تعتبر الرقابة المجتمعية ضمانة حقيقية شعبية وفاعلة لإيقاف انحراف السلطة . عندما يشارك الجميع في المجتمع في الرقابة على أداء جميع مرافق ومؤسسات الدولة ويكشف كل فساد وفاسد نكون امام رقابة مجتمعية فاعلة لن يستطيع احد إيقافها لانها نابعة من الشعب وهل يستطيع احد ان يوقف إرادة شعب في ايقاف انحراف السلطة . ونقصد هنا بالسلطة ليس فقط القيادة السياسية والإدارية للدولة بل جميع السلطات الثلاث: 1- السلطة التشريعية 2- السلطة التنفيذية 3- السلطة القضائية. عند وجود رقابة مجتمعية فاعلة يؤدي ذلك الى قيام السلطة بمسؤليتها دون اي انحراف وستحجم عن القيام بأي إجراءات مخالفة . عند ملاحظاتنا العامة لأي سارق نجد انه قبل ارتكابه جريمته يتلفت يمين ويسار ليتحقق من عدم وجود اي شخص يراقبه ويلاحظه ليرتكب جريمته بسرعة وراحة ودون مضايقة من أحد عندما يشعر السارق ان هناك من يراقبه سيخاف وعندما يجد ان هناك شخص يصيح سيتوقف ويهرب. وهكذا هي الرقابة المجتمعية يشعر الفاسد انه مراقب وعندها سيخاف وسيحجم عن فساده وعند صراخ المجتمع عليه سيهرب مثل اللص . وهذا مانريد تحقيقه في مجتمعنا يجب ان يكون المجتمع شريك ايجابي في مكافحة الفساد وان لايكون فقط حق للمواطن بل واجب عليه لأن نيران الفساد ستلتهم الجميع دون استثناء ان لم نصرخ في وجه الفساد بصوت عالي قائلين يكفي فساد . عند وجود رقابة مجتمعية فاعله ستتوقف السلطة التشريعية من اصدار اي تشريعات تخالف الدستور وتتناقض مع روح الدستور القائم على العدالة والمساواة واحترام حقوق الانسان ومكافحة الفساد وتتوقف عن اصدار اي قوانين وتشريعات مخالفة لروح ونصوص الدستور ومنها على سبيل المثال لا الحصر قانون محاكمة شاغلي الوظائف العليا الذي منح قيادات الدولة من وزراء ومحافظون حصانه قانونية تخالف روح ونصوص الدستور وتعزز الفساد والفاسدين وتمنحهم حصانة قانونية من اي ملاحقات قضائية. عند وجود رقابة مجتمعية فاعله سيؤدي الى احجام السلطة التنفيذية من القيام بأي مخالفات للقانون وستتوقف عن الايغال في الفساد ونهب المال العام اما بالقيام بإعمال مخالفة او تقصيرها عن القيام بمسؤليتها . عند وجود رقابة مجتمعية فاعله سيؤدي الى قيام السلطة القضائية بدورها الحقيقي بتحقيق العدالة الناجزة دون مماطلة او تسويف دون تأجيل لان العدالة ان لم تكن ناجزه فهي ظلم . عندما يتحول جميع المواطنين الصغير والكبير الذكر والانثى الى اداة رصد وتقييم ورقابة مجتمعية على جميع السلطات ويتم تحويل طاقة التذمر الكبيرة لديهم الى طاقة ايجابية لاقتلاع الفساد وايقاف اي انحراف . بدلاً من ان نلعن الفساد الفاسدين بصمت لماذا لانصرخ عليهم بغضب واستحقار مهما اختفى الفاسدين وراء الاسوار سيصل صوت الشعب اليهم . لن تتحقق الرقابة المجتمعية مالم يتم دعوه الجميع للمشاركة في مكافحة الفساد وإيقافه مكافحة الفساد ليست فقط مختزلة في موظفين او