منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    مصادر مصرفية تحذر من كارثة وشيكة في مناطق سيطرة الحوثيين    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    لماذا إعلان عدن "تاريخي" !؟    مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    "أموال عالقة، وصراع محتدم: هل يُعطل الحوثيون شريان اليمن الاقتصادي؟"    الكشف بالصور عن تحركات عسكرية خطيرة للحوثيين على الحدود مع السعودية    "اليمن ستكون مسرحاً لحرب استنزاف قبل تلك الحرب الكبرى"..خبير استراتيجي يكشف السيناريوهات القادمة    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جميلة الجميلات سقطرى .. هل تنهض من جديد ؟؟
نشر في عدن الغد يوم 23 - 09 - 2016

جزيرة سقطرى
سقطرى وتكتب أيضا سقطراء أو سقطرة هي أرخبيل يمني مكون من أربع جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي 350كم جنوب شبه الجزيرة العربية .إن انعزال الجزيرة الطويل عن أفريقيا وشبه الجزيرة العربية قد خلّف مستوى فريد وغير مألوف من الاستيطان الحيوي على الجزيرة، وكذلك في المستوى الاجتماعي لسكان الجزيرة.
تم تصنيف الجزيرة كأحد مواقع التراث العالمي في عام 2008.ولقبت بأكثر المناطق غرابة في العالم.نظراً للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم.
تقع شرق خليج عدن بين خطي عرض (12.18ْ – 12.24ْ) شمال خط الاستواء وخطي طول (53.19ْ – 54.33ْ) شرق غرينتش وتبعد (480 كم) عن رأس فرتك في محافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني (300 ميلاً) كما تبعد عن محافظة عدن بحوالي (553 ميلاً).
بلغ عدد سكان جزيرة سقطرى وفقاً لنتائج التعداد السكاني لعام 1994م حوالي (65.514) نسمة وبلغ 135020 عام
وتعود اصول سكان جزيرة سقطرى إلى مهرة بن حيدان كما جاء في كتاب لسان اليمن للهمداني وهناك بعض العشائر يعود اصلها إلى سلطنه عمان وسواحل الامارات.
وكانت جزيرة سقطرى عاصمة للسلطنة المهريه إلى عام 1967 حيث سقطت بيد افراد من الجبهه القوميه القادمه من اليمن وانضمت إلى اليمن الجنوبي ثم إلى اليمن الموحد. يعتمد سكان الجزيرة على اهلهم وذويهم المغتربيين في دولة الامارات العربية المتحده ودولة قطر كما يعتمد بعض سكان بادية سقطرى على رعي المواشي الابل والابقار والاغنام ويعتمد سكان سواحل سقطرى على الصيد.
تحظى جزيرة سقطرى باهتمام كبير من قبل الحكومة للاستفادة من مخزونها المتنوع ومن خصائصها الطبيعية المتنوعة ومزاياها الاقتصادية، وتشكل مقومات الجذب السياحي في الجزيرة جزءاً من هذا الإطار العام والتي تتحدد بصفة عامة باعتبار الجزيرة متحفاً للتاريخ الطبيعي بما تحتويه من تنوع حيوي نادر مع الاستفادة من جهود واهتمام عالميين بالحفاظ على جزيرة سقطرى كجوهرة طبيعية، ومن ذلك ما تحظى به من قبل منظمة اليونسكو والهيئات الدولية لحماية البيئة.
الاهتمام الأول ينحصر في برامج تنموية للحفاظ على الجزيرة كمحمية طبيعية في إطار برنامج الإنسان ومحيطه الحيوي وترشيح سوقطرة كمحمية طبيعية تحظى باهتمام إقليمي وعالمي لخدمة البشرية.
الاهتمام الثاني ينحصر في مشروع (حماية التنوع البيولوجي) في الجزيرة والأرخبيل التابع لها.
مقومات الجذب السياحي
