على امتداد المراحل التاريخية للجنوب منذ الاستقلال67 وماقبلها لاتزال مدينة عدن محطة صراعات لم تنتهي بعد بدء بصراعات الامبراطوريات الاستعمارية الخارجية والهيمنة وصولا لصراعات الداخلية والاقليمية. وعلى مدى عقود من الزمن دفعت المدينة وسكانها ثمن حماقات وغباء سياسيو البلد وكانت محطتهم في كل جولة.
آخرها الغزو الهمجي الشمالي من قبل قوات صالح والحوثي.. وهكذا يقال ان المدينة اليوم تحررت من هذه الجماعات الغازية لكنها لم تتحرر من بعض العقول والافكار الديكتاتورية المريضة المتزمتة ..ناهيك عن تحويلها لقرية كبيرة ..حيث عادت الى 70 عام الى الخلف ..نشاهد اليوم داخل الشارع الرئيسي بالمعلاء افواج من الحمير تنقل مياة للاهالي..ضف الى ذلك سفها وبلاطجة يجوبون الشوارع في حفلات الاعراس مدججين بمختلف انواع الاسلحة قتلا واصابات للاطفال والنساء والسكان الآمنين..يوم امس الاول قتلت طفلة لايتعدئ عمرها5سنوات بكريتر..اصابات عدة اطفال بالمنصورة والقاهرة ومقتل طفلة بالبساتين قبل ايام بسبب هذا الانحدار القيمي والاخلاقي وغياب الرادع الامني..لاسود الاعراس ..ونعامات الحروب..
تخيلوا شخص مخزن ويمكن محشش امامه سلاح..وعدد من الاسر نساء واطفال خرجو ليتنفسوا في نزهة على سطح جبل بعدن قام صاحبنا واطلق 16طلقة رصاص حي في الهواء لولا لطف الله وتوقيفه من احد الاهالي وتنبيهه بوجود اسر علئ سطح الجبل لاصبحوا جثث هامدة..ولذلك كم نحن بحاجة لنظام ستالين اليوم في عدن.. وسيف الحجاج لكل مسخ بشري وبعض اشباه الرجال.
نسمع عن لواء وقوة تتبع فلان القائد وقوات تتبع زعطان القيادي بينما لانرئ في الواقع من يحمي هذا الطفلة وذاك الكهل في منزله من لعلعة تلك الرصاصات القاتله التي ازهقت ارواح عدة مواطنين..
لم تتحرر المدينة لسبب بسيط وهو: ان الواقع في عدن غامض..وسياسة قذرة تمارس....ولانعلم من يحكمنا ..كل ذلك برضا تام من حكومة هادي..الكهرباء هي الاخرى..في موت سريري..ورواتب موظفي الدولة" خرج ولم ويعد".
لم تتحرر المدينة لاننا نشاهد يوميا مسلحين مدنيين..لانعلم هل هم مقاومة ام جيش. او أمن..او بلطجية..لم يطبق نظام حديدي..صارم بحيث يلتزم كل جندي لباس رسمي معروف..حتئ اختلط علينا الحابل بالنابل.. وبكل بساطة كيف لنا ان نميز بين هذا وذاك..طالما والجريمة تقيد ضد مجهول..من هو هذا المجهول..قبل يوم واحد من عيد الاضحئ رايت شباب مسلحين رفسوا مواطن وضربوه ضربا يقتل الجمل..ركلا باقدامهم..وباعقاب بنادقهم بجانب مسجد النور بالشيخ..ثم اخلي سبيله..فاذا كان متهما لماذا لايقاد للسجن والتحقيق.؟!
حدث هذا امام عامة الناس..بالشارع ..اجهزة دولة في اطار مؤسسي غير موجودة..وان وجدت لانراها..
عندما نتحدث عن معنى تحرير يجب ان تحرر عقولنا..من الفكر الواحد والعقلية الواحدةكنت باحدئ سيارات الاجرة لاحظنا نقطة امنية تشاجرت مع احدى الدوريات الامنية ثم وجدنا ان السبب رفض طقم الدورية التوقف بالنقطة...فاخذنا نقاشا في الامر كان بجانبي حنديين يؤيدان الدورية لعدم توقفها..وكان موقفي ان يطبق عليها مايطبق علئ جميع السيارات..وماجدوئ وضع نقطة امنية كهذه ان رفضت احدئ الدوريات التوقف..؟!
غير ان الجنديين واخرين كادا ان يبطشا بي لولا تدخل السائق.! باعتبار ان رايي كان خيانة للبلد ..
مؤسف ان يصل حالنا لهذا الوضع من تكميم الافواه ..وعدم احترام وجهة نظر الاخر حتى وان كانت سليمة تخدم ماننشد من فرض الامن وقانون يطبق علئ الكل..
ان قضية التجرد من الولاءات والعصبيات والمناطقية مسالة حيوية ومهمة لاستكمال ماتبقئ من بناء مادمره اعداء عدن والجنوب..لاتستطع ان تقول ان مرفقا او مؤسسة الهشة والمنعدمة اصلا ان هناك فسادا واخطاء..فالتهمة جاهزة لك..انك عميل وخائن ومناطقي. وقروي.. وحدهم هم الوطنيون..وابناء البلد اما انت..ان تقول انك لم تجد اسطوانة غاز ..او شربة ماء وتشكو..من هذه البلطجة الاخلاقية والسياسية واللصوص الوطنيين..فلامكان لك بالعيش في بلدك ولا وطنية وهوية لك..طالما انك تبحث عن امن وسلام وعدالة ونزاهةومساواة ...وعيش كريم.