يعتبر الارهاب والفساد أهم المعيقات لبناء مستقبل اليمن لانهما ينخران في جسد الوطن . الفساد والارهاب توأمان بل اكثر من ذلك انهما وجهان لعملة واحدة . فكلاهما يهدفان الى تدمير الوطن . قد يستغرب البعض من دمج الفساد والارهاب والمساواة بينهما ولكن للتوضيح نعم هما كائن واحد متوحش ينهش وطني الحبيب اليمن السعيد يقوم بتقطيع او صالة بتدمير بنيانه . يستوجب على الجميع ان يعرف خطورة الفساد والارهاب على الوطن . فالفساد والارهاب توأمان بقلب واحد فقوة احدهما هو تقوية للآخر ولاستئصالهما والحد من خطورتهما يستوجب مكافحتهما معاً . بملاحظة عامة على انتشار الارهاب في العالم نستنتج انه ينتشر في الدول الفاشلة التي ينخرها الفساد لان تلك الدول التي ينخرها الفساد تكون بيئة طبيعية لانتشار الارهاب لان الفساد بتغوله في المجتمع والدولة يؤدي الى ضياع امكانيات ومقدرات الدولة ودخولها الى جيوب قله من الفاسدين على حساب الشعب فينظم بذلك عدد كبير من ابناء الشعب الى طابور كبير من الفقراء والمساكين ويكونوا بذلك لقمة سائغة للإرهاب لاستقطابهم وتحويلهم الى قنابل تتفجر في كل مكان . وبذلك فالفساد سبب وغذاء رئيسي للإرهاب وكذلك الارهاب سبب رئيسي وغذاء للفساد . كما ان الفساد يقوم بتعطيل جميع اجهزة الدولة فمثله مثل الفيروس الذي يضرب اجهزة الكمبيوتر فيعطل انظمته ويصاب بالشلل وكذلك الفساد يتحول الى فيروس ينخر ويعطل اجهزة الدولة ويصيبها بالشلل ويكون بذلك عامل حافز للإرهاب ليتحرك في ظل شلل اجهزة الدولة . وبالرغم من المشاكل والمعيقات الكبيرة امام أي عملية تطوير واصلاح لأوضاع اليمن الا ان الفساد والارهاب يشكلان نسبة كبيرة تتجاوز نسبتها ثلاثة ارباع جميع المشاكل والمعيقات باعتبارهما يشكلان ثقوب سوداء تبتلع الوطن فالفساد يبتلع امكانيات ومقدرات الوطن والارهاب يبتلع روح الوطن ودماء الشعب . بالرغم من يقين الجميع في اليمن وخارجه بخطورة الفساد والارهاب على اليمن ومستقبله الا ان ذلك اليقين لم يتحول الى ارادة حقيقية لاقتلاع الفساد والارهاب . والمفترض ان يكون هناك اتفاق وتوافق بين الجميع على اخراج ملف الارهاب والفساد من أي مماحكات او حسابات سياسية وان يكون محل اجماع على ايقافهما ومكافحتهما . لا يخفى على الجميع الجهود التي بذلتها اليمن خلال السنوات الماضية لمكافحة الارهاب ولكن كانت تلك الجهود كانت تقوم على ظواهر الارهاب ولم يتم دراسة وتنفيذ اليات واقعية لمكافحة وازالة جذور الارهاب وتجفيف منابعة . اما الفساد في اليمن فكانت ومازالت جهود مكافحة الفساد ناقصة ولم يتم اظهار الجانب البشع للفساد ومكافحته والذي يستوجب توافر الارادة الحقيقية لإيقاف ومكافحة الفساد واعلان حرب شاملة على الفساد والمفسدين . وبهذا يتوضح لنا خطورة الفساد والارهاب على اليمن ليس في وقتنا الحاضر فقط بل سيمتد ذلك الخطر الى المستقبل ونقصد هنا المستقبل ما عرفه قاموس المعاني ان المستقبل هو زمان آت بعد الحال فالمستقبل بهذا المعنى هو الزمان الذي سيأتي بعد ثواني معدودة من الان وهو المستقبل القريب وايضاً الزمن بعد عشرات السنوات وهو ما يسمى المستقبل البعيد فخطر الفساد والارهاب على اليمن لا يتوقف في وقتنا الحاضر بل يستمر ليهدد مستقبل اليمن ويزداد خطورة مع مرور السنوات مثل السرطان يتفشى وينتشر ان لم يتم توقيفة واستئصاله . وبرؤية موجزة لاسباب تفشي وانتشار الفساد والارهاب في اليمن نجد انها اسباب مشتركة واهمها : 1- التسييس: تسييس الفساد والارهاب خطير جداً ونقصد هنا بالتسييس استعمالهما في معارك سياسية ضد الطرف الاخر اما باتهام الاخر بانه فاسد او ارهابي او باستخدامهما ضد الاخر وهذا خطير لانه يشكل حواضن وجيوب خطيرة ينتشر فيها الفساد والارهاب ويستوجب ان يتم التوقف في استخدام ملفات الارهاب والفساد في العمليات السياسية في اليمن وان تكون محل اجماع للجميع لان نار الارهاب و الفساد ستطال الجميع دون استثناء فلايوجد اي مبرر للفساد والارهاب . 