كهف هوك في منطقة حالة شرق جزيرة سقطرى. يبلغ قطر الكهف حوالى 15 متر، ارتفاعه 8 أمتار بينما يقدر طوله حوالى 500 إلى 1000 مترالغطاء النباتي: تتميز جزيرة سقطرى بغطاءٍ نباتي وفير حيث تصل الأنواع النباتية فيها إلى حوالي (750 نوعاً) نباتياً بينها مجموعة من النباتات يستفاد منها في الطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض، ومن هذه النباتات أشجار الصبر سقطرى وأشجار اللبان والمر ودم الأخوين بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة مثل الجراز والأيفوربيا وغيرها، كما يوجد في الجزيرة نباتات نادرة أخرى ومما يلفت نظر الزائر انتشار شجرة \" الأمته \" بالإضافة إلى غابات أشجار النخيل الكثيفة المنتشرة في أماكن كثيرة أهمها ضفاف الوديان الجارية فيها المياه على مدار العام حيث تشكل بساطاً سندسياً أخضر مع زرقة البحر المحيط بالجزيرة لوحة فنية رائعة.
وتستطيع الزيارة عبر الإنترنت عن طريق socotra.info لتجد كافة المعلومات والصور الجميلة والخارطة السياحية.
الطيور: طيور سقطرى متعددة الأنواع بحيث تشكل أحد معالم بيئة التنوع في الطبيعة ومشاهدة أنواع الطيور ليس بالأمر الصعب فهي تطير بالقرب من الزائر وفوق الأشجار وفي مياه البحر المحيطة بالجزيرة وفي الوديان ويسمع الزائر أصواتها الجميلة والمتنوعة أينما تحرك. وهناك نوع الطيور يحل بجانب الزائر إذا قرر الاستراحة في مكان ما وتناول الطعام ورمى بمخلفاته فإنه سرعان ما يلتهم تلك المخلفات ولذلك يطلق الأهالي على هذا النوع من الطيور \" بالمنظف \" أو \" البلدية \"وبالتسمية السقطرية له يسمى سوعيده. ويعتقد أنه يوجد في الجزيرة (105 نوعاً) من أنواع الطيور و(30 نوعاً) منها تتكاثر في الجزيرة كما تحتوي الجزيرة على نسبة عالية من الطيور المستوطنة. وتعمل جمعية حماية الطيور باليمن إلى الإسراع بأجراء الدراسات والتغطية المسحية للجزيرة لتسهيل وضع الخرائط عن توزيع الطيور ومواقع تكاثرها بالعلاقة مع بيئاتها الطبيعية كما تعمل على تحديد المزيد من المواقع الهامة للطيور في الجزيرة من أجل حمايتها.
الكهوف والمغارات :تنتشر الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية في مواقع عديدة من جزيرة سقطرى والجزر التابعة لها وتشكلت تلك المغارات بفعل عوامل التعرية الطبيعية وفي بعض منها تفاعلت عوامل \" جيومائية \" حيث عملت المياه على إذابة الكلس وشكلت أعمدة كلسية معلقة من أعلى سطوح الكهوف بالإضافة إلى أعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهوف إلى الأعلى، ومعظم تلك الكهوف والمغارات مأهولة بالسكان، ومنها يمارسون حياتهم الطبيعية المعتادة، وأهمها عموماً مغارة \" دي جب \" في سهل نوجد حيث تعتبر أكبرها حجماً، ويتسع لعدد من الأسر، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخله دخولاً وخروجاً دون عناء، وتبعد مغارة دي جب عن مركز حديبو بمسافة (75 كيلو متراً).
هناك مفهوم خاطئ اخر لدى الكثير من الناس وخصوصا من لا يعرف سقطرى وطبيعة اهلها حيث يقال ان الكهوف أحد إنماط السكن للإنسان السقطري والحقيقة هي ان هنالك بعض من الناس الذين يبحثون عن العشب لانعامهم وخصوصا البقر والغنم في اوقات القحط أو يئون اغنامهم وابقارهم فيها في فترات نزول الأمطار الغزيره ويسكنون في هذه الكهوف لفترات مؤقته لا غير على حسب فترة القحط وبعدها يرجعون إلى سكنهم الاصلي اي مناطقهم أو قراهم ويشار أيضا ان الرعاه من سكان سقطرى يستخدمون الكهوف لنفس الغرض السابق.
