أكتب هذه المقالة والكهرباء طافي ولا شوف أي شيء أمامي باستثناء شاشة الجوال.. استذكر الآن "حكومة بن دغر" وهي تعود للمرة الثانية إلى العاصمة الجنوبية عدن، فالمرة السابقة كما أتضح لي حينها من أجل معالجة مشاكل الناس في المدن المحررة وأهمها العاصمة عدن وجميعنا يتذكر التصريحات النارية التي أطلقها رئيس الوزراء بن دغر، لكن بن دغر حين انتهاء من بيع نفط حضرموت غادر قصر معاشيق إلى الرياض، في حين أن وزراء في حكومته كانت لديهم صفقات أخرى، على سبيل المثال ووزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح عقد مؤتمرا صحفيا في عدن بتاريخ 12 يونيو 2016م، وتحدث فيه عن معونات مقدمة من مركز الملك سلمان. وقال في المؤتمر الصحفي حينها – كما نقلته وكالة سبأ – " إنه سيتم توزيع 107 ألف سلة غذائية للأسر المحتاجة في كل المحافظات المحررة إضافة إلى 700 ألف وجبة جاهزة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة"؛ لكن لم نر أيا من تلك المعونات غير اننا سمعنا عن توزيع عشرات السلال الغذائية في مدينة تعز اليمنية. غادر بن دغر عدن بعد ان إنهاء مهمته في بيع النفط المخزن بحضرموت، وترك عدن تصارع تركة عفاش وحيدة. وعلى ذكر الكهرباء، حين كانت انقطاعات الكهرباء في حدود اقل من الآن، كانت صفحات التواصل الاجتماعي تعج بالشتم واللعن لرجل الأعمال أحمد صالح العيسي وزعموا أن أزمة المشتقات النفطية وانقطاعات الكهرباء يقف خلفها رجل الأعمال الجنوبي أحمد صالح العيسي.. وتركوا رؤوس الفساد الكبيرة تنهش في جسد عدن النحيل والمنهك. رؤوس الفساد الحقيقيين لا احد يتحدث عنهم وابرزهم مسؤولو شركة النفط اليمنية، والتجار اليمنيون المعروفون في عدن؛ رؤوس الفساد المعروفة في عدن والتي استغلت معاناة الناس خلال الحرب وبعده للربح ونهب حقوق أبناء عدن. لأشهر تابعنا الحملة الإعلامية الشرسة التي وجهت ضد شخص وحيد هو رجل الاعمال الجنوبي الشيخ أحمد صالح العيسي.. لكن لم يذكر أحد غيره وكأنه مسؤول حكومي وليس تاجراَ. تُهم كثيرة استطيع ان اقول انها كيدية، كالها البعض على رجل الأعمال العيسي والسبب ان مدير شركة النفط اليمنية يريد التهرب من دفع مستحقات مالية للتاجر الجنوبي، مثله مثل أي تاجر. صمت العيسي في الرد على كل تلك التهم التي توجه له، إلى ان وصل الناس إلى قناعة بانهم قد ظلموه واتهموه زورا وبهتانا، واتضح ان قصة التعذيب لسكان عدن تقف خلفها كروش مسؤولة في الحكومة تدين بالولاء لعفاش. لا اعتقد ان أزمة الكهرباء في عدن يقف خلفها رجل اعمال، بل اتضح ان تركة عفاش هي من تقف خلفها والمصيبة ان بعض رموز هذه التركة وكلاء في العاصمة عدن. تحصلت على صور لأعمال تهريب للمشتقات النفطية، حدثت الاسبوع الماضي في احد سواحل البريقة، من قبل رؤوس الفساد، لكن لا أحد يجرؤ على توجيه اتهامات للمسؤولين الحكوميين في عدن. وفي الأخير، أقول ان حكومة بن دغر ستغادر عدن ولكن حين تحصل على حصته من المنحة الدولية للبنك المركزي في عدن، فهي لم تعد الا من اجل المال والكثير من الوزراء يدركون انهم سيتركون الحقائب قريبا، ويبذلون قصار جهدهم لجمع أكبر قدر من الأموال ولو كانت أموال الفقراء والمساكين من أبناء هذا الشعب المسكين.. #صالح_أبوعوذل