هيئات رسمية محدده. بل هي مسؤلية مجتمعية لان مكافحة الفساد تحقق مصلحة العامة للمجتمع وبها تتحقق مصالح الجميع الخاصة . ومن هنا ادعوا الجميع ان يفكر بصوت مرتفع في الفساد الذي حوله ويتكلم ويصرخ لكي يتلاشى ذلك الفساد لان الفساد يتغذى من صمت المجتمع ويتلاشى بصراخه. ولايمنع ذلك من نشوء مكونات مجتمعية تشجع المجتمع في القيام بدورها وتنشر الوعي ويكون دورها مثل دوره مفتاح محرك السيارة في اشعال شراره اشتعال المحرك ليشتغل بعدها المحرك دون توقف وهكذا هو المجتمع وهذا هو دور المكونات المجتمعية تقوم بفتح عيون المجتمع لتستمر رقابة المجتمع دون توقف. عندما يرتفع صوت التذمر الصامت في قلوب افراد المجتمع من تصرفات وعبث الفاسدين ليصبح صرخة مدوية تزلزل الفساد والفاسدين وتهز عروشهم نكون امام رقابة مجتمعية فاعلة وضامنة وسيتوقف ذلك الفساد ويتوقف الانحراف قبل ان يجرفهم المجتمع . بالامكان الاستفادة من التجربة اليابانية في استغلال الطاقة السلبية الناتجة من تدميرها في الحرب العالمية الثانية وتحويلها الى طاقة ايجابية دفعت باليابان لتكون في مقدمة انجح دول العالم واكثرها نمواً لتكون تلك المناظر البشعة لاشلاء الاطفال والنساء واطلال المدن المهشمة طاقة ايجابية تدفع ودفعت الجميع في اليابان الى بذل اقصى جهودهم لإعادة اعمار بلادهم بطاقة رهيبة كانت سلبية وتحولت الى ايجابية . فأصبح اليابان مثل الطاقة النووية السلمية التي تتفجر لتنير الكهرباء بدلاء من تدمير العالم. ونحن كذلك امام كارثة كبيرة اسمها الفساد الذي دمر وطننا وحوله الى هشيم تذروه الرياح الجميع يحتقن يتذمر بصمت ينتشر امراض السكر والضغط نتيجة الضغط والطاقة السلبية الناتجة عن التذمر من الفساد الذي ينخر وطننا . هل بالامكان ان تتحول تلك الطاقة السلبية الى طاقة ايجابية ؟ نعم بالامكان تحويلها اذا تم تفعيل الرقابة الشعبية المجتمعية لينتزع الخوف من قلوب الجميع ويصرخ الجميع في وجه الفساد بكلمة واحدة كفى فساداً . لايوجد تبرير لفاسد اي تبرير لفاسد هو فساد كبير . تبرير الفساد يؤدي الى توريث الفساد فاسد يورث فاسد بدلاً من اقتلاع الفساد من جذوره سيتم فقط تغيير رؤو س الفساد برؤوس أخرى جديدة . عندما يكون هناك رقابة مجتمعية فاعلة سينكشف الفاسد سيكشفه جاره سيكشفه قريبه سيكون تحت رقابة ميكروسكوب كبير أسمة الرقابة المجتمعية . وفي الأخير: نؤكد على أهمية تعزيز دور الرقابة المجتمعية لما لها من دور كبير في اشراك الجميع في مكافحة الفساد ورصده وايقاف تغوله في جسد وطننا الحبيب ليصبح الفساد مكشوف امام الجميع ويجبر السلطة على القيام بمسؤليتها القانونية والدستورية دون اي مخالفة وتساهل او تواطؤ باعتبار ها ضمانه شعبيه تعطي للمواطن الأمن الكافي والاطمئنان لحاضره ومستقبله في بناء حاضر ومستقبل خالي من الفساد والفاسدين باعتبار الرقابة المجتمعية ضمانة لايقاف انحراف السلطة