2- التمييز والاستثناء : يعتبر التمييز والاستثناء في مكافحة الفساد والارهاب سبب رئيسي لانتشارهما فان يتم تمييز مكافحة الارهاب ليتم توصيفه على فئة محددة واستثناء الاخرين منها فهذا خطير يفشل اي عملية حقيقية لاستئصالهما ومن هنا يستوجب ان يكون الفساد والارهاب محارب ويتم مكافحته في كل زمان ومكان ومن اي شخص او فئة دون استثناء او تمييز لان اي تمييز او استثناء سيؤسس لاستثناء مقابل يقوم بها الطرف الاخر فتتسع رقعة الفساد والارهاب في اليمن . 3- السرية والغموض وانعدام الشفافية : ينتشر الفساد والارهاب في اروقة المجتمع السرية وفي الاماكن المظلمة المسدلة ستائر السرية والغموض لذلك نجد ان الارهاب يتخفى وراء الاقنعة والغموض ويتحرك بحرية وقوه في الظلام ووراء الاقنعة والستائر . وكذلك الفساد ينتشر وينخر في اجهزة الدولة ومؤسساتها التي تضرب بجدران السرية حول معلوماتها المالية والادارية فتتحول تلك المؤسسات الى مستنقعات فساد كريهة بين جدران مؤسسات طويلة ويستوجب لمكافحة الفساد تكسير وازالة جدران السرية من جميع المؤسسات الحكومية وتعزيز الشفافية لكي ينكشف المستنقع للجميع ويتم تجفيفة وايقافه . 4- الرقابة الرسمية والمجتمعية : تعتبر الرقابة المجتمعية هامة جداً لمكافحة الفساد والارهاب في اليمن كونها رقابة تكميلية للرقابة الرسمية ونقصد هنا بالرقابة المجتمعية ( النقابات ومنظمات المجتمع المدني ولجان الرقابة المجتمعية وغيرها من منظومة الرقابة غير الرسمية ) ولكن الصراع بين الرقابة المجتمعية والرقابة الرسمية وانعدام الثقة بينهما يعزز من قوة الفساد والارهاب ويؤدي الى تعطيل دورهما . لذلك يستوجب ان يتم ايجاد اليات تنسيق فعالة وحقيقية بين اليات الرقابة الرسمية واجهزة الرقابة الرسمية لان هدفهما واحد هو مكافحة الفساد والارهاب وان يكون هناك تنسيق وتنافس ايجابي لمكافحة الفساد والارهاب بين المنظومة الرسمية والمنظومة المجتمعية وايقاف التنافس السلبي الإقصائي بينهما فلن تنجح المكافحة الا بنجاحهما معاً .
5- الجذور لا القشور : انشغال الجميع بمكافحة قشور الفساد والارهاب يرهق كاهل الجميع ويهدر طاقات وامكانيات كبيرة كان من المفترض الاستفادة منها لاستئصال الجذور والذي نقصد بها منابع الفساد والارهاب وهنا يستوجب ان يتم البدء والشروع في استئصال ومكافحة جذور الفساد والارهاب وعدم الانشغال فقط بمكافحة قشورهما . 6- منظومة مكافحة الفساد والارهاب : تعتبر منظومة مكافحة الفساد والارهاب في اليمن هامة للمكافحة الفاعلة ونقصد هنا بالمنظومة جميع الاجهزة ومراحل مكافحة الفساد والارهاب ابتداء بالأجهزة الادارية والامنية مروراً بأجهزة الرقابة المستقلة والرقابة المجتمعية وصولاً الى النيابة العامة والقضاء يستوجب ان يكون هناك تنسيق وتنظيم لكامل منظومة المكافحة ليتحقق هدف مكافحة الفساد والارهاب وان يتم ايقاف الايكال والاتكال على الاخر فكل جهاز يحيل الفساد والارهاب للجهاز الاخر وكأنها جزر متباعدة الاطراف يستوجب ان يتحمل الجميع مسؤوليته الكاملة لتحقيق مكافحة حقيقية للفساد والارهاب في اليمن . وفي الأخير : آمل من الجميع في وطني الحبيب اليمن السعيد ان يقف في وجه الارهاب والفساد ليكون جدار واقي وعازل وصد لهما فخطرهما كبير يستوجب مكافحتهما بعزيمة واصرار دون اي تمييز او استثناء او تسييس لان الفساد والارهاب ينخران في وطننا في حاضرة ومستقبلة ونؤكد هنا على اهمية مكافحة الفساد في اليمن بنفس وتيره واهتمام مكافحة الارهاب لانهما كما أوضحنا كائن متوحش وجسد واحد حيث ومازال هناك فرصة لينتهزها الجميع لاستئصال ومكافحة الفساد والارهاب في اليمن لأهمية ذلك لمستقبل اليمن .