الشواطئ: تمتد شواطئ الجزيرة مسافة (300 ميل) ولها خصائص فريدة من حيث كثبان رمالها البيضاء النقية حيث تبدو للزائر كأنها أكوام من محصول القطن ومعظمها مظللة بأشجار النخيل. تطل على مياه البحر الخالي من عوامل التلوث حيث تشاهد أنواع الأسماك تسبح فيها، وجميعها مواقع مثلى للاستجمام والغوص بعد توفر خدمات البنية الأساسية في الجزيرة وتهيئة تلك الشواطئ بالخدمات السياحية، كما تحتوي مياه الشواطئ على أحياء مائية عديدة ونادرة منها السلاحف المتنوعة الأشكال مثل السلاحف الخضراء الكبيرة الحجم. بالإضافة إلى الشعب المرجانية واللؤلؤ الذي اشتهرت به جزيرة سوقطرة منذ العصور التاريخية القديمة. خامساً : الشلالات : يوجد في جزيرة سوقطرة عدد من شلالات المياه الغزيرة تنتشر في مواقع مختلفة أهمها شلالات \" دنجهن \" في حديبو حيث يبعد عن المركز بمسافة (6 كم) فقط، وكذلك شلالات حالة، ومومي، وقعرة وعيهفت ومعظم تلك الشلالات تنبع من أعالي الجبال على مدار العام. وبصورة عامة : إن تنشيط الحركة السياحية إلى جزيرة سوقطرة بحاجة إلى توفير خدمات البنية الأساسية في عموم مناطق الجذب السياحي وبالتالي توفير الخدمات السياحية المساعدة في إطار الخطة المتكاملة لحماية مناطق المحميات الطبيعية.
يوجد في جزيرة سقطرى ثلاث فنادق فقط وهذا يدل على أن الحكومه لاتستثمرها ولايوجد مستثمرون يمنيون
المزيد
تعريف : أرخبيل سقطرى يقع في المدخل الشرقي لخليج عدن على بعد 350 كيلومتراً جنوب شبه الجزيرة العربية ، ويعتبر همزة وصل بين المحيط الهندي من جهة والبحر العربي وخليج عدن من جهة أخرى وهو حالياً محافظة من محافظات الجمهورية .. ويشمل جزيرة رئيسية هي سقطرى وثلاث أخرى هي درسة وسمحة وعبده الكوري إضافة إلى جزيرتين صخريتين صغيرتين .. وتعتبر سقطرى أكبر الجزر العربية إذ يبلغ طولها 125 كم وعرضها 50 كم وطول شريطها الساحلي 300 كم ومساحتها الكلية أكثر من 3700 كم مربع ووصل عدد سكانها إلى مايزيد على 200 ألف نسمة بحسب احصائيات غير رسمية .
تمتاز بموقع عالمي استثنائي من حيث التنوع الفريد في النباتات ونسبة الأنواع المستوطنة ، فنسبة73 % من أنواع النباتات (من أصل 528 نوعاً) و 59 % من أنواع الزواحف و 59 % من أنواع الحلزونيات البرية المتواجدة في أرخبيل سقطرى غير موجودة في أي منطقة في العالم كله .. أما بالنسبة للعصافير فتأوي أنواعاً هامة على المستوى العالمي (291 نوعاً في العالم 44 منها يتوالد في الأرخبيل كما يهاجر 58 منها بانتظام) من بينها بعض الأنواع المهددة بالانقراض .
وفيما يتعلق بالحياة البحرية المحيطة بالأرخبيل فإنها تتميز بتنوع كبير قلما يتواجد مثله في الجزر الأخرى ، مع تواجد 352 نوعاً من الشعب المرجانية و 730 نوعاً من الأسماك و 300 نوع من الأحياء البحرية المتنوعة الأصناف .
جزيرة سقطرى من أجمل الجزر الطبيعية في العالم تم تصنيفها عام 2008 م كأحد أهم مواقع التراث العالمي ووصفت بأكثر المناطق غرابة في على المستوى الدولي ، في حين صنفتها الصحيفة الأمريكية (نيويورك تايمز) عام 2010 م بأنها أجمل جزيرة في العالم .

