هي الصرخة المجلجلة في ساحة الإعدام التي يعالج بها الإمام / يحي حميد الدين وولده/ أحمد بقطع رؤوس الرجال الأبطال الذين عرفوا بمواقفهم البطولية لتحرير شعب (يمن الشمال) من ظلم الحكم الأمامي الكهنوتي؟!.. هي صرخة مدوية رددتها جبال صنعاء وعندما أطلقها المناضل البطل والشريف الثلايا رحمه الله ... هو (الثلايا) رمز النضال من أجل حرية شعب مضطهد ومسلوب الإرادة من جراء جبروت وصلافة نظام الإمامة المتخلف الذي حكم على شعب بالجهل والفقر والمرض ليأتي هذا المناضل الشريف ومعه ثلة الضباط الأحرار في مساعيهم لتحرير هذا الشعب الذي كان ولا زال حتى يومنا هذا يرزح تحت مخلفات النظام الأمامي الظلامي !... فعندما انبرى الإمام / أحمد حميد الدين بسيفه الجلاد ويلوح به في وجه المناضل الشهيد / الثلايا وجه كلامه الساخط إلى الزمرة من الناس الذين اعتادوا على مشاهدة رؤوس المناضلين الشرفاء وهي تتدحرج على الأرض والدماء تروي تلك المساحة من بلادهم وهم يهللون ويكبرون ويدعون للجلاد بطولة عمره واستمرار فترة واضطهاده لهم !..عندما (زمجر) الجلاد بكلماته النارية "ما جزاء الخائن ".. فكان رد تلك الجماعات بصوت واحد ... الموت ...الموت...الموت فنظر إليهم الشهيد البطل / الثلايا... "يا شعب ... أردت لك الحياة ... فأردت لي الموت " .. فكانت اللعنة التاريخية بحق ذلك الشعب الذي يحكم بدلاََ عن الجلاد الظالم الجائر بالموت على كل من سعى لتحريره من ظلم النظام الفاشي الغاشم!. فماذا نتعلم من هذه الحقيقة المؤلمة ..إلى يومنا هذا وماذا يأتينا من ذلك الشعب الذي أراد لكل من سعى لتحريره وتخليصه من براثم الحاكم الجائر والاستبداد الذي هو عنوان لرضوح هذا الشعب الذي يسير في اتجاه معاكس لمصالحة وما يمكن له تخليصه من جور ما يقع عليه من ظلم واستبداد لا مثيل له في سائر أقطار العالم؟! هكذا هي الصورة المؤلمة لهؤلاء الناس في مواجهة كل ما من شأنه إخراجهم من أنفاق ودهاليز التخلف والاضطهاد هذه الصورة ماثلة لنا حتى يومنا هذا .. فعندما حكمت علينا الظروف والحالات الاستثنائية بالوحدة الاندماجية .. سارع أبناء الجنوب إلى المحافظات الشمالية لتعزيز وحدة أرض وشعب حقيقية لكن كيف كانت معاملات الاخرين الذين واجهوا حب وإخلاص أبناء الجنوب لوحدتهم ؟!.. سيقول قائل أن ما عطل الوحدة وعطل مساعي أبناء الجنوب لخلق دولة النظام والقانون هم زمرة الحكم والتسلط في صنعاء وهذا جزء فقط من الحقيقة .. لكن كيف تعامل الشعب في الشمال مع اندفاع أبناء الجنوب الذين تركوا أهلهم وكل ما يملكون خلفهم واتجهوا نحو صنعاء وبقية المحافظات الشمالية آملين أن يحققوا طموحهم وآمالهم في أن تكون الوحدة حقيقية وتكون مصالح الناس شمال البلاد وجنوبه واحده !!.. أذكر أنني كنت أحد الذين رحلوا إلى صنعاء بقرار جمهوري وكا مدير عام .. حدث لي موقف محزن ومبكي وأيضاًً مفرح لكونه كشف لي (من بدري) المستور .. لقد علقت بسيارتي (لوحة عدن) في شارع ضيق وهو شارع من شوارع صنعاء الكثير والمعروفة بضيق مساحاته .فجأه جاءت سيارة كبيرة من الطرف الآخر ورغم المسافة الصغيرة جداًً التي قطعتها السيارة الكبيرة كان بالإمكان عودتها من حيث جاءت إلى أن السائق أصر أن أعود بسيارتي من حيث أتت!.. كان يشاهد هذا الموقف شخص(صنعاني) كبير في السن فكان يضحك ويردد على مسامعي .. ما يفعل( نقص) سكر في جونية ملح .. وكان ذلك درس استوعبته جيداًً من ذلك اليوم .. وهو أن ما جئنا من أجله سيضيع في حجم الجهل والتخلف والإصرار على البقاء فيما هم فيه ؟!.. والإحداث الأخيرة وتحديداًً حرب الشمال على الجنوب في العام الماضي والتي هي مستمرة حتى يومنا هذا ... هل علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي هم الذين نزلوا إلى عدن محملون سلاح الدمار والتنكيل بشعب الجنوب ؟!.. طبعاًً سيقول قائل منهم بأنهم أي(علي عبد الملك ) أصدروا تعليماتهم وتوجيهاتهم .. تمام هذا صحيح .. لكن لماذا لم نسمع من يقول كلمة حق مما حدث ويحدث بسبب الجنوب حتى يومنا هذا ؟!.. يا شعب ... يا شعب أردنا لك الحياة .. وأردت لنا الموت والدمار .. لا سامحكم الله ؟!.. وإلى اللقاء !!