاحتلال اليمني ومقابل الحقد الدفين والعداء السافر الذي تمارسه قوات الاحتلال بجميع مسمياتها واحزابها منذ عقودا من الزمن تقابلها من الطرف الأخر النرجسية والتأكيد على حماية الوحدة الاحتلالية بأيمان دستورية . -بدأوا بشحن القواعد بشعارات ومفاهيم خاطئة أنه لابد من المشاركة في السلطة وان العالم كله سيقف ضدنا اذا لم ندخل في العملية السياسية،ووظفوا" الف مطبل "في التواصل الأجتماعي وشبكات النت ومن تكلم عن الثوابت الوطنية فهو خائن وعميل لأسرائيل وايران،ولكننا أفشلنا هذه الهزيمة الافتراضية المخططة بالوعي الشعبي ونلتمس ذلك بالتغيرات من شهر إلى أخر ولكن اليوم الوضع أصعب لأن انتشار الانترنت أكثر ولأن وسائلهم أحدث ولكن بنفس الوقت الوعي الشعبي الذي رأيناه في هذه المرحلة كان كافيا للرد السريع وعلينا أن نعزز أكثر هذا الوعي الشعبي الوطني لأنه هو الرصيد الذي يحمي القضية الجنوبية من الضياع والعيش داخل الوهم الذي يريدوا هم هذا الوهم أن يطول من أجل دونيتهم وذاتيتهم والثراء مقابل الدماء والاشلاء والمقعدين والأرامل . فلماذا تناسوا الأحقاد التي مارسها الأحتلال ضد شعب الجنوب عقودا .. ان الحروب التي خاضتها صنعاء ضدنا كلها حروب قذرة الحرب الأولى والأخيرة كانت حروب ابادات جماعية لنا وتم استخدامهم لجميع الأسلحة من أجل فناءنا من الأرض بدون رحمة أوأي شيء من الأنسانية كل همهم اغتصاب الأرض والثروة. وبالرغم من كل الظلم والآلام التي اصابت كل بيت في الجنوب ..وبالرغم من كل الدماء التي سالت لم يقرر شعبنا الاستسلام والخضوع..فنحن شعب تمنحنا قسوة الظروف المزيد من الصلابة. تدفعنا الضغوطات الى مزيدا من التحدي..فنحن الاحرار في زمن التبعية..ونحن الاسياد في زمن الأجراء.. لن نستسلم ولن نطبع ولن نتنازل على شبر واحد من تراب الوطن الغالي،والذين ذهبوا الى المشاركة في العملية السياسية بدون مراجعات ثورية وقفزوا من فوق الثوابت الوطنية هم أفراد ولا يمثلون ثورة شعب الجنوب. في الوقت نفسه يصرح قائد كبير من قيادات ج ي د ش ويؤكد على اساس أن حل الست الأقاليم انه الحل الوحيد لقضية الجنوب ،مبررا بسذاجتة عالية انه يتعاطى مع المعطيات ،عذرا سيدي ((المطبع))معطياتك التي تتحدث عنها عفنة ولا نستطيع التعاطي معها..إلا إذا كان حوارا نديا بين الدولتين فهنا نقبل بإن نرسل الوفود من مؤسسات الحراك والمقاومة للتفاوض على حل حق تقرير المصير بقاعدة" فك الأرتباط " فما دون ذلك لن نقبل أي حلول لاتلبي تطلعات شعب الجنوب الحالم بعودة دولته كاملة السيادة وبكامل حدودها البرية والبحرية وأي تمثيل من خارج مؤسسات الحراك والمقاومة لن يكون مقبولا إطلاقاً. على تلكم القيادات التي ذهبت الى شرعية الاحتلال ان تحدد موقفا حازما من خيارات شعب الجنوب والعودة الى الميدان او انها مع شرعية الاحتلال ..وبعدها نبدا بمصالحة وطنية او حوارا وطنيا مع جميع المكونات والاحزاب الجنوبية المؤمنة بإستعادة دولة الجنوب وسيكون بأنفتاح تجاه كل الافكار فهو الاشمل ولا يرتبط بالظروف الراهنة التي تمر بها البلاد..بل هو حوار لمستقبل الدولة الجنوبية في كل المجالات دون استثناء..اما تلكم القوى والاحزاب المرتبطة بصنعاء والتي بعضها تحتضن الارهاب لانحاورها على اساس انها قوى وطنية جنوبية بل نعتبرهم كممثلين للدول التي يدنون بالولاء لها ينطقون بلسانها. وكل ذلك سيحصل بعد أن تكشط تلكم القيادات رخام الخجل وتقول لا للتسويف والتنازل ،وتعود إلى قواعدها وترتيب بيت المقاومة والحراك وتعزيز وحدة الصف الجنوبي الجنوبي. وأختم كلامي بقول الشاعر: سأضل كالطود باقي/يستحال لي ذراعي ايها الغاصب اتدري/إن ارضي وبقاعي ترفض المحتل وتأبى/أن تكون للغير ساقي إننا شعب أبي/لن يخاف سم الأفاعي لن يخاف سم الأفاعي.