(تشابالا وميج) :

هما إعصاران استوائيان قويان ضربا أرخبيل سقطرى أواخر العام الماضي ، تكوّن الأول يوم 28أكتوبر 2015 م من منطقة ضغط منخفض في بحر العرب ليصل إلى اليابسة ويصبح في اليوم التالي أي في 29 أكتوبر عاصفة إعصارية شديدة جداً هبت على سقطرى وصلت سرعتها إلى 120 كم في الساعة مصاحبة لأمطار غزيرة وبكميات كبيرة وارتفاع في أمواج البحر تراوح مابين 10-13 متراً ما احدث فيضانات وسيول جارفة وأضراراً في مختلف أوجه الحياة في الأرخبيل واستمر مدة ثلاثة أيام . ثم جاء الإعصار الثاني ( ميج ) في الأسبوع الذي يليه وبالتحديد في 8 نوفمبر 2015 م ليكمل الدمار الهائل ويأتي على ما تبقى من المزارع والأشجار والمنازل وقوارب الصيادين ومختلف الخدمات ومنشآت البنية التحتية .

أضرار الإعصارين :

في تقرير أصدره مكتب محافظ أرخبيل سقطرى فصّل الأضرار الفادحة التي أحدثها الإعصاران ونوجز ما جاء فيه بالتالي :


مطار وميناء سقطرى:

المطار الذي يعتبر البوابة الرئيسية للمحافظة للخروج والدخول ، ويشكل أهمية كبيرة لدى أبناء الأرخبيل لا سيما خلال فصل الخريف الذي ينقطع فيه المنفذ البحري لتهيج البحر بسبب الرياح الموسمية التي تهب على الأرخبيل من يونيو حتى سبتمبر من كل عام ، تضرر ضرراً بليغاً حيث تكسرت زجاجات صالة البرج وأدى إلى تلف بعض محتويات وأجهزة البرج الملاحية ، وتضررت صالة الوصول والمغادرة بشكل كبير وتهدم سور المطار وبوابته الرئيسية ، وتقدر التكلفة الإجمالية لإعادة صيانة المطار بحسب اللجنة الفنية لحصر الأضرار التابعة لديوان المحافظة (150 ) ألف دولار أمريكي .
الميناء أيضاً يشكل أهمية كبيرة للأرخبيل ويعتبر الشريان الذي يغذي احتياجات السكان من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والمواد الأخرى ، فقد تضرر رصيفه بشكل كلي خلال الإعصارين وتسبب في إعاقة وصول السفن الإغاثية والإيوائية لتقديم المساعدات الطارئة للنازحين في المقرات الحكومية والمدارس ، وبحسب التقرير الحكومي يحتاج الرصيف ل 100 ألف دولار لإعادة تأهيله .

شبكة الطرق :

شبكة الطرق في سقطرى تعتبر من أهم احتياجات السكان ، كونها تربط بين عاصمة الأرخبيل (حديبو ) وكثير من المناطق الريفية والجبلية ، فقد تضررت شبكة الطرق الفرعية للدمار الكبير جراء الإعصارين ، وبحسب إحصائيات السلطة المحلية فإن الطرق السياحية فقط التي تربط بين المحميات والأماكن السياحية وتحتاج إلى الصيانة والتأهيل هي 8 طرق بطول 50 كيلومتر بتكلفة تقدر ب 92 ألف دولار بينما تبلغ عدد الطرق الفرعية الأخرى 40 طريقاً فرعياً بطول 474 كيلومتراً بتكلفة تقدر ب مليون و 868 ألف دولار .

مؤسستا المياه والصرف الصحي والكهرباء :

وهي من المؤسسات الخدمية والحياتية التي تضررت أيضاً.. فقد تأثر خط الأنابيب في مناطق (دبحهن وعيهفت ) وانجرفت 27 أنبوب وتصدع أحد الأحواض بالإضافة إلى تضرر البئر الوحيد في هذه المناطق وأتلفت مضخته ودينمو المولد التابع له مع بعض أنابيب الشبكة الداخلية وتقدر تكلفة إعادة التأهيل بحوالي 50 ألف دولار .
أما مؤسسة الكهرباء فكانت الأكثر تضرراً حيث توقفت وتعطلت بعض المولدات بسبب الأمطار وتسرب الماء إلى محطة التحكم وتعطلت بعض المنظمات الكهربائية وسقط وتحطم عدد كبير من الأعمدة وأتلفت المحولات ومعظم خطوط الشبكة وتقدر تكاليف إعادة التأهيل 350 ألف دولار تقريباً.

الصحة العامة :

فيما يتعلق بالمجال الصحي حدث ولا حرج ، فقد تضررت بشكل ملفت للنظر المراكز الصحية والوحدات الصحية المنتشرة في مختلف القرى والمناطق الريفية ، حيث تضررت معظم منشآت المراكز والوحدات الصحية وتهدمت أسوارها ونوافذها وأبوابها ، كما أتلفت العديد من الأجهزة الطبية المهمة ما أدى إلى توقفها عن العمل وخدمة المرضى والتي بسببها تضاعفت معاناة المواطنين في النزول من الأرياف إلى المدينة (حديبو) وكذلك إلى خارج الأرخبيل لتلقي أبسط العلاجات والفحوصات .. وقدرت اللجنة الفنية المختصة بإحصاء تلك الأضرار تكاليف إعادة الصيانة والتشغيل ب مليون و 700 ألف دولار على أقل تقدير .

