يخطئ من يظن أن بقاء المليشيات الانقلابية لأكثر من سنة ونصف وهي تناور وتصمد في جبهات القتال ، هو نتيجة لقوتها وسطوتها ومهاراتها القتالية كما تصور وتردد قناتا المسيرة واليمن اليوم ، بل أن إدارة الحرب من قبل التحالف بتلك الصورة الهزلية غير الحاسمة قد خدم المليشيات كثيراً وأخر من سقوطها وانهيارها ..!!... ومن أبرز الأخطاء القاتلة – لحكومة الشرعية ومن خلفها التحالف العربي الداعم لها – التي وضعت المليشيات في موضع قوة ، هو ترك البنك المركزي بيدها تعبث بأمواله وتتحكم بدفع المرتبات والأجور كيفما شاءت ، فبحسب تقارير رقابية – كما نشرتها العديد من المواقع الإخبارية المحلية – قد أخذوا حوالي أربعة مليار دولار من احتياطي النقد الاجنبي واستنزاف أكثر من 33% من الموارد الشحيحة للبلد لدعم المجهود الحربي ، ناهيك عن نهبها لأكثر من نصف مليار دولار من عدد من المصارف والبنوك الخاصة والحكومية ، منها بنك التسليف الزراعي والبنك اليمني للإنشاء والتعمير والبنك الأهلي ، إضافة إلى نهب ملياري ريال من شركة الاتصالات الدولية تيليمن ومبالغ أخرى من المؤسسة الاقتصادية اليمنية تجاوزت 10 مليون دولار ، ومن شركة يمن موبايل للاتصالات 9 مليار ريال .. ناهيك عن قطع مرتبات آلاف الجنوبيين واستبدالهم بآخرين من اتباع المليشيات الانقلابية ، وما خفي كان أعظم ...؟!!!...
وما يوغر الصدر أن تعبث تلك المليشيات الانقلابية بأموال الشعب في حين تم حرمان الموظفين من أبسط حقوقهم وقطع المستحقات كما هو الحال لدى موظفي الاتصالات الذين ما زالوا حتى اللحظة معتصمين امام بوابة المؤسسة ولم يبارحوها حتى في صبيحة أول أيام عيد الاضحى المبارك ..!! ...
وفي الاخير يظهر محمد عوض بن همام محافظ البنك المركزي عبر نافذة وكالة الانباء العالمية رويترز ليدعو المجتمع الدولي والمانحين والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بضرورة دعم البنك المركزي .. وبدلاً من ان يطالب بنقل البنك المركزي الى عدن لإخضاع المليشيات ووقف العبث الحاصل بأموال الشعب نراه يحذر من نقل البنك المركزي من صنعاء الى اي محافظة اخرى ليس لاعتبارات اقتصادية وإنما سياسية معتبراً ذلك إيذاناً بتفتيت البلاد وتقسيمها ... وهذه هي ذاتها مخاوف المليشيات الانقلابية وليست رؤية الخبراء الاقتصاديين الذين يرون في نقل البنك الحل الناجع ..!!!...
أخيراً ينبغي إشهار سلاح الاقتصاد فوراً في وجه المليشيات كون الورقة الاقتصادية هي الكفيلة بتركيع المليشيات وإخضاعها بأسرع وقت وبأقل التكاليف ... أما استمرار الحرب مع العمل بالتحييد الاقتصادي وبقاء المركز المالي في صنعاء والبنك المركزي بيد المليشيات فهذا يعني إطالة أمد الحرب واستمرارها الى أجل غير مسمى ...!!!!.