برفقة الكابتن سعيد إبراهيم ، قمت بزيارة خاصة للكابتن بدر حمود .. الشخصية الرياضة التي قدمت عطاءها لسنوات طويلة ابتدأت في العام 1968 وانتهت في العام 1982م ... لاعبا ثم مدربا وقياديا حتى العام 2008 م ,, وانتم احسبوها .. زيارة صعقتني من حال يعيشه الرجل ووضع غاب عنه فيه الجميع ,, الاصدقاء والزملاء وأصحاب القرار وكل من عرفه .. بين جدران منزله المتواصع في القلوعة .. ارتضى الرجل الذي كان صاحب البنيان الطويل والجسم القوي .. ما ابتلاه به المولى .. فقد شلت حركة قدماه بسبب " النقرز" الذي نال منه فأصبحت قدميه لا تقوى على حمله .. فكان السرير مجلسه الدائم . حقيقة مؤلمة .. وجدت فيها تفاصيل وضع الكابتن بدر حمود .. الذي ابتدى مشواره الرياضي في نهاية الستينات لاعبا للكرة الطائرة بالوان الروضة ثم شمسان لفترة استمرت حتى العام 75م .. خاض فيه مشوار دوليا برفقة كثيرون منهم "حسن الخفاش - نجيب العطاس - عبدالاهي محمود - طه كامل -محمد شفيق -محمد مثيى -رشاد سعد- جمال سواده" .. حقبة رائعة رسم تفاصيلها لاعبا فذا مثل المنتخب الوطني ، قبل ان يغير مشواره مع لعبة كرة السلة التي تشكلت في تلك الفترة في نادي شمسان ليدافع عن الوانه ويذهب من خلاله إلى محطة دولية برفقة لاعبون كبار منهم " وجدي سيف - عبداللاهي - احمد ابوبكر- ابوبكر سكاريب - فجر امان - فهد عبدالعزير- الميسري - صالح السودي - جلال الجبلي - خالد زوقري ".. هذا العملاق الذي هوت به ظروف الوضع الصعب والحالة الصحية التي تفاقمت وازدادت مطالبها واحتياجاتها في وضع صعب سقطت فيه قيم الأصحاب والأصدقاء ورفاق المشوار وقبلهم المسئولين في عدن . بدر حمود يآسادة .. بقيمته ومشواره وعطاءه الذي استمر 40 سنة .. لاعبا ومدربا وقياديا .. تهالك بفعل المرض الذي جعله أسيرا لجدران منزله بل وعلى سريره بعدما أصبح لا يقوى على الحركة .. فكيف لنا ان نتكلم عن الأخلاق وعن الإنسانية ونحن متفرجون لوضع هذا الرجل الكبير في سماء رياضة عدن وتاريخها الرياضي. في حديثي مع بدر حمود الذي استعدت فيه بعض محطات حياته والتي عانى فيها ما بعد إحداث 86م .. حين وضع في السجن لما يقارب العام .. وفي هذا الأمر محطة إجبارية في مشواره اضطرته ليغادر صوب الحديدة حيث عاش لسنوات قبل أن تفتح له عدن أبواب العودة ، ليخوض مشوار قياديا في مواقع القرار الرياضي في أكثر من منعرج كان فيه يقدم لعدن الرياضة خبراته الرائعة ويضيف كل جديد بعقليته الكبيرة التي تمرس فيها على أداء الوظيفة بروح الرياضة التي انتسب إليها منذ الشباب . هل يعقل ان ندير ظهورنا لهذا العطاء الكبير والمشوار المتميز برفقة الرياضة في عدن .. والله انني تمنيت أن أكتب الموضوع بالدموع لعله يحرك شيئا في ضمائر ماتت واخلاق تعفنت عند الكثيرين .. واصبح الطاقي مصلحة الذات وحبها العقيم الذي لا ينظر إلى شيء اخر .. والله انني ما تأسفت في زياراتي لكثير من نجوم الرياضة مثما تأسفت في زيارتي هذه " فالمعاناة وهم المرض وأثقاله وأوجاعه وزنزانته التي يعيش فيها ، تحتاج الى ضمير حي وأخلاق سامية .. فهل يعقلأن تلك الجزئية لم تعد حاضرة في المجتمع وعبر زملاء هذا الرجل ومن رافقه في مشوار العقود الاربعة مع رياضة عدن . يحق لبدر حمود أن يحظى بشيء مختلف يشعر فيه بعودة الحياة واستعادة روحه المحبطة التي فرضها عليه الظرف الصعب بعدما أجبر على البقاء في البيت حبيسا لا يقوى على الحركة ولا يذهب الى السوق ولا إلى بيت الله ليصلي مثلما كان .. فهل بعد كل هذا شيء يقال .. أن كنا نعترف بحقوق الزميل والصديق والرفيق علينا .. بل وحقوق إنسان كتب عليه الله ما يعانيه حالة بدر حمود ومعاناته ..وصمة عار في جبين كل من ينتسب إلى الرياضة الجنوبية .. فالقلب المريض الذي اضطر فيه إلى بيع كل مالديه ليتعالج في الهند ويركب صمام .. والضغط المرتفع والسكر والجلطة التي اصابته قبل فنرة .. ثم "النقرز" الذي نال من قدميه .. وبينهم جسما فقد عشرات الكيلو جرامات .. حالة تستحق ان نعود من خلالها الى دور مختلف يحقق معادلة أننا بشر ونتألم للآخرين .. على يقين بان رسالتي التي اردت ان أضعها بين هذه السطور .. قد وصلت لمن قراءها .. ويبقى أن لي أمل بأن يستوعبها الجميع وأن نهم بعمل إنساني تجاه بدر حمود ..الأخوة معالي وزير الشباب والرياضة نائف البكري - عيدروس الزبيدي محافظ عدن - عزام خليفة مدير مكتب الشباب والرياضة .. الطيبون أصحاب الضمائر الحية في القلوعة وعدن .. قوموا بواجبكم تجاه "بدر حمود" من سكة واقعية تلتمسون فيها وضعه ..ففي ذلك شيء عظيم .. زوروه وستجدون أن ما كتبته شيء من فيض .. ربنا معاك استاذنا "بدر حمود"أسال الله أن يُسخر لك أصحاب القلوب الرحيمة من بين أصدقاء الأمس وزملاء المشوار الذين تناسوك .