قطاع التربية والتعليم :

وهو من القطاعات المهمة أيضاً التي تضررت بشكل كبير ، فقد تهدمت بعض الفصول والملحقات الدراسية ودورات المياه وغيرها من المتطلبات المدرسية في 18 مدرسة .. وقدرت تكاليف إعادة البناء والتأهيل ب مليون و 525 ألف دولار وكما جاء في تقرير اللجنة بسرعة بناء فصول دراسية لمواجهة الكثافة الطلابية وسد النقص بتكلفة إجمالية قدرها 545 ألف دولار .

شبكة الاتصالات :

طبعاً هذه الخدمة أصبحت من الخدمات التي لا يستغنى عنها المواطن في حياته اليومية .. وتعتمد سقطرى في الهواتف النقالة على شركة يمن موبايل وهي الوحيدة العاملة فيها .. وقد تضررت شبكات الشركة في الأرخبيل بصورة كاملة وتوقفت عن العمل نهائياً باستثناء شبكة مدينة حديبو التي تغطي المدينة وضواحيها ، فقد انهارت أبراج المحطات بشكل كلي وكذلك هوائيات البث للمحطات مع كوابلها وتضرر هوائي ربط الميكروويف وخطوطه بشكل كلي (الوحدتان الداخليتان لنظام ميكروويف NEC neo للشبكات ) وتبلغ التكلفة التقديرية للخسائر في الاتصالات حوالي 164 ألف و 700 دولار .

قطاع السياحة :

القطاع السياحي من أهم مصادر الدخل للسكان المحليين ، وهذا القطاع يشمل السياحة البحرية والبيئية والبرية لما يحتويه هذا الأرخبيل من تنوع بيئي وبحري وتنوع حيوي ومناخي لا تجد منه مثيلاً في العالم لكن الإعصاران أصاباه بمقتل .. فالمخيمات والمحميات والمواقع السياحية التي تعتبر المقصد الأساسي للسياح الزائرين أصبح العديد منها مجرد أطلال .. إذ تهدمت وتهشمت عدد من الاستراحات والحمامات والمطابخ للمحميات والمخيمات السياحية وأصبحت غير قادرة على استقبال واستيعاب السياح الزائرين بل وأكثرها أغلقت عن العمل ربما بصورة نهائية إذا لم يتم الإسراع بإنقاذها مما هي فيه . . وبحسب إحصائيات السلطة المحلية فإن التكلفة التقديرية لإعادة صيانة وترميم المواقع والمحميات السياحية وتأهيلها مرة أخرى تبلغ 210 ألف دولار .

مساكن المواطنين :

آلاف المساكن الشعبية تهدمت وأصبحت أثراً بعد عين ولجأت أكثر الأسر إلى كهوف الجبال والخيام التي قدمتها الدول الشقيقة وفي مقدمتها الإمارات كحل طارئ وقد بلغ عدد المساكن المتهدمة كلياً 7 آلاف و 436 منزل وتبلغ التكلفة التقديرية لإعادتها 29 مليوناً و 44 ألف دولار .. بينما المنازل التي تهدمت بشكل جزئي 4 آلاف و 880 منزلاً وتبلغ التكلفة التقديرية لترميمها 4 ملايين و 880 ألف دولار. وكما كشفت الإحصائيات بأن عدد المنازل المقطرة ( التي تدخلها قطرات الماء ) جراء الإعصارين بلغت 17 ألف و 752 منزل وتبلغ التكلفة التقديرية لصيانتها 3 ملايين و 55 ألف دولار .. كما أن عدد الأحواش (الأسوار) المتهدمة ألف و 172 حوشاً ( سوراً ) بمختلف مناطق وقرى المحافظة وتبلغ تكلفة إعادتها مليون و 172 ألف دولار .

