أكدت مصادر رسمية موالية للشرعية مصرع 52 مسلحاً من ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح وجرح العشرات في مواجهات أول من أمس مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدد من الجبهات بمحافظة تعز. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية واصلت هجومها الكاسح على مواقع الميليشيات في تبة الظنين ومنطقة غراب ومدرات والخمسين، وتمكنت من السيطرة على تبة مطلة على تبة الظنين واستهدفت ثلاثة أطقم من تعزيزات الميليشيات في شارع الستين وقتلت كل من عليها وأسرت اثنين. وأضافت الوكالة أن رجال الجيش والمقاومة في جبهة ثعبات شنوا هجوما كبيرا على مواقع الميليشيات وتمكنوا من تحرير بيوت الدكاترة وحارة العميري والمهادين وسيطروا على موقع المكلكل العسكري الذي يعتبر موقعا ستراتيجياً هاماً، مشيرة إلى تواصل المعارك في جبهة الضباب والشنمة والأقروض وجبهة حيفان والأحكوم، فيما أعلنت مصادر متطابقة في المقاومة السيطرة على قصر صالة وتمشيط حي صالة. في المقابل، أعلن صالح الصماد رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى”، في خطاب له أمس، أمام حشود من أنصار جماعته (الحوثيين) وحزب “المؤتمر الشعبي” برئاسة صالح في ميدان السبعين بصنعاء، أنه سيتم خلال الأيام المقبلة البت في تشكيل حكومة للوصول إلى إجراء انتخابات عامة. وانتقد الصماد الأممالمتحدة ومبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد واتهمها بالعجز في مساعدة وفد الحوثي – صالح الموجود حالياً في العاصمة العمانية مسقط بالعودة إلى صنعاء. وقال إن “المبعوث الأممي بدا عاجزاً عن أن يستصدر تصريحاً لطائرة الوفد الوطني لكي تعود إلى اليمن”، مضيفاً “من كان عاجزا عن أن يخرج تصريحاً لطائرة الوفد الوطني فهو أعجز عن انتزاع حقوق الشعب اليمني وعاجز عن تحقيق أي تسوية سياسية وعاجز عن انتزاع السلام”. ودعا الصماد، الذي أطلقت عليه وسائل إعلام جماعته صفة “الرئيس”، وفد الحوثي – صالح بعدم الجلوس مع ولد الشيخ في مسقط قبل العودة إلى صنعاء للتشاور مع “المجلس السياسي الأعلى”، قائلاً “من هذا المنبر وباسم هذه الحشود نطالب وفدنا الوطني بسرعة العودة إلى البلاد وعدم الجلوس مع ولد الشيخ قبل العودة والتشاور مع المجلس السياسي في ما يجب أن يفعله”، لكنه أضاف مستدركاً “بالرغم من ذلك كله وبالرغم من هذه العراقيل فلا يعني ذلك قطع طريق السلام فأيدينا ممدودة للسلام لا للاستسلام، وسندعم كل الجهود ونبارك كل المبادرات وسنمد أيدينا لكل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني لإقامة علاقات مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة”. وتزامن ذلك مع قيام طيران التحالف العربي بشن عشر غارات على معسكر 62 بمديرية أرحب وعشر غارات على معسكر ضبوة بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء (الريف) وأربع غارات على منطقة النهدين ودار الرئاسة القريب من ميدان السبعين بصنعاء. وذكرت جماعة الحوثي أن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب تسعة بجراح ممن شاركوا في تظاهرة السبعين بغارة استهدفت البوابة الشمالية لدار الرئاسة. وفي تطور لافت، أعلنت الحكومة اليمنية، مساء اول من امس، إيقاف التعامل من جانبها مع البنك المركزي اليمنيبصنعاء، الخاضع لسيطرة الحوثيين. وقال رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر إن السلطة الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية، “لن تتعامل منذ اليوم (اول من امس) مع مجلس إدارة البنك المركزي في العاصمة صنعاء بتركيبته الجديدة”، معتبراً أن “إقالة أعضاء في مجلس إدارة البنك” يعد “إجراء سياسيا” من قبل الحوثي وصالح، يهدف للاستيلاء على ما تبقى من موارد الدولة لصالح ما يسمى ب”المجهود الحربي”. وطالب محافظ البنك المركزي محمد عوض بن همام “بعدم التعامل مع التغييرات الإدارية التي جرى فرضها في مجلس إدارة البنك المركزي بالعاصمة صنعاء وإدارته التنفيذية، لعدم قانونيته”. ولفت أن “الإجراءات المتخذة من قبل الحوثيين بشأن إقالة أعضاء في مجلس إدارة البنك المركزي اليمني وتعيين آخرين، وتغيير تركيبته، يعد عملاً مخالفاً للدستور والقوانين التي تعطي لرئيس الجمهورية وحده حق تعيين أو تغيير مجلس الإدارة والمحافظ”. واعتبر أن “ما أقدم عليه الحوثي وصالح يعد إجراء سياسياً غير مسؤول، يزيد من حدة الانقسامات الوطنية في المجتمع والدولة، ويضفي مزيداً من السيطرة الحوثية الانقلابية على مفاصل المنظومة المالية والمصرفية في البلاد”. ولفت أن “هذا الإجراء يؤدي إلى تسييس البنك وتبعيته للانقلابيين، تمهيداً للاستيلاء على ما تبقى من موارد الدولة في الداخل والخارج، والعبث بها لصالح ما يسمى بالمجهود الحربي