الثروة الحيوانية والزراعية :

قضى الإعصاران على 37 ألف رأس من الأغنام والماعز و49 ألف نخلة .. وأحدث أضراراً كبيرة جداً بالمحميات الطبيعية والأشجار ومختلف النباتات التي تشتهر بها سقطرى ، إذ سقطت المئات من أشجار ( دم الأخوين ) والمئات من أشجار اللبان السقطري وأشجار ( المرة ) والكثير من الأشجار المعمرة التي تجاوزت أعمارها المائة والخمسين عاماً .. كما جرفت السيول 300 حديقة منزلية ومصفوفة من المزارع والمراعي ، من الصعوبة بمكان تقدير خسائرها المادية .

فخورون بنشاط المحافظ

لمحافظ أرخبيل سقطرى اللواء سالم عبدالله عيسى بصمات واضحة المعالم وجهود رائعة لتحسين ظروف الحياة اليومية وحل هموم أهالي سقطرى .. فقد وضع هذه الهموم في أجندته منذ اليوم الأول لتوليه زمام الأمور وجند نفسه لخدمة ونهضة المحافظة ومواجهة كل التحديات التي تعترض طريق تطورها ورقيها .
ومن خلال متابعاتي الصحفية المستمرة للنشاط المعتمل والحركة الدؤوبة في الأرخبيل ولقاءاتي المتعددة المباشرة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي مع بعض الشخصيات الاجتماعية وفي مقدمتهم الشيخ مختار الحنكاسي رئيس مؤسسة أرخبيل سقطرى الخيرية لمست ما لا يقبل الجدل أن مختلف المكونات وأطياف المجتمع وفئاته ومعظم أهالي سقطرى إن لم يكن جميعهم فخورون بهذا المحافظ الذي يعطي كل ما لديه من وقت وجهد لخدمة قضاياهم ، ويؤكدون وبقناعة تامة أنه يمثل أهم عوامل النجاحات المبهرة التي تحققت وما زالت تتحقق على أرض الواقع في سقطرى في كافة نواحي الأنشطة والفعاليات والمجالات التعليمية والصحية والتنموية وعلى وجه الخصوص تأهيل الميناء والمطار ومجالات الكهرباء ومياه الشرب والاهتمام بالأمن والأمان والجوانب الحياتية الأساسية للمواطن رغم الظروف الصعبة والعراقيل .
وأعرب الجميع عن ثقتهم في أن مرحلة جديدة من العمل المثمروالتطور ستشهده سقطرى في عهده الميمون ، كما أن نشاطه الظاهر للعيان وعلاقاته الطيبة مع كل الأطراف الساعية إلى خير سقطرى وبالذات إمارات الخير خير دليل على حسن نواياه وأفعاله .

مواقف أخوية من إمارات الخير :

لقد هبت دولة الإمارات العربية المتحدة للنجدة .. وكانت من أوائل الدول الشقيقة وأكثرها سخاء في تقديم الإعانات الإنسانية العاجلة لمحافظة أرخبيل سقطرى ومساعدة سكانها الذين تضرروا من جراء إعصاري تشابالا وميج .. إذ قدمت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي مختلف الإعانات والإغاثات عبر جسر جوي متواصل وعبر السفن حاملة معها احتياجات السكان المتنوعة من غذاء وأدوية وخيام ومختلف الاحتياجات الأساسية .
ثم جاءت الوفود الإماراتية المتخصصة في مجالات الصحة والتعليم والبناء والتنمية والإعمار بتوجيهات كريمة من سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شئون الرئاسة رئيس مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية .
وخلال الزيارات المتتالية لهذه الفرق الإماراتية تم الإطلاع على كافة الاحتياجات ، وبدأ التنفيذ في إصلاح وتأهيل مطار سقطرى وبناء السدود المائية وتوفير قوارب مع محركاتها للصيادين المتضررين وبناء المنازل المهدمة ، وما زالت أعمال الإعمار تسيرعلى قدم وساق في عدد من المشاريع الحيوية الاقتصادية والخدماتية .
فهنيئاً لأهالي سقطرى هذا العطاء الإماراتي والنظرة الأخوية .. وشكراً لأبناء زايد طيب الله ثراه ولكل حكام الإمارات وشعبها الكريم الذي لم يبخل بشيء وسارع إلى النجدة والإنقاذ وإعادة الإعمار والبناء .

في الختام

وأخيراً نقول : أن المتابع لما يحدث حالياً في الأرض الطيبة سقطرى يجد أنها عبارة عن ورشة عمل كبرى تبشر بمستقبل واعد وبنهضة مزدهرة قادمة إن شاء الله في وقت ليس ببعيد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.